عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

فاطمة العسيلي تكتب: لستُ بخير

فاطمة العسيلي تكتب: لستُ بخير
فاطمة العسيلي تكتب: لستُ بخير

قالت له وهو يُعرِضُ عنها وعزم على تركها في منتصف الطريق: أنى لكَ أن تتركني في ضعفي هذا وأنا جريحتك ودمائي تسيل!؟ ودموع عينيها تسيل أنهارا على خديها في ليلها الحالك الطويل!



وقد أضناها التعب ومزق روحها الألم والرحيل.. وجافى النوم جفنيها ليالي ثم أياما حتى أصبحت أعوامًا.

وأدمى الشوك قدميها حتى ٱخفى نزفها معالم المسير.. وأكل جسدها البرد القارس وشح المشاعر وفقدان الدليل.

نادته: أنا بحاجة إليك لتكون نورا يهديني للتقوى والايمان.. أحتاج إليك لتكون عصاي أتوكأ عليها وأرسم بها الخطى وأهش بها الأحزان.

قالت له: طبب جراحي وأوقف دمائي وأزل عني وعثاء السفر والحرمان.. ثم اذهب راحلا.. لن أُحملك أثقالي ومنحنيات الوديان.

قالت له:

أحمل لك داخلي كنزًا ثمينًا.. بركانا محموما من المشاعر والاحتواء.. وعطاءً ميمونا يمطر الدنيا بالخير مدة أعوام.. ونهرا متدفقا من الحب الذي لا يكل ولا ينام.

داخلي لك عشق ليلى وولع زليخة ومداد الأقلام.. أُكن لك ما لا تحتمله طاقة القلب وسعة الأكوان.

أحمل إليك كفني داخله سيف جفاك الملطخ بالظلم والقسوة والاتهام.. ألا تكفيني وحدتي وقسوة والأيام!؟

أنا الوحيدة التي يُتمت قبل الميعاد بأعوام..

حرمانا أشقى روحي وهدم داخلها جبال الأحلام.. وشبابا حُنيت قامته وطواه الشيب وكثرة الآلام..

أنا تلك الفتاة التي كانت تمشي تزلزل الأرض قوة وتحمل الأعلام..

الآن وقد حُنيت قامتها من ثقل الأحزان والآلام..

الآن نويت الرحيل!؟

وأنا لا أملك حتى عصا أتوكأ عليها في ظلمة الأيام..

أنصتَ إليها في برودٍ واستسلام..

وتركها مغطاة بالدماء وأسيرة الأحزان..

لم يلتفت حتى إليها ليقول وداعا ويلقي السلام!

نظرت إليه نظرة غضب هز أرجاء المكان..

ونزعت من صدرها سكينه وألقتها وراءه فتوارت تحت الأقدام..

قالت له:

خذ معك سكينك الغادرة الآثمة والجبانة..

سأقتلك داخلي وألقي عليك تعويذة النفي من القلب والكيان..

اِن كنت داخلي كبيرا فإيماني بخالقي أكبر منك ومن الزمان والمكان..

اخرج مني دون عودة بوداع ولن أقول لك سلام.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز