عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ننشر نص كلمة رئيس المحكمة الدستورية في مؤتمر رؤساء المحاكم الدستورية العليا والمجالس الدستورية الإفريقية

ننشر نص كلمة رئيس المحكمة الدستورية في مؤتمر رؤساء المحاكم الدستورية العليا والمجالس الدستورية الإفريقية
ننشر نص كلمة رئيس المحكمة الدستورية في مؤتمر رؤساء المحاكم الدستورية العليا والمجالس الدستورية الإفريقية

كتب - رمضان أحمد

أصحاب المعالى والسعادة: ضيوفنا الأعزاء رؤساء وقضاة المحاكم والمجالس الدستورية والعليا.



      دولة رئيس مجلس وزراء جمهورية مصر العربية.

      معالي رئيس مجلس النواب.

      أصحاب المعالي الوزراء.

      أصحاب المعالي رؤساء الهيئات القضائية.

      السيدات والسادة الضيوف الأجلاء.

      يشرفني ويسرني احتضان المحكمة الدستورية العليا المصرية، للسنة الثالثة على التوالي، فعاليات الاجتماع الإفريقي رفيع المستوى، الذي يضمُ رؤساء وقضاة المحاكم والمجالس الدستورية والعليا، حُرَّاسَ الدستور وسدنةَ العدالة، رُعاة الحقوق والحريات، وأمناء سيادةِ القانون.

      أهلًا ومرحبًا بكم ضيوفَنا الأعزّاء على أرض مصر التي تعتز بهويتها الإفريقية التي تجمع بين عبقرية الجغرافيا وعراقة التاريخ، حيث شهدت بزوغَ فجر الحضارة الإنسانية، وبُوركت بضياء الديانات السماوية الثلاث بعد أن جاس بنو البشر خلال الديار بحثًا عن وحدانية الخالق جلَّ وعلا.

      إن نهر النيل العظيم، الذي يربط العديد من دول قارتنا العريقة، إنما يمثل شريان الحياة ومصدرًا لا غنى عنه من مصادر التنمية الزراعية والصناعية، ويجرى في أجساد المصريين مجرى الدم، ويبعث الأمل في نفوسهم كل صباح في جني ثمار ما زرعوه بالأمس.

      ومن حسن الطالع وجميل المصادفة أن يتواكب اجتماعكم مع تولى جمهورية مصر العربية رئاسة الاتحاد الإفريقي، تأكيدًا للتواصل المستمر والتعاون المثمر، وتطلعًا إلى غَدٍ أفضل تسعى فيه مصر الإفريقية إلى توطيد أواصر الصداقة مع شقيقاتها دول القارة العريقة في جميع المجالات.

      الزملاء الأفاضل رؤساء وقضاة المحاكم الدستورية والعليا الإفريقية، أود أن أعبر، بالأصالة عن المحكمة الدستورية العليا المصرية، وبالنيابة عن حضراتكم عن خالص الشكر والتقدير لفخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء والسادة الوزراء، على تفضلهم بالرعاية الكريمة لاجتماعكم الموقر، التي تجلّت في تقديم الدعم المادي والمعنوي وتوفير التسهيلات اللازمة لنجاح انعقاده، وهو ما يعكس اهتمام السلطات المصرية ببذل كل الجهود من أجل تقوية أواصر الصداقة والتعاون المستمر بين شعوب ودول قارتنا الإفريقية التي تمثل الأمَ الحنون ومبعث الأمل بالنسبة لنا جميعًا. والشكر موصول للزميل والصديق القاضي الجليل عبد الوهاب عبد الرازق، لجهوده الرائعة التي تجلت في نجاح انعقاد الاجتماعين الأول والثاني إبان فترة رئاسته للمحكمة.

      ويمثل اجتماعنا الثالث الحالي نقلةً نوعيّةً في مجال التعاون القضائي الإفريقي، حيث يشهد إطلاق الموقع الإلكتروني لشبكة المعلومات التي تربط بين المحاكم الدستورية والعليا الإفريقية، توفيرًا للمعلومات في جميع المجالات التي تهم هذه المحاكم من أجل تفعيل تبادل الخبرات والإلمام المستمر بأحدث الأحكام والمبادئ القضائية، استشرافًا لمستقبل يصبو فيه عالمنا المعاصر إلى الاستفادة من التطور العلمي في مختلف مناحي البحث والفكر الإنساني.

      ولقد كان إطلاق هذا الموقع الإلكتروني إلى جانب الحرص على دورية انعقاد اجتماعكم الموقر، من بين توصياتكم المهمة، التي تُوّجَت بالتوجيه السامي والدعم المباشر من فخامة رئيس جمهورية مصر العربية، حرصًا على نجاح التواصل المستمر بين قمم القضاء في قارتنا العريقة.

      زملائي وأصدقائي الأجلاء، حُرّاس الدستور وسدنة العدالة، اليوم ينطلق اجتماعكم الدوري الذي يشهد جنى ثمار عصارة أفكاركم النابعة من خبراتكم المتراكمة عبر الزمن، من أجل توثيق وتفعيل الحماية القضائية للمواطن الإفريقي في ظل سيادة الشرعية الدستورية، تلك الشرعية التي تحقق التوازن بين حقوق وحريات المواطنين من ناحية، ومباشرة السلطات العامة لوظائفها من ناحية أخرى.

      إن ما حققناه من نجاحات باهرة على مدار العامين السابقين من خلال تجمعكم هذا لهو مثار لكل إعجاب وفخر لنا جميعًا، ودليل على قدرتنا على العمل الجماعي لخلق مجالات أوسع للتعاون المشترك في نطاق القضاء الإفريقي، وهو ما يستوجب النظر في إسباغ الكيان المؤسسي على اجتماع القاهرة ليكون واحدًا من مظاهر الإشعاع القضائي في قارتنا السمراء.

      إن شعوب قارتنا الأم تتطلع إلى اجتماعكم الموقر، وتتوقع منه النتائج والتوصيات التي تسهم في تحقيق آمالهم في العدل وحماية الحقوق والحريات، في ظل قضاء يحافظ على قيَّمه ومبادئه وتقاليده، من أجل غدٍ أفضل ومستقبل زاهر للمواطن الإفريقي.

      زملائي وأصدقائي الأعزاء، بكل عبارات الحب والود والترحيب؛ أتمنى لكم طيب الإقامة في بلدكم مصر الإفريقية، وعلى ضفاف شريان حياتها؛ نهر النيل الخالد، وبين أشقائكم وأصدقائكم.

      شكرًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

 
 
 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز