عاجل
الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

قتيل على قارعة الطريق (صور)

قتيل على قارعة الطريق (صور)
قتيل على قارعة الطريق (صور)

كتب - عادل عبدالمحسن

كلما زاد علمك زاد بؤسك وكلما توسعت مداركك ومعلوماتك وخرجت من ذاتك إلى هم الأخرين زاد شقاؤك وعندما تصل في مرحلة عمرية مبكرة إلى حقيقة الدنيا بأنها لا تساوى عند الله جناح بغوضة تعيش الحياة زاهدا ساخرا من صراعات البشر في تلك السطور أسرد وقائع مأساة طفل لم يجن من الدنيا سوى الموت على قارعة الطريق ولم يجد "الغراب" الذي علم قابيل كيف يدفن اخاه هابيل في وقت لم تكن الموبقات البشرية قد ظهرت على الأرض بانتشار أولاد آدم وأحفاده.



هذه واحدة من القصص الأكثر بشاعة  وألماً وشقاء وحزناً وقد وقعت فصولها  في ظل الحرب الدائرة فى المنطقة العربية المبتلاة بأفعال قاطنيها إنها قصة الطفل السوري وسيم ذكو الذي عاش يتيماً بعد أن فقد أهله تحت القصف.. وحيداً..شريداً..جائعا..حافياً..هائماً في فضاء الضياع حيث لم يجد إلا حذاء بمقاس والده يتقي به قساوة الصخور وأشواك الطرق والاسفلت والحجارة وقطع الزجاج التي كانت تنهش قدميه الصغيرتين..! لم يكن يجد ما يطعمه إلا "فتات" من كسرات خبز يسد بها رمقه وعاش وسيم معدما يسترزق ببيع القمامة التي كان يودعها كيسه الأسود.. إلى ان عثروا عليه ذات يوم وهو مسجى على قارعة الطريق وإلى جانبه كيس القمامة الأسود الذي ما فارقه وكأنه أوفى له من كثير من البشر.. وجدوه وقد تحللت جثته لأنه لم يجد من يدفنه أو يشيع جثمانه إلا العراء.. وأسفل منه حذاء ضخم قديم تتدلي منه قدمان باردتان بعد أن ظل يحتضن قدميه الصغيرين ولم يتخل عنه حتى مات.! مات وسيم ورحل عن الدنيا غير أسف عليها ولكن تبقى قصته سبة في جبين البشرية بكل رقيها وتطورها وإنسانيها ليبقى رحيل وسيم شاهداً على همجية بنى جلدته فقد تكون الصخور التي تحلل عليها جسمانه أرحم من ناس يعدون الرحمة في قلوبهم ستبقى  قصة الطفل "وسيم ذكرى" تروى لإجيال ورا أجيال تفضح همجية هذا الجيل وقسوته مع طفل كانت أعظم أمانية أن يجد لقمة عيش يسد بها رمق جسده النحيل  وفراشا دافئا يحميه من تغول الطبيعة.!!

 
 

 
 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز