عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

فاطمة العسيلي تكتب : ما بين العراقة والحداثة

فاطمة العسيلي تكتب : ما بين العراقة والحداثة
فاطمة العسيلي تكتب : ما بين العراقة والحداثة

كان في العصر الذي مضى.. الرجل إذا شارف الأربعين قالوا إنه خطى أولى خطواته في سُلم الحكمة والاتزان العقلي، حيث المشاعر تبدأ في النضوج والهدوء والتريث!



ما حدث منذ بداية الألفية عكس ذلك تمامًا وعلى مستوى الجنسين!

 التغيير وقلب الموازين، أصاب الكبار قبل الصغار، وهذا بدوره أمر غريب على مجتمعنا.

فأصبحت العقول لا تتسع أكثر من فتحة (الخياط)، وضاقت الصدور، بعدما كانت رحبة تستوعب قدر البحار ولا تكل ولا تضيق، وكانت القلوب تسَع كل الناس حتى السيئ منهم، وما كان فيها من غضب أو حقد أو نفاق مثلما نرى الآن.

تلاشى أثر الصبر والتقوى من دواخل الناس (إلا من رحم الله)، فكل منا سلك اتجاها ومضى في طريقه دون الالتفات لمن تحت رعايته أو مسؤوليته وتساءل: يا ترى ماذا سيكون مصيرهم وكيف سيقاومون ويتعلمون دون وجود العقل الكبير المتزن، ودون زرع الثوابت فيهم كي لا تختل بهم الموازين أو يتأثروا بعوامل الحداثة الخطرة التي من الممكن أن تعصف بجيل كامل تركناه خاويًا من ثوابت الدين والأصالة والتاريخ؟!

فما هو السبب يا ترى؟!

هل تأثر الكبار بالحداثة والتطور، فعادوا بعقولهم إلى الوراء كي يتعايشوها ويعوضوا ما فاتهم منها؟!

أم الأجيال التي سبقت جيل الألفية، هي التي قصرت فنتج هذا الخلل منذ البداية، حينما غزت الأفكار الغربية السامة المرسومة بدقة وبريشة فنان مبدع ماكر، تحت عنوان التحرر والتطور والديمقراطية المزيفين؟! (ويا ليتنا نتمتع بها حقًا!!).

أم أننا كلما تقدم بنا العمر وخطت بنا السنين تكبر الفجوة بيننا وبين أصالتنا وعروبتنا وعقليتنا، التي كانت لا تقارن في زمن أسلافنا؟!

 هل القصة تتلخص في (خدعوك فقالوا)؟!

أم أننا أحببنا التملص ونزع عباءتنا التي كانت تثقلنا بأفكار وأخلاقيات الأجداد، ولم نرض لفلذاتنا حمل هذه(الأثقال!)؟!

يا ترى ما الذي غيرنا هكذا وقلب موازين عقولنا رأسًا على عقب؟!

عزيزي القارئ قبل الإجابة، أود أن تطلق العنان لذاكرتك، وتسترجع تاريخ وتقاليد الأجداد، وتتساءل هل حقًا هي سبب تأخرنا وتقليل شأننا وأن دفنها تحت التراب وتغيير أشكالنا واعوجاج ألسنتنا هو من سيأخذنا للقمة أم أن نحافظ عليها ونأخذ من الحداثة عقلها وغايتها وليس مظهرها هو التطور بعينه، تخيل أن تكون في عراقة وشرف وقوة زمان مع تطور الحاضر.

كيف ستكون وإلى ماذا ستصل؟!

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز