عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

محمد عبدالرحمن يكتب:حكايتي مع القلم الباركر

محمد عبدالرحمن يكتب:حكايتي مع القلم الباركر
محمد عبدالرحمن يكتب:حكايتي مع القلم الباركر

يربطني في الآونة الأخيرة شغف الحنين إلى الماضي في كل شيء، مثل سماع أغاني قديمة كنت احبها أو أماكن قمت بزيارتها مع من احب أو التحدث مع احدى أصدقاء الطفولة في مراحل عمرية مختلفة كلها ذكريات بالنسبة لي، لكن لها مذاق خاص وتعطيني طاقة إجابيه وسعادة لا توصف، تمهيدًا للموضوع بعد بلوغ أمي سن التقاعد عن العمل احتفظت بمتعلقاتها الشخصية من عملها كأدوات كتابية وطقم مكتب وحتى الآن استخدم هذه الأشياء في مكتبي بكل حب واعتزاز وافتخر بيهم، وكان من ضمنهم اهم شيء في الحكاية وهو "القلم الباركر" احتفظت به وكان بمثابه اهم الأقلام بالنسبة لي، ومن فتره قصيره قمت بزياره احدى المكتبات الكبرى في القاهرة لكى اشترى قلم كهدية لاحد الزملاء، لأبارك له في تكريمه على العامل المثالي، وتفاجأت بنفس القلم الباركر يباع حتى الأن نفس الشكل والنوع واللون، مع اختلاف الجودة وبسعر خزعبلي فقلت في سري معقووول؟ مع جميع ادوات التعجب!



ومن هنا بدأت الحكاية! بعدها قابلت أمي وعند حديثي معها اذكرها بأن قلمك الذي احتفظت به يباع حتى الآن، فقالت لي ان هذا القلم كان ملك والدك وليس ملكي اناااا!

ومن هنا صدمتني صدمة وذهول مع سعادة لا توصف لما علمت أن القلم كان ملك والدي رحمة الله عليه، شعرت انه هدية منه شخصيا أو رسالة مبعوثة لي منه في مرحلتي العمرية، هل بسبب التفكير فيه كثيرًا بالرغم من أنني لم أعي عنه لسبب الوفاة منذ الصغر!؟

والله فرحتي به ودون مبالغة لا تقل عن فرحة تعب واجتهاد ومثابرة على جمع واحتفاظ المال لكي اشتري منزلا جديدا، أو تماما مثل فرحة شراء سيارة حديثة كنت أتمناها، أو حتى حصولي على تأشيرة لدولة كنت أتمنى زيارتها، أو فرحة مثل حصولي على ترقية في العمل كل هذا بسبب أنني لم يحالفني الحظ بأن أرث شيئا ملموسا من متعلقات والدي الشخصية، فقط ورثت السمعة الطيبة والسيرة الحسنة وهذا كل ما اعتز وافتخر به حتى وقتنا هذا.

وبالرغم أن أمي قد قامت بدور الأب والأم على أكمل وجه ولم تقصر في شيء، واذا أتيحت لي الفرصة لأتكلم عن أمي فلا يكفي الكلام عنها لسنين ضوئية عن كفاحها واجتهادها في الحياه ومع ذلك اعتبر اني ابخس حقها، لكن شغف وجود الأب في كل مرحلة عمرية كنت أمر بيها، يمكن تكون فلسفة الحياة هو اني دائمًا اسأل نفسي هل كان يفتخر بي أو يبقي سندًا لي أو يعطيني نصيحة في أمور الحياة أو خبرات في العمل بشكل عام، لكن اؤمن أن إرادة الله فوق كل شيء، ومن هنا تذكرت شيئا دائما منذ الطفولة عندما اسأل أمي ليه دائمًا محتفظة بالأشياء القديمة في المنزل، وهذا امر لم يعجبني وكان الرد منها "سيبها دي من ريحة أبوك" أشكر جميع الصدف أنني أملك شيئا فعلا من ريحة والدي وهذا على مقولة أمي الشهيرة، وللعلم عمر هذا القلم أكثر من ٣٠ عاما حتى الآن.

مضمون رسالتي هي ليس القلم بل بر الوالدين لأنهم لم يعوضوا.

اسأل الله عنهم العفو والعافية ويديم عليهما الصحة والسعادة.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز