عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

كلمة لـ"غسان سلامة" بمناسبة اليوم الدولي للمرآة

كلمة لـ"غسان سلامة" بمناسبة اليوم الدولي للمرآة
كلمة لـ"غسان سلامة" بمناسبة اليوم الدولي للمرآة

كتب - بوابة روز اليوسف

إذ يحتفل العالم باليوم الدولي للمرأة، أود أن أنقل تحية خاصة بالنيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة وبالأصالة عن نفسي إلى نساء ليبيا. شعار هذا العام هو أن "نطمح للمساواة، نبني بذكاء، نبدع من أجل التغيير". وهكذا، نحتفل اليوم بثبات المرأة الليبية التي واصلت مشاركتها وقدمت إسهامات جديرة بالثقة في برنامج بناء الدولة. ولم يكن هذا المسار سهلاً، غير أن الفضل يعود فقط إلى التزام المرأة الليبية ومثابرتها ليصبح دورها الآن بالغ الأهمية في الجهود الرامية إلى صنع السلام وتحقيق التنمية في جميع أنحاء البلاد.



وتبقى بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ملتزمة على جميع المستويات بضمان مشاركة المرأة الليبية وإشراكها في الجهود السياسية الجارية. ويسعدني أن أبلغكم بأن وحدة دعم وتمكين المرأة في مكتب رئيس الوزراء قد عقدت أول اجتماع تنسيقي دولي لها الشهر الماضي بنجاح كبير. علاوة على ذلك ، يتم إحراز تقدم من حيث إقرار السلطات الليبية بالدور الحاسم الذي تلعبه المرأة للمشاركة في جهود بناء الدولة وتحقيق الأمن والتنمية وصنع السلام في جميع أنحاء البلاد. وقد تجسد هذا الالتزام مؤخراً بتعيين امرأتين برتبة مقدم في وزارة الداخلية لتتوليا تأسيس وقيادة مكتبي شؤون المرأة والأسرة وحماية الطفل.

ومن بين الركائز الأساسية التي يقوم عليها مقترح الدستور المحافظة على جميع المكاسب التي تحققت من أجل المساواة والإنصاف بين الجنسين، إذ من الأهمية بمكان أن يتحمل صناع القرار مسؤولياتهم في ضمان تقنين الحقوق والحريات المكتسبة للمرأة وترجمتها إلى تشريعات تضمن استمرار المرأة الليبية في التمتع بهذه الحقوق، ومراجعة وتعديل أية قوانين ذات طبيعة تمييزية تجاه النساء والفتيات.

علاوة على ذلك ، يتم إحراز تقدم في التواصل مع النساء كي يتسنى لهن الاستمرار في المشاركة على المستوى المجتمعي والمحلي. فعلى سبيل المثال، رأينا زيادة كبيرة في عدد النساء خلال فترة تسجيل الناخبين في العام الماضي. كما ازداد عدد النساء الليبيات العضوات في الأحزاب السياسية – وذلك مؤشر واضح على أن النساء الليبيات يشاركن ومستعدات لأن يكنّ جزءاً من الحل السياسي من خلال الالتزام والاجتهاد والرؤية لتحقيق الرخاء المشترك.

لقد قمنا مؤخراً بإطلاق خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة. ولقد رسمت هذه الخطة أهدافاً طموحة ولكنها ليست صعبة التحقيق وذلك من أجل تحسين حياة الناس بشكل ملحوظ في ليبيا. ووفقاً لخطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية، تمثل النساء والأطفال والشباب حوالي 50 في المائة من الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة إنسانية، وهم من بين أكثر الفئات المستضعفة في ليبيا. واستناداً إلى تحليل الاحتياجات المشترك بين القطاعات، تم تحديد ما يقدر بـ 278000 امرأة بحاجة إلى المساعدة الإنسانية. وتشير التقديرات إلى أن 170000 امرأة تواجهن تحديات في الحصول على الخدمات الصحية فيما تعاني 150000 امرأة من مشاكل ذات صلة بالحماية، بما في ذلك من العنف القائم على نوع الجنس، والذي يعتبر أقسى ضروب انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعين التصدي لها. لذا نحن نتطلع إلى العمل مع السلطات الليبية لإيجاد حلول قابلة للتطبيق لإنهاء مثل هذه الانتهاكات.

ولا تزال اللاجئات والمهاجرات المسافرات إلى ليبيا وعبرها تواجهن ظروفاً بيئية قاسية. وينتهي المطاف بالعديد منهن بالوقوع فريسة للاتجار والعمل القسري والعنف الجنسي والاستغلال. كما تواصل الأمم المتحدة دعوتها إلى وضع حد للاحتجاز التعسفي وإيجاد بدائل للإحتجاز وإيلاء اهتمام خاص لاحتياجات النساء والفتيات.

أود أن أختتم كلمتي هذه بملاحظة إيجابية؛ إذ تخطو المرأة الليبية خطوات عملاقة كرائدة أعمال وتبقى مساهمتها قوية في اقتصاد البلاد. وبإبداعاتها واستخدامها للتكنولوجيا، أصبحت المرأة الليبية مهيأة للمشاركة في النمو الاقتصادي والاشتمال المالي. ومما يبعث على التشجيع أن أرى الشابات الليبيات تضطلعن بكل نشاط بدورٍ لا غنى عنه في بناء بلد أكثر رفاهاً واستقراراً لهن، من خلال استنباط أفكار جديدة لأعمال تجارية ما بين تطبيقات الإنترنت وإنشاء منصات الاتصالات.

فلنقف ونحيي إنجازات المرأة الليبية ونلتزم اليوم بتعزيز السلام والأمن والتنمية المستدامة من أجل غد أفضل. وأرجو أن تنضموا إلي في هذا الالتزام وأتمنى لجميع النساء الليبيات عيداً سعيداً بمناسبة اليوم الدولي للمرأة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز