عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

إبراهيم رضا في حوار خاص: الإسلام لا يعرف إلا الدولة المدنية.. والإخوان "جماعة داعشية"

إبراهيم رضا في حوار خاص: الإسلام لا يعرف إلا الدولة المدنية.. والإخوان "جماعة داعشية"
إبراهيم رضا في حوار خاص: الإسلام لا يعرف إلا الدولة المدنية.. والإخوان "جماعة داعشية"

حوار- مي كرم جبر

العالم الأزهري لـ"بوابة روزاليوسف": الجمود الفكري وعدم الاجتهاد أصابنا بالتراجع



الإلحاد سببه وصول التيار الإرهابي العفن إلى سدة الحكم.. واعتبار الحجاب عنوانا للعفة هو ظلم يرفضه الإسلام

غير المحجبة التي تربي ولدا صالحا خير من المنتقبة التي تربى إرهابيًا

حزب النور لا يرفض كوتة المرأة بل يرفض المرأة ذاتها

أفكار رموز السلفية لا علاقة لها بالإسلام.. ويجب ألا نصنع من الشيوخ حكماء للعصر

بعض الشيوخ المحسوبين على الاتجاه المعتدل ليسوا مؤمنين بأن السينما حلال

الدولة خصصت ١٠٠ مليون جنيه لإقامة أكاديمية تدريب الأئمة والواعظات

 

 

لا يوجد في الشريعة الإسلامية ازدراء أديان، والإلحاد ليس إلا صوتا احتجاجيا لا يشكل أي خطر، رأى جريء قاله د. إبراهيم رضا العالم الأزهري خلال حوار أجرته معه (بوابة روزاليوسف).

وفي حواره أيضا أكد بالدليل القرآنى أن الدين يدعم دور المرأة السياسي، وأنه لا يوجد أهل ذمة في العصر الحالى بعد أن اختلط دم المسلم والمسيحي في الدفاع عن الوطن.

أصدر الأزهر الشريف بيانا قويا ضد ممارسات جماعة الإخوان المسلمين وصفه دكتور مختار جمعة وزير الأوقاف بأنه بيان تاريخى، فما تعليقك عليه؟

بيان الأزهر مشرف يليق بقيمة وقامة مصر وأكد على أن الإخوان جماعة إرهابية داعشية تقتل الأبرياء وتحرض على الدولة وتستغل الدين لتنفيذ مخططات مشبوهة للإساءة إلى الدولة المصرية وتستخدم الشباب المغرر به كوقود لإشعال نيران الفتنة في المجتمع، وشدد البيان على أن قتلاهم ليسوا شهداء لأنهم إرهابيون وقتلة خرجوا لترويع المواطنين الآمنين وينشرون الذعر بين المصريين، وأرى أن هذا البيان يعد ضربة قوية لكل الجماعات المتطرفة كداعش وأخواتها وكل من يمول الإرهاب من بعض الدول المعادية وأهمية البيان تكمن في أنه خرج في توقيت انعقاد مؤتمر أوروبا والعالم العربي لكي يسمع العالم بأسره صوت أكبر مرجعية للمسلمين في العالم.

 

 

 

يتحفظ حزب النور السلفى على مدنية الدولة في التعديلات الدستورية المطروحة على البرلمان حاليًا، هل الدولة المدنية هي دولة تتنصل من تطبيق الشريعة الإسلامية؟

سأجيب عليك من خلال نظرة الإسلام للدولة المدنية، فالإسلام لا يعرف إلا الدولة المدنية، الدولة التي أسسها سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) على أرض المدينة كانت دولة مدنية، قامت على التعددية وقبلت الآخر غير المسلم ومنهم اليهود، واستوعبت حتى المشرك والملحد، وكانت السيادة فيها للقانون من خلال أول دستور في الدين الإسلامي وهو ما يعرف بـ (وثيقة المدينة)، وهي أول وثيقة تقرر وتشرع لمبدأ المواطنة والمشاركة الاجتماعية، ونص فيها النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) على أن لنا ما لهم وعلينا ما عليهم من الحقوق والواجبات، و كان يقصد كل المختلفين في العقيدة، لذلك فالدولة الأولى في الإسلام التي أسسها الرسول كانت مدنية قامت على العدل والمساواة والتعددية.

إذا كيف ترى قانون ازدراء الأديان؟

لا يوجد في الشريعة الإسلامية شئ يسمى ازدراء أديان، فأنا من أشد المؤمنين أنه كلما اشتد الهجوم على الإسلام كان هذا يصب في مصلحة الدين، لأنه يظهر مدى الاحتياج لاتخاذ المزيد من الخطوات لتوضيح مفهوم الدين الصحيح، ووزارة الأوقاف منتبهة ويقظة لهذا الأمر جيدًا.

 ولها خطوات في هذا الصدد مثل توحيد الخطبة وإقامة أكاديمية لتثقيف وتنوير الأئمة من مصر والخارج، وقصر صعود على المنابر على أهل تخصص فقط بعد أن كانت المنابر كلأ مباحًا.

يوجد فجوة حقيقية بين عاِلم الدين والمواطن العادي سببها جمود وحِدة الخطاب الديني، برأيك كيف يمكن التغلب عليها ؟

الجمود الفكرى وعدم الاجتهاد أصابنا بالتراجع، وبما هو أخطر من التراجع أيضا حيث ظل الجمود منهجًا حتى ظهر علينا (صامويل هنتنجتون ) بنظرية صدام الحضارات، يستهدف الإسلام بشكل مباشر وينشر ظاهرة الإسلام فوبيا، ويمكن القول أن هذه النظرية هي أحد الألغام الموجهة نحو الثقافة الإسلامية والعربية بالضرورة، لكن التغلب عليها أمر بسيط يتطلب فقط حسن العرض والتمسك بثوابت الدين فكما قال الله تعالى :" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " وهذه الآية تحطم النظرية وكأن الله يريد أن يقول يا أيها المختلفون جنسًا ولغة ودينًا، المتفرقون شعوبًا وقبائل اعلموا أن أصلكم واحد لآدم وحواء، وأنكم جميعا خلقتم من تراب، فليكن بينكم يا أهل الارض المودة والوئام بدلًا من التناحر والخصام.

لكن بعض المتشددين يعتبرون أن إعلاء دين على حساب دين الأخر هو من قبيل الطاعة، ما رأيك في ذلك ؟

أختلف معهم بشدة، فكما أدافع بدوري عن الإسلام ولا أقبل أن يهينه أحد، لا أقبل أيضا أن يهين أحد المسيحية واليهودية، فالتقليل من شأن الأديان الأخرى هو مصيبة كبيرة لا يمكن الاستخفاف بها لأنها تدفع للشقاق بين أبناء الوطن، ودعينى أصحح معلومة تاريخية يروج لها بعض الشيوخ دون وعى، وهي أن الخلاف بين النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) واليهود كان خلافًا دينيًا على أرض المدينة، وحقيقة الأمر أنه كان خلافًا سياسيًا، مضمونه أن هناك عدة اتفاقيات أُبرمت بين النبى محمد واليهود في المدينة مثل الدفاع المشترك، وما حدث من اليهود إلا انهم خانوا المعاهدة السياسية، وغزوة الخندق أكبر دليل على ذلك.

وأعود لحرية الاعتقاد مرة أخرى، فالحق الذي منحه الله لنا لا يجوز لكائن من كان أن يعتدى عليه، والحق هنا هو حرية الاعتقاد والتعبد فيقول الله تعالى: " وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " وقال لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا  أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ "، وقال أيضا: " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ  قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "، وأجاز الإسلام للرجل أن يرتبط بالكتابية ولم يطلب من الزوج أن يجبر زوجته على اعتناق دينه، فالإسلام كفل حرية الاعتقاد وبين أنه لا يجبر الإنسان على الطاعة ولا الإيمان ولا اعتناق الدين ولا تنفيذ الأوامر والنواهي.

الأمم المتحدة اعترفت بـ ٥٤ دينا من بينهم أديان الأسرة الإبراهيمية وهي الثلاث أديان اليهودية والمسيحية والإسلام، وهذا على سبيل احترام حرية الاعتقاد ويوجد نهى صريح في الإسلام بعدم سب آلهة أي ديانة أو تحقيرها فيسب هؤلاء الله والإسلام بغير علم، أي أن أتسبب أنا وفي سب الله وسب دينى ونشر الكره التحقير ضدي وضد دينى.

 

 

ما رأيك في مفهوم أهل الذمة ؟

سأجيب عليك بتساؤل هو، هل كلمة عقد الذمة وضع إلهى أم أنها عقد بشرى؟ هي عقد بشرى محض، واتفاق بأن يدفع غير المسلمين المال مقابل عدم خروجهم للحرب، أما الآن في زمننا الحالي اختلطت الدماء الطاهرة بين المسلمين والمسيحيين في الدفاع عن الأرض، فيسقط فورًا عقد الذمة.

ما رأيك في هجوم بعض الشيوخ على الشباب الذين يدعون إلحادهم؟ مع الشك في حقيقة إلحادهم، فبعضهم لا يعى معنى الإلحاد أصلًا، هل تتفق معى في ذلك ؟

ظاهرة الإلحاد أهم أسبابها وصول التيار الإرهابي العفن إلى سدة الحكم، هو تيار معاد للحياة والتقدم، وعندما استمع لهؤلاء الشباب أضحك ليس استخفافًا بهم لكن لبساطة المشاكل التي يعانون منها والتي دفعتهم لادعاء الإلحاد، ولا يجب أن نصنع من الشيوخ حكماء للعصر، لأن مشاكل هؤلاء الشباب تحتاج إلى علماء نفس واجتماع يدرسون الأسباب الحقيقية لمحاولة هؤلاء لفت انتباهنا بهذا الأسلوب، وفى ظنى أن هذا خلل أصاب الشباب نتيجة هيمنة الجماعات الدينية المتطرفة على المشهد خلال الفترات التي مرت علينا، فعندما يظهر شاب ويقول أنه ملحد لابد أن أنظر إلى الخلفية التي أتى منها، والأفكار التي كان يعتنقها في الماضى، والبيئة التي يعيش فيها والأناس الذين تلقى الدين عنهم فقد يكون تطرفهم وتشددهم هو السبب.

وأريد هنا أن أدلل على كلامى بلقاء تلفزيوني جمع بينى وبين أحد هؤلاء الشباب كى أناقشه وأتفهم منه سبب رغبه في الإلحاد، وخلال الحديث جعلته يذكر الله ما يزيد على ١٠ مرات، إذا أين الإلحاد الذي يدعيه ؟!

فالالحاد هنا ليس إلا صوتا احتجاجيا لا أرى فيه أي خطر وإنما كل الخطر ممن يدعون الشعوذة وفك السحر والاتصال بالجن، لأنهم محل ثقة الأغنياء والفقراء يستسلمون لعبث هؤلاء المتاجرين باسم الدين، والكثير منهم بلا تعليم أصلًا.

أما الشباب فهم بحاجة إلى دعم فكرى بدلًا من تركهم فريسة لعبث الحظيرة التي تربى فيها الجماعات الإرهابية شبابها على القتل والارهاب.

وهنا لابد من أن يتحمل الدعاة مسؤوليتهم تجاه المجتمع، فأي منطقة أو محافظة يحدث بها تطرف يجب محاسبة المسؤول عن الدعوى في هذه المحافظة وليس الأمن فقط، حيث يوجد مناطق تعد بؤر للأزمات وبالتالي الخطاب الديني له دور هام هو وأد وتفكيك الفكر المتطرف، وعالِم الدين هنا يجب أن يقول للناس أن السينما ليست حراما وكذلك المسرح وكل فن ينشر الفضيلة والانتماء للوطن.

وأصارحك  القول حتى الشيوخ المحسوبين على الاتجاه المعتدل ليسوا مؤمنين بهذا وإذا ذكرت أمام أحدهم أن السينما حلال سيبتسم في سخرية.

عندما كنت في حملة للتوعية ضد الختان بالأقصر في إطار عدة حملات اطلقها المجلس القومي للمرأة ظهر لي أحد هؤلاء الشيوخ وقال لى " كده حرام، وأن هناك آراء تبيح الختان " وكان أمامي عدد كبير من السيدات قلت له أتحداك أن تثبت أن النبى محمد (صلى الله عليه وسلم ) ختن بناته.

بماذا تنصح الشيوخ الذين يبادرون بالهجوم على الشباب الذين يدعون الالحاد ؟

نصيحتى سوف أستمدها من تاريخى معاهم، أنا ضد من يعنف الملحد وضد من يقسو على الشباب، فهم ضحايا وأبرياء ويجب استعادتهم مرة اخرى للوسطية بالحوار الهادئ.. وبصدق شديد هناك قضايا معينة لو تلقيتها أنا نفسى عن هذا الفكر المتشدد الذي عرض على الشباب سيشرفى أن أكون ملحدًا، لذلك أدعو الشباب للتعقل وأقول له أن هنالك فرقا بين النص الديني وتفسيره، وهنا مكمن المشكلة، فالنص الديني مستحيل أن يقودك إلى أن تكره الله عز وجل، لكن المصيبة كلها في الفكر الديني، ومسؤوليتك أمام نفسك في هذه الحالة هي أن تختار الرأي الأيسر لك الذي يقربك من الله من بين كل الآراء التي تعرض عليك، ولا تنظر إلى الفكر المتشدد، فالسيدة عائشة تقول: " ما خُير رسول الله بين أمرين إلا واختار أيسرهما ما لم يكن فيه إثم أو قطيعة رحم "، وسيدنا محمد صل الله عليه وسلم قال: "تختلف أمتى على بضعًا وستين شعبة كلهم في النار إلا ما أنا عليه"، فما عليه النبى محمد هو الذي سيحمى الشباب من الانزلاق في الإلحاد.

 

 

بدأت أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات عملها منذ حوالى الشهر، ما هي أهم المبادئ التي يتعلمها الدارس من خلال برامجها التدريبية؟

الأكاديمية تحل الآن الإشكالية النفسية التي تكونت عبر قرون، فالإمام أصبح يطلق عليه الحكيم وأمره يطاع، وما نقوم به هو أننا أجلسنا هذا الأمام على مقعد التلميذ وقلنا له نحن سنعلمك ونرشدك ونعطيك قيم جديدة، وضمننا الخطاب الديني مجموعة من القيم الجديدة مثل الاعتراف بالآخر والإيمان بالتعددية.

ما نقوم به في الأكاديمية هو تفتيت لمنهج الجماعات المتطرفة، فعلى سبيل المثال هذه الجماعات الدينية قامت على أن الوطن هو حفنة من تراب عفن ونحن نقول لطلابنا بالأكاديمية أن سيدنا إبراهيم عليه السلام قدم نعمة الوطن على نعمة العقيدة، فيقول الله تعالى :" وَإِذْ قَالَ إبراهيم رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ "، بدون الأمن والوطن لا يوجد دين.

كيف ترى رفض حزب النور لكوتة المرأة، وكيف تفسر رفضك أنت أيضا لها ؟

أنا أرفض الكوتة لأنها وسيلة تستخدم في الدول حديثة العهد بالديموقراطية كمُسكن ونحن لسنا كذلك، ومن ناحية آخرى فلا يجب تمكين المرأة على أساس أنها أنثى فقط، بل يجب عليها مزاحمة الرجال وأن تثبت جدارتها بمنتهى الشجاعة والقوة دون استسلام لأى محاولات تقلل من دورها في المجتمع، إن كانت ترى في نفسها الضعف ولا تستطيع ان تنتزع مقعد البرلمان أو المحليات من الرجال، كيف لها أن تحمي حقوق المواطنين.

أما السلفي لا يرفض كوتة المرأة فقط بل يرفض المرأة نفسها، ويتعامل معها على انها سلعة رخيصة ليس لها أي دور سوى المتعة والانجاب، وهذا لا يتوافق مع صحيح الدين، فلا يوجد في القرآن أي نص يمنع المرأة من أنها تشارك في العملية السياسية، بل على العكس تمامًا فالحديث النبوي يقول: "النساء شقائق الرجال "، وانتصر القرآن لبلقيس ومدح رشدها السياسي عندما تعاملت بدبلوماسية مع سليمان عليه السلام وحافظت على أمن مملكتها وجنبتها الحرب، الأمثلة في الدين كثيرة تدعو المرأة لتكون أكثر قوة وأن تؤدى دورها تجاه المجتمع كما يجب أن يكون.

هل غير المحجبة مصيرها النار ؟

ولا الشيخ مصيره الجنة، ومن أفضل عند الله من عمر بن الخطاب عندما قال: " الذي نفسى بيده لو قيل لى إن جميع أمة محمد في الجنة إلا رجل واحد لظننت أنه عمر، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا "، فاعتبار الحجاب عنوانا للعفة يعد ظلما يرفضه الإسلام، العفة تنبع من العقل والتربية والثقافة وليس الزي، وإلا ما وجدنا محجبة تقترف إثما، وقد أجد فتاة غير محجبة مهتمة بدور الأيتام والسيدات المعيلات ومتطوعة في دروس محو الأمية وتتبرع بوقتها ومالها من أجل خدمة الناس والمجتمع، أو تنجب وتربي أنباء نافعين للمجتمع وللبشرية، أخرى ترتدى النقاب تقدم للمجتمع أبناء متطرفين متشبعين بالفكر الإرهابي، سيدنا محمد قال: " إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " فالمعيار هو العمل.

 

 

كيف تقيم تجربة وزارة الأوقاف في تحجيم الخطاب السلفي ؟

الأوقاف نجحت في عملية حصار الفكر السلفي، المحافظات الشاطئية التي كان يسيطر عليها السلفيون منذ سنوات أصبح هناك انحصار شديد لهم، وهذا نجاح حققناه في فترة قصيرة خلال ٨ سنوات، القيادات الحالية في الدولة تقدر أهمية دعم وتدريب الأمة لحصار التيار السلفي، والدولة خصصت ١٠٠ مليون جنيه لإقامة أكاديمية تدريب الأئمة، فالسلفيون كانوا يعملون بخطة ( الاستقطاب ثم النقاب) ونحن نعمل على الأرض بخطة مضادة لهذا الاستقطاب.

 

كيف تفسر لجوء الناس للفتاوى في كل كبيرة وصغيرة في الحياة ؟

فكرة اللجوء للشيخ في كل كبيرة وصغيرة هي بدافع الإحساس بالاستقرار النفسى ليس إلا، هذه كانت فترة بدأت مع ظهور القنوات الفضائية، أنا ضد القنوات الدينية على الإطلاق، أما البرامج فيجب أن يكون لها طابع اجتماعى متحضر، لابد من مراجعة السياسة الإعلامية بشكل عام لأن التليفزيون تحول إلى شيخ أو طباخ ولم يعد هناك أفكار جديدة للبرامج، أصبح الإعلام لا يقدم فكر نافع للناس، الخطاب الإعلامي بشكل عام يحتاج لإعادة نظر، والبرامج الدينية كانت في وقت من الأوقات سبوبة وأنتجت لنا كل رموز السلفية المتشددة أمثال محمد حسان ومحمود المصري ويعقوب وهؤلاء ذوو أفكار لا علاقة لها بالإسلام.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز