آمال علام تكتب: على البركة

سافرت إلى لبنان كمراسلة لإذاعة صوت العرب في عام 1996 لإجراء مجموعة من الحوارات واللقاءات مع نجوم لبنان، كانت أول مرة أزور لبنان وكتبت قائمة من الأسماء لمسؤولة العلاقات العامة في الإذاعة اللبنانية، وكان على رأس القائمة الفنانة (نور الهدى) واستغربت المسؤولة ذلك، فأجبتها: "بحب أفلامها وصوتها خاصة أنها اعتزلت منذ فترة طويلة وعايزة أعرف هي فين"؟

اتصلت بها وحددت لي موعدا للقاء وكانت تقطن في حي الأشرفية في منزل قديم يشبه البيوت التي كانت في فيلم (سكر بنات) لنادين لبكي في الدور الثاني استقبلتني امرأة بقصة شعر قصيرة وملابس راقية وأناقة لا تتناسب مع تواضع المكان، سألتها عن (نور الهدى) ردت أنا!

لم تكن تشبهها لا من قريب ولا من بعيد، اعتذرت لها.. كانت تعيش مع أقاربها وبدأنا الحوار وذكرت لي أن اسمها الحقيقي ألكسندرا، وهي من مواليد تركيا، وكيف اكتشفها (يوسف وهبي) وهو من أطلق عليها نور الهدى، وأعطاها أول بطولة لها في فيلم (جوهرة) وفريد الأطرش بفيلميه (عايزة أتجوز وما تقولش لحد) جعلها في قمة نجاحها، وذكرت أن محمد فوزي ومحمد عبد الوهاب كانا من أهم أسباب نجاحها بالألحان والأفلام.

وعندما سألتها عن سبب اعتزالها وسفرها إلى لبنان؟ ذكرت أنا لم أعتزل، بعد النجاح الكبير الذي حققته كان فيه غيرة من نجاحي وبدأت مؤامرات ضدي من بعض الفنانات، وكانت سببًا في ترحيلي ومرة أخرى قالت الضرائب.

لماذا لم تقدمي أعمالا في لبنان؟ قالت: "أنا قدمت حفلات كثيرة وأغاني رائعة" وأدارت فيديو لاحد حفلاتها في الستينيات كانت بتغني كأنها أم كلثوم بالمنديل والوقفة والأغنيات الطويلة، اندهشت من تحولها إلى صورة طبق الأصل من أم كلثوم في الستينيات ولم تحقق نجاحا يذكر بعد تحولها.

جاءت شقيقتها سألتني تشربي حاجة؟ شكرتها وأنا مركزة في الحوار وأعقبت (هالحكي ما هيخلص) وكانت محقة، نور الهدى حققت كل نجاحها في عشر سنوات (1943 وحتى 1953) قدمت 23 فيلما وأكثر من مائتي أغنية وظلت تحكي عنها 45 سنة إلى أن رحلت في 1998.