عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

لميس بنت بـ100 راجل.. تعمل سائقة وأمنياتها أن تمتلك شقة

لميس بنت بـ100 راجل.. تعمل سائقة وأمنياتها أن تمتلك شقة
لميس بنت بـ100 راجل.. تعمل سائقة وأمنياتها أن تمتلك شقة

كتب - عيسى جاد الكريم

عشقت قيادة السيارات من عمر 18 عامًا.. ومشاهدتها لمشكلات المتزوجين جعلتها تعزف عن الزواج



هل جربت أن تتصل بتطبيق تشغيل سيارات أجرة ليبلغك التطبيق أن السيارة قادمة إليك، فتتصل بسائق السيارة ليأتيك على الطرف الآخر صوت سيدة تخبرك أنها في الطريق إليك، وخلال ثوانٍ تجدها بالضبط في المكان المحدد.

تعرف طريقها على الطريق واثقة من نفسها، تغلف أنوثتها بملامح الوقار والجد، تلتزم بالإشارات وتقود بسلاسة في شوارع القاهرة المزدحمة.

هي تجربة تستحق أن نلقي الضوء عليها، فتجربة الفتاة لميس عبد الرحمن، التي في الثلاثينات من عمرها، هي واحدة من البنات المصريات اللاتي قررن خوض معركتهن مع الحياة بطريقة خاصة ودون كلل أو ملل، لميس ابنة مصر الجديدة لم تنتظر العريس لكي يستتها في بيت العدل أو تنتظر وظيفة يعينها فيها أحد أقاربها، ولم تسع للهجرة والسفر كما فعل إخوتها الذين تركوها تعيش مع والدتها وهاجروا لأمريكا، لكنها قررت أن تستغل إمكانياتها وتعمل.

وتقول لميس التي التقينا بها إنها منذ صغرها تعشق قيادة السيارات، حيث تعلمتها منذ الثامنة عشرة من عمرها، ولا تنكر أنها عند بداية تعلمها للقيادة ارتكبت اخطاء كثيرة لتصل للمهارة التي هي عليها الآن، وأنها لظروف اجتماعية خاصة يعلمها المحيطون بها، قررت أن تعتمد على نفسها لتكسب لقمتها ورزقها من عمل يدها، وكانت في البداية تعمل في تجارة السيارات حيث كانت تبيع وتشتري السيارات وكان يدخل لها دخل جيد من العمولات والسمسرة التي كانت تحصل عليها، حيث كانت دائما تبيع وتشتري السيارات في مناطق مصر الجديدة التي تسكن فيها ومدينة مصر حيث سوق السيارات كل سبت وأحد، بالإضافة لمنطقة الجيزة حيث تكثر معارض بيع السيارات المستعملة، لكن بعد تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار، ارتفعت أسعار السيارات بشكل مبالغ فيه فقررت ان تعمل بالسيارة التي تملكها في شركة أوبر، لتوصل زبائن الشركة المشتركين في التطبيق، مؤكدة أنها في البداية كانت تشعر بالامتعاض قليلًا عندما تأتي زبونة أو زبون ويجلسون في المقعد الخلفي وهي تقود بهم، لكن مع الوقت بدأت تشعر بأن عملها هو وظيفة يجب أن تتقبلها حتى لو كانت بها بعض المتاعب، حتى إنها كانت تلاحظ نظرات الرجال واستغرابهم عندما يجدون امرأة هي من تقود بهم السيارة، مؤكدة أن الرجال المصريين غاية في الاحترام ويقدرون السيدة التي تعمل وتشقى، حتى إن كثيرا منهم يجلسون في الكرسي الأمامي تقديرًا لها وحتى لا يشعروها بأنها أقل منهم لأنها تقود لهم السيارة، بعكس الفتيات والسيدات صغار السن اللاتي يتعمدن الجلوس في المقاعد الخلفية حتى بعد علمهن أنها امرأة مصرية.

لميس تؤكد أن عملها يوفر لها دخلا جيدا يجعلها تصرف على نفسها وتلبي احتياجاتها وتشارك في مصروف البيت، حيث تعيش مع والدتها في شقة هي ميراث عن والدهم.

وعن حلمها بتكوين أسرة أكدت أنها كأي فتاة تتمنى أن تكون أسرة ولكن المشكلات التي تراها بين المتزوجين والزيجات الفاشلة لصديقاتها ومعدلات الطلاق التي يكون ضحيتها الأبناء جعلتها تعزف عن الزواج وتصرف النظر عنه.

وهي تحلم بأن تملك شقة خاصة بها خصوصا أنها لا تعلم ماذا يمكن ان يفعل بها إخوتها حال وفاة والدتها أطال الله في عمرها، فحتما سيطالبون بميراثهم في الشقة، ولذلك هي تتمنى تأمين مستقبلها، وهي تعمل في أي وقت ليلا أو نهارا وتعرف طرق القاهرة جيدًا وتقود سيارتها في الأحياء الراقية والمدن الجديدة والأحياء الشعبية وتعمل أكثر من ست ساعات يوميًا دون كلل أو ملل، فهي تشعر بالمتعة عند قيادة السيارة، مؤكدة ثقتها في نفسها وثقة أسرتها وأصدقائها بها.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز