عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

فاطمة العسيلي تكتب:آفات السوشيال ميديا

فاطمة العسيلي تكتب:آفات السوشيال ميديا
فاطمة العسيلي تكتب:آفات السوشيال ميديا

في الآونة الأخيرة انتشرت مقاطع فيديو هزلية غير هادفة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي يظهر فيها "بسطاء من الناس" يقومون برقصة ساخرة أو أغنية لا معنى لها أو تقليد لأصوات!



بالطبع لم أر هذا بنفسي لكن نبهتني له صديقة لي حينما استشهدت بشيء منها في حوار قائم بيننا واندهشتْ صديقتي بشكل مبالغ فيه أن لا فكرة لدي عن هذه الأمور "العجيبة" المنتشرة منذ فترة ليست قليلة، وذلك بالطبع لأنني لا أتفحص (السوشيال ميديا) بشكل عام إلا بعض المواقع وصفحات ومجموعات أتابعها أو أكون عضوا فيها.

 المهم أصابني الدهشة حينما أرتني بعض هذه النماذج المخزية والتي لا معنى لها ولا هدف غير الشهرة والانتشار المخزي لأصحابها وللمجتمع ككل.

أيضا قضية أخرى؛ التي تعد أبشع من هذه وهي ترصد كاميرات الصحافة أو الهواتف لبعض الناس البسطاء في كل مكان حينما يتلعثم شخص بسيط في نطق كلمة أو فَقْرَهُ للثقافة العامة أو موقف محرج لأحد الأشخاص في الأماكن العامة وتسرع الكاميرات لرفع ذلك الفيديو على السوشيال ميديا ويصبح ذلك الشخص المسكين نكتة ساخرة يتبادلون عليه الضحكات الهزلية دون أي مراعاة لخصوصيته وحقوقه كإنسان كل ذنبه أنه تواجد وسط أناس يفتقرون للأخلاق والمبادئ وحق احترام خصوصية الآخر سواء كان صحفيا يبحث عن فرصة أو فضيحة تسجل له كنقطة أو شخص عادي يحب الأذى لغيره!.

ألم تتوقف لحظة وتفكر انه حتما سيصل ذلك الفيديو لذلك الشخص وماذا سيصيبه حينما يراه وشكله أمام ذويه وزملائه في العمل ومنطقته وأصدقائه!؟

ألم تتوقع ولو للحظة أن في أحد الأيام سيرسل الله لك من يفعل بك كما فعلت به، ألم تعلم حقيقة دائرة الأيام، وأنها كما قيل يوم لك ويوم عليك!

وقضية ثالثة؛ وهي سب الناس وانتقادهم الجارح لطرف آخر أيضا على وسائل التواصل قد يكون لا يعرفه شخصيا ولكنه يختلف معه فكريا أو منهجيا أو عقائديا فينهال عليه بالنقد الهدام والسب والقذف دون أي مراعاة لتدين وخلق ولا احترام لمن يشاهدون كلامه اللاذع المخزي، والكارثة إن كان مثقفا أو سياسيا مخضرما والمصيبة الكبرى إن كان عالم دين وهذا رأيته بنفسي!

شيخا جليلا يقوم بالسب والوصف المخزي لقرينه الشيخ!

وااأسفاه على ما أصاب الأمة من أمراض أخلاقية لا حصر لها حتى علماء الدين لم يسلموا من هذا الطاعون المتفشي في مجتمعنا العربي.

أيها الناس...

ما كنا هكذا أبدا، ولم تكن هذه أخلاقياتنا

أيها الناس تذكروا من أنتم! وكيف كنتم؟ حينما كانت الأمم الأخرى تضرب بأخلاق العرب الأمثال وتحترمها وتوقرها وتلجأ إليها لفض النزاعات وتأخذ منها العلم والمعرفة وتتعلم منها الرقي الأخلاقي والقيمي، كيف أصبحنا الآن!؟

نزلنا لقاع المجتمعات في الانحطاط الأخلاقي والقيمي والتأخر في كل شيء وكل المجالات، متى سنداوي أسقامنا وننهض بأمتنا العربية التي أصبحت عبارة عن مسرحية هزلية مخزية يبكي قلم التاريخ دما لأنه مرغم على تدوين هذه المسرحية ويرفض وضعها بجانب تاريخ أمم عظيمة سبقتنا على أرفف العصور.

فإن كانت خشية الله تلاشت من قلوبكم، فاخشوا التاريخ الذي لن يرحمكم على ما اقترفت أيديكم من فساد وإفساد، وإن لم تخشوه فاخشوا دائرة الأيام التي حتما ستدور عليكم يوما من الأيام.

اللهم ردنا إليك ردا جميلا.

[email protected]

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز