عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ما بين "أنا تحت رجل مصر" و"طظ في مصر".. "مكانة وطن"

ما بين "أنا تحت رجل مصر" و"طظ في مصر".. "مكانة وطن"
ما بين "أنا تحت رجل مصر" و"طظ في مصر".. "مكانة وطن"

كتب - عادل عبدالمحسن

أثارت جملة "أنا تحت رجل مصر"، التي قالها اللواء كامل الوزير رئيس هيئة الهيئة الهندسية السابق، والمكلف بشغل منصب وزير النقل، للرئيس عبدالفتاح السيسي، عندما فاتحه الرئيس بتكليفه بتولي حقيبة وزارة النقل في الحكومة، الشجون لدى المواطنين من أفراد الشعب المصري.



وأجرى المصريون مقارنة بين موقف اللواء كامل الوزير، المحب لتراب الوطن، وبأنه ليس تحت أمر مصر، فقط بل تحت رجلها، في موقف وطني لا يخرج سوى من رجل تربى في مدرسة الوطنية "القوات المسلحة المصرية"، مصنع الأبطال وذخيرة الرجال وصانعة الأسود وبين الإخواني مهدي عاكف مرشد جماعة الإخوان الإرهابية السابق الذي تربى في أحضان جماعة منهجها كره وبغض الوطن، عندما قال في حوار صحفي للزميل سعيد شعيب، ونشرته صحيفة "روزاليوسف اليومية"، "طظ في مصر واللي خلفوا مصر"، عن "مكانة مصر" في نفوس المصريين من جانب والإخوان الإرهابيين من جانب آخر.

وهذا يظهر أن جماعة الإخوان الإرهابية، التي تتاجر بالإسلام أول من يخالف أعضاؤها الإرهابيون أهم سنن رسول الله صلى عليه وسلم، وأركان الدين الإسلامي في حب الوطن، عندما قال أثناء هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة: "ما أطيبَك من بلدٍ! وما أحبَّك إليَّ! ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما سكنتُ غيرَك".

كلمات قالها الحبيب - صلى الله عليه وسلم - وهو يودِّع وطنه، إنها تكشف عن حبٍّ عميق، وتعلُّق كبير بالوطن، بمكة المكرمة، بحلِّها وحَرَمها، بجبالها ووديانها، برملها وصخورها، بمائها وهوائها، هواؤها عليل ولو كان محمَّلًا بالغبار، وماؤها زلال ولو خالطه الأكدار، وتربتُها دواء ولو كانت قفارًا.

ولقد ثبت في الحديث الصحيح عن عائشة، رضي الله عنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في الرقية: "باسم الله، تُرْبَةُ أَرْضِنا، ورِيقَةُ بَعْضِنا، يَشْفَى سقيمُنا بإذن ربنا".

والشفاء في شم المحبوب، ومن ألوان الدواء لقاءُ المحبِّ محبوبَه أو أثرًا من آثاره؛ ألم يُشفَ يعقوبُ ويعود إليه بصره عندما ألقَوْا عليه قميصَ يوسفَ؟!

قال الجاحظ: "كانت العرب إذا غزَتْ، أو سافرتْ، حملتْ معها من تربة بلدها رملًا وعفرًا تستنشقه".

إنها الأرض التي ولد فيها، ونشأ فيها، وشبَّ فيها، وتزوَّج فيها، فيها ذكرياتٌ لا تُنسى، فالوطن ذاكرة الإنسان، فيها الأحباب والأصحاب، فيها الآباء والأجداد.

قال الغزالي: "والبشر يألَفُون أرضَهم على ما بها، ولو كانت قفرًا مستوحَشًا، وحبُّ الوطن غريزةٌ متأصِّلة في النفوس، تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه، ويحنُّ إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هُوجِم، ويَغضب له إذا انتقص".

إنه يحب وطنه، وهذا من طبيعة الإنسان، فقد فَطَرَه الله على حبِّ الأرض والديار.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز