تفاصيل الأنسحاب المفاجىء لـ "ترامب" من القمة مع رئيس كوريا الشمالية

كتب - عادل عبدالمحسن

انسحب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فجأة من المفاوضات مع  رئيس كوريا الشمالية في فيتنام وعاد إلى واشنطن بعد ظهر اليوم الخميس، قائلا إن الولايات المتحدة غير مستعدة للوفاء بمطلب كيم جونج أون برفع كل العقوبات المفروضة على النظام المارق دون أن تضمن أولا التزامها الهادف بنزع السلاح النووي.

وقال ترامب في "هانوي" بفيتنام للصحفيين إنه طلب من كيم أن يفعل المزيد بشأن نواياه في نزع السلاح النووي، وأنه "لم يكن مستعدًا للقيام بذلك".

حسبما ذكرت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية قال ترامب في مؤتمر صحفي منفرداً عقب القمة: "في بعض الأحيان يتعين عليك المشي".

وقال الرئيس الأمريكى على وجه التحديد إن المفاوضات توقفت بعد أن طالبت كوريا الشمالية بالإزالة الكاملة للعقوبات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة في مقابل إغلاق منشأة يونجبيون النووية في الشمال.

وقال ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو للصحفيين إن الولايات المتحدة لم تكن راغبة في التوصل إلى اتفاق دون التزام كوريا الشمالية بالتخلي عن منشآتها النووية السرية خارج يونجبيون، فضلاً عن برنامجها للصواريخ والرؤوس الحربية.

وتابع ترامب: "كان الأمر يتعلق بالعقوبات". "في الأساس، أرادوا رفع العقوبات في مجملها، ولم نتمكن من القيام بذلك. كانوا على استعداد لنيل جزء كبير من المجالات التي أردناها، لكننا لم نستطع التخلي عن كل العقوبات على ذلك ".

وقال ترامب مرددا تصريحاته في وقت سابق من اليوم عندما أصر على أن "السرعة" ليست مهمة. "نحن في وضع يمكننا من القيام بشيء مميز للغاية."

 

 

وهرب كلا الزعيمين بعيدا عن موقع قمة "هانوي" بوسط المدينة خلال دقائق من بعضهما البعض بعد أن غرق كل من الغداء وحفل التوقيع. وقد تم رفع مؤتمر ترامب الصحفي الختامي، ثم غادر إلى واشنطن على متن الطائرة رقم واحد قبل عدة ساعات من الموعد المحدد.

وقال الرئيس إنه يثق بوعود كيم بعدم استئناف التجارب النووية والصاروخية، لكن العقوبات الأمريكية الحالية ستظل قائمة.

وقالت سارة ساندرز، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، في بيان قبل المؤتمر الصحفي لترامب: "لم يتم التوصل إلى اتفاق في هذا الوقت، لكن فرقهم تتطلع إلى الاجتماع في المستقبل".

 

 

 

وبغض النظر، عن وصف ساندرز اللقاءات بين ترامب وكيم بأنها "جيدة وبناءة للغاية و.بالنسبة إلى قمة ثالثة محتملة، ظل ترامب غير ملتزم.

وكان كيم قد أشار خلال جلسة أسئلة وأجوبة لم يسبق لها مثيل مع المراسلين الصحفيين إلى أنه "مستعد لنزع السلاح النووي"، مؤكداً من جديد على التزام طالبت به إدارة ترامب والمجتمع الدولي.

وقال كيم من خلال مترجم "إذا لم أكن على استعداد للقيام بذلك، فلن أكون هنا الآن".

وأجاب ترامب: "هذه إجابة جيدة"

كان  ترامب وكيم  قد وقعا وثيقة خلال قمة العام الماضي في سنغافورة وافقت على العمل نحو "نزع السلاح النووي الكامل لشبه الجزيرة الكورية"، لكن التوترات اندلعت منذ ذلك الحين بين البلدين،

وقالت كوريا الشمالية في وقت لاحق إنها لن تزيل أسلحتها النووية إلا إذا خفضت الولايات المتحدة لأول مرة التهديد النووي الخاص بها.

وكان من المفترض أن ينطلق غداء عمل بين الزعيمين في فيتنام بعد ظهر يوم الخميس، بعد يوم عاصف في الكابيتول هيل هدد بسرقة الأضواء من القمة الرئيسية الثانية بين الزعيمين. لكن لم يظهر أي من ترامب أو كيم.

عندما سئل أحد أعضاء المجموعة الإعلامية للبيت الأبيض عن رؤيته لقمة يوم الخميس قال كيم "من السابق لأوانه القول. لن أتوقع أي تنبؤات. لكنني أشعر غريزيًا أنه سيتم التوصل إلى نتيجة جيدة."

ولم تؤكد وزارة التوحيد الكورية الجنوبية التي تتعامل مع كوريا الشمالية ما إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي أجاب فيها كيم على سؤال من صحفي أجنبي.

وعندما سئل عما إذا كان يرغب في السماح للولايات المتحدة بفتح مكتب في بيونج يانج، قال كيم من خلال مترجم "أعتقد أن هذا أمر مرحب به".

 ولم يحصل المراسلون على فرص لطرح أسئلة على كيم خلال قمة الثلاثاء مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن وجلساته الأربعة مع الرئيس الصيني شي جين بينج. وتجاهل كيم الأسئلة خلال أول قمة له مع ترامب في يونيو الماضي في سنغافورة.

 

 

وقال ترامب، متحدثاً إلى كيم في فندق"Sofitel Legend Metropole Hanoi" إن "الكثير من الأفكار العظيمة" يتم "طرحها". وأكد أنه "عندما تكون لديك علاقة جيدة، فإن الكثير من الأشياء الجيدة تحدث."

وقال ترامب للصحفيين بينما كان يجلس على طاولة على الجانب الآخر من كيم في هانوي "أريد فقط أن أقول: إنني أحترم الرئيس كيم كثيرا، وأنا أحترم كثيرا بلاده". "وأعتقد أنه سيكون شيئًا - يصعب التنافس فيه مع الدول الأخرى. لديه مثل هذه الإمكانات".

وفي الوقت نفسه، قال كيم إن "العالم كله" كان يراقب المحادثات واقترح، بالنسبة للبعض، أن تكون صورة "الجالسين جنباً إلى جنب" أشبه "بفيلم خيالي".

وأضاف ترامب أنه في حين أن التوصل إلى اتفاق دائم أمر حاسم، فإن "السرعة ليست مهمة". ثم تقاعد الزعيمان لبدء مفاوضاتهما بشكل خاص، ولكن تم تصويرهما بعد فترة قصيرة من المشي في فناء حمام سباحة فندق ميتروبول، حيث انضم إليهما وزير الخارجية مايك بومبيو والمسؤول الكوري الشمالي كيم يونغ تشول.

ثم دخلت المجموعة إلى منطقة مغلقة بالزجاج وجلست حول طاولة لمزيد من المحادثات.

وفي العام الماضي، عقب قمة سنغافورة أعلن ترامب حليف كوريا الجنوبية تعليق المناورات العسكرية الأمريكية الكبرى مع الجنوب.

 

 

وقال منتقدو ترامب إنه أهدر النفوذ الأمريكي الحرج قبل أن يتخذ الشمال أي خطوات ملموسة نحو نزع الأسلحة النووية.

ومع استمرار محادثات الخميس، قال مون، الزعيم الكوري الجنوبي، إنه يعتزم تقديم مقترحات جديدة للمشاركة بين الكوريتين في أعقاب القمة النووية ذات المخاطر العالية. ومن المقرر إعلان مون في احتفال يوم الجمعة الذي يصادف الذكرى المئوية لاندلاع انتفاضة الكوريين عام 1919 ضد الحكم الاستعماري الياباني ومن المرجح ان تتضمن خططا للتعاون الاقتصادي بين الكوريتين المتنافستين.

لكن بعد القمة، قال مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية إنه من "المؤسف" أن يفشل ترامب وكيم في التوصل إلى اتفاق. لكن كوريا الجنوبية قالت إنها تتوقع استمرار "الحوار النشط" بين واشنطن وبيونج يانج.

وذكر البيت الأزرق اليوم الخميس أنه يعتقد أن واشنطن وبيونج يانج تعمقان فهمهما لبعضهما البعض خلال "مناقشاتهما الطويلة والعمق" في هانوى.

وقالت إن ترامب يرفع إمكانية تخفيف العقوبات مقابل اتخاذ خطوات نزع السلاح النووي من الشمال يدل على أن المفاوضات النووية بين الدول دخلت "مستوى مرتفعًا".

وقد يكون انهيار قمة ترامب-كيم انتكاسة للتقارب بين الكوريتين وسعى كوريا  الجنوبية لاحداث اختراق نووي بين واشنطن وبيونج يانج.

ومن المقرر أن تزود القوة الجوية الأولى في أنكوراج بولاية ألاسكا، قبل أن تعود إلى قاعدة أندروز المشتركة خارج واشنطن في وقت متأخر من اليوم الخميس.