عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مريم أنيس تكتب: لا أؤمن بنظرية المؤامرة

مريم أنيس تكتب: لا أؤمن بنظرية المؤامرة
مريم أنيس تكتب: لا أؤمن بنظرية المؤامرة

أمد بصري لبعيد تحسبًا لأي غريب وخوفًا ممن يتربص بي، لا أجد وقتًا للبناء فكل ما يهمني أن أحمي نفسي من أي خطر قادم.



 لم أعد أثق بأحد من حولي أشعر أن باطنهم لا يمت بصلة لخارجهم. وأجد من حولي يبنون ويصعدون سلالم الأمجاد، بينما أنا أتحصن في معاقل خوفي الراسخة ولا أقوى على الطموح.. لا أسعد حتى باللحظة الراهنة نتيجة أنني لا أشعر بها، وهي تمر لأني أنتظر القادم، وأتمنى أن يمر بسلام.

 أحسد الناجحين لما حققوه وأنسبه للحظ وأندب حظي القليل والبخيل معي، شحيح وغريب الأطوار دائمًا هو حظي. عيناي لا تنزلقان عن عدسات المراقبة للذين حولي، أحسب كل خطواتهم وأعرفها جيدا وأزداد حينها حزنًا واعتصر ألمًا لفرحهم، وأتساءل لما أمكث وحدي في ظلمات الفشل والانكسار؟!

هل الحظ يختار أناسا بعينهم ويتوجهم بمكاسب الحياة والفرح والنجاح؟ أم يستثني الذين مثلي؟! هل أنا لا أستحق أن أتقدم وأنجح وأفرح؟ خيبات الأمل تلاحقني في كل دروبي، ولا تعرقل حتى وقوفي في مكاني. نعم فأنا لا أود أنا أفارق مكاني أخشى التغيير، أخاف التجارب، أحترس من المشي قدما. فقط أراقب ولا أعير لكنزي اهتمامًا، وقتي ينسدل من بين أصابعي كالرمال الناعمة التي تهرب سريعًا من بين أيدينا. وقتي هو كنزي الذي لم أكن التفت له وأقضيه في المراقبة لكل ما يحدث حولي.

 عقلي ذهب يفكر في نظرية المؤامرة التي كنت أضعها دائمًا نصب عيني.. كنت أظن أن ضيق حالي سببه من يريد بي الشر، ويسعى لتدميري ويؤسي.

كنت أفكر فيمن يريد تحطيمي. لم أكن أريد أن أترك كل هذا وراء ظهري وانطلق في رحلة صعود وتغيير تشكيل جديدة ترفع مني ومن حالي. لم أكن أعلم أن مراقبتي لمن حولي ونسياني لحالي ونفسي هو درب فشلي وإخفاقي الكبير.. لم أكن أدري أنني يجب أن أنسى كل من يتمنى إخفاقي وأنصت لكلمات من يدعمني.. لم أكن أقوى على النهوض والسير في طريق وعر مليء بالتحدي والإخفاق والصعوبات والمعافرة، حتى أتمكن من تغيير ذاتي، وأرصد النجاح في الذي بلحق كل تعب ومجهود مقنن. 

 قاموس حياتي الآن ليس بمتسع ليحوي تلك المفهوم.. نظرية المؤامرة يجب أن تتلاشى من حياتنا. يجب أنا نسير في دروبنا ونبني وننجح، ولا نعير اهتماما لأي شيء، ولا نلقي بمسؤولية فشلنا على عاتق المؤامرة.. فكل من يتمسك بذلك المفهوم، يكون الإخفاق حليفه. 
لا تراقب أحد ولا تقارن إخفاقاتك أو نجاحاتك مع الآخرين، امض قدمًا، أنجح، استمتع، حارب تحدياتك، يجب أن تكون أقوى كل يوم عن اليوم السابق، فالحياة سوف تثقلك بالعضلات، التي تمكنك من الصعود أكثر والتعلم أكثر وأكثر. لا تقف مكانك خوفا من فشلك أو جراحك أو عدوك. 

فكر بواقعية وانزع عنك ما يعطلك ويقف في طريقك. وهل تعلم أن هناك فرعًا من علم النفس يسمى علم النفس الإيجابي يقر بأن سعادتنا الشخصية هي نتيجة مجهوداتنا نحو تطوير أنفسنا وإمكانياتنا ونجاحنا. فكلما كنت ممكن يفكر في تطوير حياته كلما كنت أكثر سعادة ورضا في حياتك. أما من يهمل جوانب حياته ومواهبه ويتفرغ لملحقات ومفاهيم نظريات المؤامرة، لا يسعد ولن يرضى أبدا لأنه يرى نفسه ناقصا وغير مثمر.

دعك من أي شيء يبعدك عن سعادتك ورضاك وحبك لنفسك، الحياة قصيرة وأنت تستحق السعادة، فلا تتخلى عنها بنظريات تعيسة غير مجدية!

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز