عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

لكل قاعدة "ساطور".. شهيرة أول جزارة بالصعيد

لكل قاعدة "ساطور".. شهيرة أول جزارة بالصعيد
لكل قاعدة "ساطور".. شهيرة أول جزارة بالصعيد

الأقصر - محمد راشد

- نشفت إيدي لأجل إخواتي.. ونفسي أقابل الرئيس السيسي



- حتى لما أتجوز هستمر في مهنتي 

يشتهر أبناء المجتمع الصعيدي دائمًا بكفاحهم ضد ما يواجهونه أحيانًا من قسوة في ظروف الحياة المعيشية، وكما نعلم أنه منذ أعوام ولا يزال صعيد مصر يعاني قلة الموارد المادية وتوفيرها لأبنائه إلا أننا لا نجد فيهم من يقف مكتوفي الأيدي بل كان الإصرار على تحطيم الصعاب جينات موروثة لديهم لعبور تلك الأزمة.

عادات نما عليها مجتمع "الصعايدة" أقساها احتكار بعض المهن على الرجال فهم العنصر الأساسي لقيام ذلك المجتمع لكن حدة الظروف المعيشية بالنسبة لأسر لا يوجد بها عنصر ذكوري واحد قادر على العمل لم تترك لها سوى خيار التحدي لتستمر على قيد الحياة، ولتكن بعدها أنثى تلك الأسر بمثابة "١٠٠ راجل".

بملبس ذكوري على غير المألوف لبنات جنسها وبلهجة مقصودة غير المعتادة تقف شهيرة جمال في السابعة من صباح كل يوم للبدء في عملها كأول "جزّارة" في الصعيد لتبيع ما لذ وطاب من اللحوم بعد أن حطم "ساطورها" تقاليد مهنة احتكرها المجتمع الصعيدي على رجاله منذ زمن بعيد فجعلت شهيرة مؤخرًا بكفاحها لكل قاعدة "ساطور" يحطم جمودها.

 

 

تقول شهيرة لـ"بوابة روزاليوسف"، إنها أول فتاة تعمل بالجزارة في صعيد مصر حيث تعمل بالمحل الخاص بأبيها الواقع بمدينة إسنا جنوبي الأقصر منذ أن كان لديها ٧ سنوات حيث كانت في البداية تساعده بعد إصراره على عدم دخولها المدرسة مثل باقي أشقائها الذي يبلغ عددهم ٩ أشقاء حتى مرضه وإصابته بوعكة صحية فقررت أن تجعل من مساعدتها مهنة لها تستطيع من خلالها الإنفاق على تلك الأسرة الكبيرة .

وتضيف أنها في البداية وجدت الكثير من المضايقات كونها تعمل بمهنة ذكورية في مجتمعها الصعيدي لكن قسوة الظروف المعيشية وحرصها على إكمال دراسة أشقائها كان لها عونًا في أن تستكمل الطريق الذي شقته حتى اقتنعت بالمهنة وأصبحت لها هواية قبل أن تكون مجرد عمل له مكسب مادي.

وتشير بنت الخمسة والعشرين عامًا إلى أنها خلال العشرة سنوات الماضية أصبحت تواظب بين عملها كـ"جزارة" منذ السابعة صباحًا حتى الرابعة عصرًا وبين واجب الخدمة في المنزل واستمرت على ذلك حتى نجحت في مهمتها وأمنيتها وأكمل أشقاؤها تعليمهم بل والتحق معظمهم بوظائف حكومية بعدها.

 

 

ولفتت "جزارة إسنا" إلى أن مهنتها وعدم التحاقها بالدراسة لم يمنعاها من تعلم القراءة والكتابة فكانت تواظب دائمًا على شراء الجرائد والمجلات وبعض الكتب التي تعلم القراءة والكتابة فضلًا عن ازدياد معرفتها من خلال التعامل المادي مع الزبائن وتجار المواشي حتى أصبحت لديها خبرة ليست بالقليلة في بعض العلوم الرياضية.

"حتى لما أتجوز هستمر في مهنتي"، عبارةٍ أكدت بها شهيرة استمرارها في مهنتها حال زواجها مضيفة "أنا أتقدملي ناس كتير بس موضوع الارتباط بيهم مكملش لأنهم رفضوا استمراري في شغلي مع إني بعد شغلي بكون زيي زي أي بنت وأنا عشان شايفة إني تعبت وضحيت وشايفة إني مشتغلتش حاجة حرام ولا عيب فالموضوع بيبقى بالنسبة الأهم فيه إني هكمل في شغلي وأي حد بيتقدملي أول حاجة بقيت بقولهاله إني هكمل في شغلي".

وعن أمنياتها اختتمت "جزارة إسنا"، حديثها بأنها تمني النفس بأن تقوم بمقابلة الرئيس السيسي وتوصل له رسالة كفاح البنت الصعيدية في عز تقاليد ومواريث قست كثيرًا عليها بجانب الظروف المعيشية، وأن تؤكد له حبها له بسبب تقديره الدائم والمعزز لدور الفتاة والمرأة المصرية في جميع المجالات، وعلى اختلاف الظروف.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز