عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

چيهان جمال تكتب - مساء المدينة (٣)

چيهان جمال تكتب - مساء المدينة (٣)
چيهان جمال تكتب - مساء المدينة (٣)

بذات  البناية  العتيقة ..
منزل الكاتب بهاء سعيد ..

ظل بهاء منذ أكثر من خمسة عشر عام  لايطمئن  بيومه  سوىٓ  لثلاث  أشياء ..

الجلوس أمام  البحر ليتأمل .

الجلوس على مكتبه ليكتب حتى ، وان لم يخط حرف بيوم ما .. فهو مُدرك أن قافلة الشعُور تجف أحياناً  ثم  ما تلبث أن  تٓمطر من جديد .

٣- أمٓا ليلاً  فتأخذ بيديه أمنيات غد طيب ألى مخدع  والديه  لينام .

لذا أعتاد  الكاتب بهاء سعيد ..  الصحو  باكِراً من نومه .. نشط الذهن .. متقد الأفكار .

وما أن يذلف قدميه بنعليه  الموضوعين  أسفل المخدع . . حتى يعي أنه يقف بقوة  ، و ثبات  فى مواجهة  يومه  الجديد .

فذاك المخدع هو الشيء الوحيد الذي  صار يغمض  فيه  عٓيون  قلبه  بلا  قلق  من بعد  قٓسوة  ليالي  أخذت  من  راحة  باله  الكثير  فٓعذبته  أكثر .

لذا  فضل  منذ  سنوات  طوال  أن  ينتقل  للنوم  بغرفة  والديه . . بعد أن هٓجر مخدعه  الذي  فرغ من كل  الأحاسيس   ، و غرفته  التى أغلقت على فراغ  أيضاً  لأكثر من  خمسة عشر عام  ، و ما أدرك  أنها  عالق بهٓا  ما  يٓستحق  سوىٓ  من  بعد  أن  فتحها مرغماً  بأيام  فائتة    .


وهاهو  بهاء  توضأ  ، و بدى  يتأهب  للنزول  للمسجد الصغير المجاور  للبناية  العتيقة  لصلاة  الفٓجر .

بالبناية العتيقة ..

الدور الأرضي ..
حُجرة  عم رضوان ..

ينزوى عم رضوان حارس البناية  العتيقة  لأوقات  كثيرة  بغرفته   . ،  و بخاصة بهذه  السنوات الأخيرة . 

وهاهو  بعد  أن أفاق  من  نومه  القلق .. يحاول أن يتكىء على جِدار الأيام .. ويسير هوينا ..  هوينا.. حتى يبصِر أنه بدى يقترب من صنبور المياه .
فيطمئن ....

أن  الليلة  كانت  ككل  ليلة  فائتة ، و أنه  مازال بالعمر  أنفاس  آتىٓ  بهٓا  ضي  نهار  ليتوضأ  فيها من كف  الرضا  بالمقسوم . ، و  أن  القٓلب مهيء  لأن  يفسح  مكان  يليق  بالوصل  مع  الله .

وقبل  أن  يمسك بصنبور المياه  كانت تسمع  دبيب  خطواته أبنته  نجاة  .

فقفزت  من  على  مخدعها .. ذاك المخدع  الذي أفسحت له  مساحة  تجاور  مخدع  أبيها  بالقلب قبل  المكان .

كٓى تكون  نجاة  يده التي يستند عليها ، وقلبه الذي يشعر  به  فى أى  وقت  يشاء  .

لذا أسرعت  خلفه لتعينه على الوضوء  .. ثم من بعد ذلك  تساعده  بالجلوس  على سجادة  الصلاة  .. كما اعتادا فى كل ليلة .

فهو لم يعد يستند إلآ عليهٓا .، ولم تعد هى  الأخرى ترتاح  إلا  لراحته المصحوبة  بدعواته  لهٓا .


منزل  عائلة  سارة .. 

بهذه الأثناء دخلت تصل  سارة  أٓلى  غرفتهٓا الصغيرة  ،  ووضعت الحقيبة جانباً  لجوار دولاب ملابسهٓا .

ثم   أٓخذت  شاور عٓله  يخفف  من  لوعة  عناء الرحلة   .

وهاهى  تخرج  من  الحمام  ، وهى مُطبقة على شفتيهٓا  ، و يديهٓا  من شدة  البرد  .. لتستلقى بأمان  على سريرها مرتدية  بيچامة  من الكستور باللون  الأبيض  المنقوش  بورود  صغيرة  حمراء .

فٓتجد أمها  تدخل عليهٓا  .. ثم  تٓجلس  متكئة على  حافة  السرير بالغرفة  الصغيرة  ،  فتٓقبل  عليهٓا سارة ، و تلتصق بهٓا  ..  بعد أن قٓبلت  عينيهٓا  الناعسة  ..  لتحتضنها  أُمها  بحضن كبير  .،  بعد  أن  وضعت  على الكمود   كوب من اللبن الدافىء باليانسون كانت تحمله بيديهٓا .. تلك اليدين التى تحتضنهٓا  الأٓن  سارة  لتشعر بدفء  الأيام  .. ثم  تقول :

لايمكن أقدر ارتاح ، وادفىٓ إلا فى حضنك ياماما .

فتطبطب أُمها عليهٓا  ،  و تطفىء  الضوء  الخافت  للأباچورة  المودرن .. من  بعد أدبار ليل  قٓلِق  ، و أقبال  ضوء  نهار  ظٓنت  أنه  آتىٓ  مطمئن  عبر النافذة   ، و أن  شدة  تساقط  المطر  لن  تُفلح  أن  تزعجه . 

ثم  تهم  بالخروج  ، و تغلق  الغرفة على أبنتهٓا .. لتتركها  تتناولً  كوب  اللبن  باليانسون فى هدوء قبل أن تنام .

ترتشف  سارة  اللبن  ، وهى  تكاد  أن  تغمض عينيهٓا بنظرة  حالمة كٓم  تٓمنت أن تغرق معهٓا  بقلب  أدم  وحدهٓا  دون  قيود .

تُحب  سارة  كل  ماهو  مودرن  عصرى .. فتجد حجرتها  ذات  الطلاء  الملائكى  الأبيض  بهذا الطراز  المودرن  منذ  أن  كانت  طفلة  صغيرة  .، وما تغير غير  لون  الأريكة  المودرن  لتتحول من اللون البيچ  أٓلى اللون  الأزرق  ، كٓى تغازل  عبر النافذة  المُطلة  على البحر لألئه واصدافه عٓلهٓا توشوشها  بشيء ما .


ڤيلا   أدم ..

يخرج  أدم من حمام  حُجرة  نومه   .. يرتدى بُرنس الحمام  الأبيض ، و هو يجفف وجهه بالمنشفة البيضاء   .

ثم يرفعها عن وجهه .. فيرى زوجته مازالت تغط فى ثُبات عٓميق  .

فراح يكمل تجفيف شعره الرمادي الناعم الذي أسترسل على جبهته كسلاسل من فضة بعد أن نزع عنه المنشفة  البيضاء .

ليقف  حائر  أمام  المرآه  بمنتصف  حجرة  نومه   الأستيل     ..  ثم  يقرر أن يسحب بهدوء  ترننج  سوت  من حقيبته  .. ليرتديه . . بعد أن فتح  دولاب  ملابسه ، و فشل فى أن يجد  بيچامة  نوم  نظيفة  ليرتديها   .

و قبل  أن  يمضى  أدم  من  حجرة  نومه ظل   يٓنظر لمولى ، وهى مازالت نائمة  .. ليتعجب هامساً ..
مفيش فايدة !


الكاتبة جيهان جمال تخص بوابة روزاليوسف بنشر قصتها الجديدة .... على حلقات قبل الطبع



 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز