أحمد عمر بالحمر يكتب : الرياض 488

اسم عزيز على قلبي، طالما أحببت هذا المكان، يربطني به تاريخ قديم وعشرة شهور وسنين وعقود أيضا، أحببتها من أول نسمة هواء، لم يمنعني لهيب صيفها وتضاريسها القاسية من تغيير ما في خاطري نحوها، عشقتها منذ رأيت تلك اللوحة الزرقاء على يمين الشارع الرئيسي الممتد من إماراتنا الغالية إلى رياضهم، كتب عليها الرياض ٤٨٨ كيلو مترا.

أحببت كل ما فيها، أعني هذه الكلمة بكل ما تحويه من معان لدرجة أنني عشقت عطر عوادم مركباتها في شوارعها المكتظة والمزدحمة، شككت في هذه المودة والحب الأعمى الذي يربطني بها، ولم أشك وأعجب فهي موطن جدي رحمه الله، كنّا نسافر في فترة الإجازة الصيفية التي كانت طويلة في السابق قاطعين الألف كيلو متر نحسب الأمتار والدقائق وكلنا شوق ولهفة إلى لقائهم، كنّا نمكث الإجازة كاملة حوالي الشهرين من كل عام لم يتغير هذا البرنامج لفترة ليست بسيطة، وأنا من ذلك الوقت أحسست بالارتباط والعلاقة بهذه المدينة "الرياض".

أذكر تفاصيل دقيقة وغريبة، أحببت تلك الأغنية الوطنية التي ما زلت أحفظها عن ظهر قلب" فوق هام السحب " التي نسمعها عند إقفال القناة السعودية الأولى كل يوم يصدح بها الفنان الكبير محمد عبده. حتى يومنا هذا، سماعي لكلماتها تأخذني فوق السحب وتعود بي إلى حي الملز، أسترجع كل الذكريات الدافئة الجميلة.

كنت في إحدى الزيارات مؤخرا إليها فعادت إلى تلك الذكريات وتلهفت إلى تلك الأيام، أثر في إقلاع طائرتي عائدا إلى الوطن الغالي مودعًا لها، كنت أرغب بالتلويح لها مودعًا لكن خفت من اتهامي بالجنون، لكن لا بد لي من عودة قريبة إلى الرياض الغالية العزيزة.