حوت الكيماويات يتهرب من سداد 4.6 مليار جنيه للضرائب

كتب - عادل عبدالمحسن

 بريكسيتر "البارز وأغنى أغنياء بريطانيا، السير جيم راتكليف، من المنتظر أن يتخلى عن الإقامة في المملكة المتحدة، لإنقاذ ملياراته من الضرائب، وينتقل إلى إمارة موناكو.

  هذه البلدة التي تشتهر بمرفأ اليخوت، والكازينوهات الراقية، وسباق الجائزة الكبرى للسيارات وهي ملاذ ضريبي شهير.

ويعمل راتكليف مع شركة برايس ووترهاوس كوبرز (PwC) في خطة لتفادي الضرائب، والتي يمكن أن تفيد أيضا اثنين من كبار التنفيذيين في شركته الكيميائية "إينوس".

 

 

وقالت صحيفة "صنداى تايمز" إن راتكليف، وآندي كوري، وجون ريس الباردة، يتقاسمون بشكل قانوني ما بين مليار جنيه استرليني و10 مليارات من الأموال المعفاة من الضرائب.

إذا مضت الخطة قدمًا، فقد يؤدي ذلك إلى حرمان الخزانة من 400 مليون جنيه استرليني إلى 4 مليارات جنيه استرليني   .

تأتي هذه الأخبار بعد أن صدم راتكليف الاتحاد الأوروبي بسبب الأنظمة الباهظة والضرائب الخضراء "الغبية"، التي يزعم أنها تخنق صناعة الكيماويات في أوروبا.

وفي رسالة مفتوحة إلى رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، حذر راتكليف من أن أوروبا "لم تعد قادرة على المنافسة" نتيجة لقوانينها الصارمة المتعلقة بالطاقة والعمل، والتي يزعم أنها أغلى سعر في العالم.

وقد انتقد السير فينس كيبل، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، قرار راتكليف المزعوم - ووصفه بأنه "ساخر بشدة".

وقال لصحيفة "صنداي تايمز": "هناك الآلاف من الناخبين الذين تم إفلاسهم من خلال إجراءات العائدات والجمارك على نطاق ضئيل فيما يتعلق بتجنب الضرائب على نطاق ضيق في حين أن الحيتان الكبيرة مثل راتكليف تعامل الضرائب فقط باعتبارها تطوعية.

لكن مصدرا آخر أبلغ الصحيفة بأن الشركة العملاقة للمواد الكيميائية قد تختار الطرف الأدنى من نطاق تجنب الضرائب.

لكن هذا لم يفعل سوى القليل لتهدئة جون ماكدونيل، مستشار الظل، الذي قال: إن جشع هؤلاء المتهربين من الضرائب الفاحشة يبدو أنه لا حدود له.

 

 

ألا يدركون أن كل قرش يختبئون به في ملاذاتهم الضريبية هو قرش لا ينفق على خدماتنا الصحية الوطنية التي تعالج المرضى، أو الرعاية الاجتماعية التي ترعى مسنيننا المنفصلين المنعزلين، أو تعليم أطفالنا؟    

وتوظف شركة إنيوس الكيماوية التابعة لشركة راتكليف، التي تبلغ مبيعاتها السنوية حوالي 45 مليار جنيه إسترليني ويعمل بها أكثر من 18500 شخص.

وتستخدم منتجاتها لتنظيف المياه، وصنع معجون أسنان، وتصنيع المضادات الحيوية، وعزل المنازل، وتغليف الطعام.

وقد استفادت الشركة في السابق من المساعدة الحكومية، حيث حصلت على قرض بقيمة 230 مليون جنيه إسترليني في عام 2014 لبناء منشأة جديدة لاستيراد الغاز الصخري.

تأتي هذه الأخبار الأخيرة بعد أن أعلن السير جيمس دايسون، وهو آخر بريكسايتير صوتي، أنه يعتزم نقل مكتب دايسون الرئيسي من المملكة المتحدة إلى سنغافورة  

وسيعني إعلان ذلك أن دايسون لم تعد شركة بريطانية مسجلة وستصبح سنغافورة قاعدتها الضريبية الأساسية.

وهذه هي الضربة الثانية التي تعاملت بها دايسون مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد إعلان العام الماضي أنها ستصنع سياراتها الكهربائية الجديدة في سنغافورة بدلاً من بريطانيا.

وواصل مؤيدو "السير دايم" السير جيمس (71 عامًا) بسبب "النفاق المذهل" وحذروا من أنه "مدمر للحكومة".

ويأتي ذلك وسط قلق متزايد من أن صفقة لا يمكن أن يكون فيها Brexit كارثية على التصنيع البريطاني - خاصة في صناعة السيارات.

ويمتلك السير جيم 400 شركة وزادت ثروته من 15.3 مليار جنيه إسترليني عام 2017 إلى 21.05 مليار جنيه إسترليني.

ويعد واحداً من أكثر الألعاب "اللامعة" في الإمبراطورية الشخصية للسير جيم هو يخته الكبير الذي يتميز بقبو النبيذ الخاص به وملعب التنس وملعب كرة القدم ومهبط طائرات الهليكوبتر.

وكان السير جيم قد أمضى سنواته الأولى حتى سن العاشرة في منزل مجلس في جادة دنكرلي في فايلزورث، وهي بلدة صغيرة بين مانشستر وأولدهام وكان والده نجاراً، وكانت والدته تعمل في مكتب في الحسابات. 

وفي عمر العاشرة، انتقل السير جيم مع عائلته إلى يوركشاير، وذهب إلى مدرسة بيفيرلي غرامير وعاش في هال حتى سن 18 عامًا.

 

 

وحصل بريكسيتير على درجة 2: 1 في الهندسة الكيميائية من جامعة برمنجهام في عام 1974، وبعد العمل في شركة بريتيش بتروليوم في العطلة الصيفية، عُرض على وظيفة دائمة - فقط ليتم فصله في غضون ثلاثة أيام.

وفي النهاية حصل على وظيفة لدى كورتولدز، الشركة المصنعة للأقمشة والكيماويات في كوفنتري، حيث بقي في منتصف الثلاثينيات من عمره قبل الانتقال إلى رأس المال المغامر.

وفي عام 1998 فقط قام بتأسيس شركة Ineos، التي تبلغ مبيعاتها السنوية 45 مليار جنيه إسترليني ويعمل بها أكثر من 18،500 شخص في 181 موقعًا في 22 دولة.

وتستخدم منتجاتها لتنظيف المياه، وصنع معجون أسنان، وتصنيع المضادات الحيوية، وعزل المنازل، وتغليف الطعام.

وأرسل السير جيم بعثات استكشافية إلى الشمال والجنوب البولندي، فضلاً عن رحلة دراجة نارية لمدة ثلاثة أشهر في جنوب إفريقيا.

كما أسس الملياردير مؤسسة خيرية "Go Run for Fun" لتشجيع الآلاف من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وعشر سنوات، وذلك من أجل تحقيق الفعالية من خلال إنشاء أحداث ترتكز على المشاهير.

ولديه ولدان مع زوجته الأولى وابنته مع زوجته الثانية، ويقال إن لهما منازل في تشيلسي وهامبشاير.