عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أحمد عمر بالحمر يكتب : بائع المحطة

أحمد عمر بالحمر يكتب : بائع المحطة
أحمد عمر بالحمر يكتب : بائع المحطة

أرغمتني سيارتي على إطعامها، فذهبت بها إلى محطة الوقود، وكالعادة أخذت جرعة من رائحة "البنزين" قبل إخبار ساقي المحطة بطلبي، وأثناء حديثي معه شدني خيال رجل لَم يكن بالغريب عليّ، إنه يقترب مني لم تكن المرة الأولى، رأيته العديد من المرات، ها هو يُحدُث المركبة التي أمامي أخذت أفتش في جيوبي بدأت باليمين ثم اليسار لم أجده ها هو أخيرا، وجدته على الكرسي الذي بجانبي دائماً ما أنسى أين وضعت محفظتي.



فتحت المحفظة أبحث عن النقود لعلي أجد البعض، فنحن في زمن التكنولوجيا ودائماً ما نستخدم بطاقات الائتمان للشراء والتبضع، اقترب مني أكثر ها هو يشاور لي بكيس التمر من نوع الخلاص الملكي الذي منّ الله عليّ بتوافره وبكثرة في بيتي ولله الحمد، لكن لا أستطيع رده ودائماً ما أشتري منه القليل، ثم يودعني بالدعاء لي ودائما كنت أتساءل: هل دفعت ثمن "الملكي" أم ثمن الدعاء؟

النوايا يصعب معرفتها ويصعب أكثر الوصول لدافعها، بحثت وغصت في أعماق نواياي لأجد الدافع لكنني لم أستطع، هل هي حسنة أم سيئة، هذا التساؤل جعلني لا أتدخل أو أفكر في نوايا غيري من البشر، ولكن أدعو الله أن يجعل أعمالي خالصة لوجهه الكريم.

قصصت ما حدث لي أثناء جلوسي مع زملائي بالعمل وأخبرتهم بأنني تأثرت بذلك البائع، وإنني لم أكتفِ بشراء القليل بل فكرت في شراء المخزون الموجود في سيارته المليئة بالتمور، والتي كانت لها العديد من الاستخدامات، فكانت المحل والمخزن والفراش.

لكنني لم أكن الوحيد، وتفاجأت بأن أحد زملائي تعدى مرحلة التفكير وقام بسؤاله بالفعل لكن المبلغ الذي طلبه البائع فاق توقع السائل، فاكتفى بأخذ القليل من الدعاء ورحل.

الناس ما زالت بخير وتأكد أن هناك دائماً من هم أفضل منك فلا تغتر بنفسك.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز