معرض "شتاء هادئ" للفنان "سامي أبو العزم"

كتبت - سوزى شكرى

يفتتح، اليوم الأحد، بقاعة "المسار" بالزمالك، معرض الفنان التشكيلى د. سامى أبو العزم تحت عنوان "شتاء هادىئ" ويستمرالمعرض الى 14 مارس.

يعرض الفنان مجموعة جديدة من لوحاته التصويرية، مستندا فيها إلى أحد المشاهد المسرحية الافتراضية وضعها تحت عنوان "شتاء هادئ".

 ويقول "أبو العزم" عن فكرته إنها ربما ليس بواقع وليست بخيال ولكنها حقيقية تروادنى على سبيل المثال  "تذكرت شخص وهو يرقد هناك منهك على فراشه الخشبي الصغير ... دخان سجائره يملا الغرفة...  يبقى يحدق في تلك الصورة 'شنق على حائطه', صورة لذلك البطل المهزوم, البطل المهزوم الذي ترك الشتاء الماضي ... الفتيات لا يزالون كما لو كانوا تماثيل حجرية, ينتظرون ما قد لا ياتي ابدا... كلاي و هاي هيلز تخرج من قاع تلك البحيرة القديمة حيث نما العشب البري مرة اخرى تحت الشمس, ولكن كذلك، لم يكونوا آخر شيء مثل اختفاء جمال تلك الزهور القصيرة التي تعيش في الصبار... حقيبة يد وأحذية تعود لشخص لم يعد موجودا... تلك الغيوم فوق في السماء توقع شتاء... شتاء هادئ .

 

 

ومن منطلق ما افترضه الفنان نجد أنه استوحى الفكرة من عدة قراءات فهو عاشق للقراءة الروايات والأدب، جمع في لوحاته  بين العنصر الانسانى  وعناصر الطبيعية وأخرى عناصر توحى بالقسوة والعنف ، وهى حالة تعبيرية خاصة ومزيج درامى يتشابة مع ما نمر به مثل يداعبنا احداث فى الماضى وحالة " الحنين الى الماضى " تطفو على حاضرنا الذكريات يوما بعد يوم ، ومنها قد نستمد قوة لنكمل ايامنا ، لذا نقول على اجواء الشتاء انه" ايقونة الذكريات "، كما قال  الشاعر محمود درويش عن الشتاء: "أنحني للشتاء احتراماً وفيه نفسى تحكى وتشكى".

 

 

 

الفنان "سامى أبو العزم" فنان بدرجة باحث تشكيلى فى صياغة العنصر الانسانى والتعبير عن الحالة الداخلية للانسان من انكسارات وانفعالات ومن المتناقضات فى الحياة يعبر مثلا فى لوحته "المراة والصبار " وهى تمثل الخير والشر والقسوة التى تأتينا من الآخر ، وليس المقصود باستخدام عنصر المراة انه يعبر عنها فقط بل هى مجرد نموذج انسانى اتخذة الفنانين على مدار تاريخ الفن ، وعنصرالمراة ثرى وغنى التعبيرعن الانفعالات والضغوط الانسانية والامنيات مثل الياس، السقوط ، الامل ، الانتظار ، الحرية ، العدل ، الاحلام ،الانفصال الخوف ، الغموض ، الصمت ،الاغتراب ، الانسلاخ وكل هذة الانفعالات كانت بالفعل بعضها عناوين لمعارضة السابقة مثل معرضة " اغتراب ".

 

 

وعلى مدار مشواره الفنى يستخدم " ابو العزم " المدرسة الواقعية البعيدة تماما عن عن تسجيل الواقع ورصدة وانما الواقعية كأسلوب فنى تشكيلى وتقنية  ، ويستخدم  الأتجاه التعبيرى فى الفكرة والتكوين ، وتتدحل مشاعرة كفنان فى اضفاء خصوصية ميزته ، وله معالجة فى تعبيره عن العنصر الإنسانى المغلق والمحكم تشبه الكتلة الحجرية وكأنه تمثال هادئ صامت رغم انفعالاته ، كما استخدام الفراغ  ومنحه قيمة جمالية .