عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دبلوماسيون يكشفون التحولات في العلاقات المصرية التركية

دبلوماسيون يكشفون التحولات في العلاقات المصرية التركية
دبلوماسيون يكشفون التحولات في العلاقات المصرية التركية

كتب - محمد خضير

 - السفير عبد الرحمن صلاح: ثورة 30 يونيو أطاحت بأحلام أردوغان



- عمرو موسي: تركيا لم تكن تريد استبعاد مصر كلية ..وكانت تريدها أن تكون الشريك الأصغر لها

أقامت دار نهضة مصر للنشر حفل توقيع ومناقشة كتابه "كنت سفيرا لدى السلطان" للسفير عبد الرحمن صلاح، آخر سفراء مصر بتركيا، وذلك بحضور كل من: السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية،والسيد عمرو موسي ،وزير الخارجية السابق، والسفير عبد الرؤوف الريدي، سفير مصر السابق في واشنطن، داليا ابراهيم رئيس مجلس إدارة دار نهضة مصر والكاتبة نشوى الحوفي ،وعدد من السفراء والمثقفين والإعلاميين والصحفيين. 

وقال السفير عبد الرحمن صلاح إن كتابه "كنت سفيراً لدى السلطان" يتناول بشكل موسع فترة تمثيلي الدبلوماسى كأخر سفير لمصر فى تركيا منذ عام 2011 وحتي 2013،والتي شهدت العديد من التغييرات السياسية بين الدولة المصرية وتركيا مع شرح دقيق لأسباب وملابسات العديد من قرارات وسياسات البلدين، وكواليس زيارات كبار المسئولين بين القاهرة وأنقرة،والتى شارك فيها بنفسه، ويكشف عن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأردوغان فى تركيا حين كان وزيرا للدفاع.

وأضاف صلاح أن الكتاب يتضمن العديد من المواقف الدبلوماسية كثيرة التي شهد عليها لحظة بلحظة،خاصة وأن الفترة الزمنية التي تولي فيها منصب السفير المصري في تركيا كان بها العديد من الأحداث والقضايا الدبلوماسية،التي أدت إلي تغييرات سياسية كبيرة ،ليس علي مستوي العلاقات الإستراتيجية بين البلدين فحسب ،بل أيضاً إمتدت لمنطقة الشرق الأوسط، كتدخلها فى شئون الدول المجاورة.

وأكد صلاح أن التغيرات السياسية التركية تجاه مصر والشرق الأوسط بشكل عام حدثت بعد نتائج الإنتخابات البرلمانية والرئاسية التى أعقبت ثورات الربيع العربي وخاصة في مصر،لرهان أردوغان علي قوة تنظيم الإسلام السياسي وجماعة الإخوان في خدمة ودعم مخططاته التوسعية في المنطقة ،مضيفا أن أردوغان كان يسعي بدعمه للإخوان السيطرة علي الدول العربية لكن جاءت ثورة الثلاثين من يونيو لتطيح بأحلامه.

وأشار إلي أن كتابه يتناول تحليل سياسات البلدين، بلغة سهلة للقارىء غير المتخصص، كما يجد الدبلوماسيون والباحثون في الكتاب التفاصيل والوثائق التي تعينهم علي فهم وتحليل المجتمعين السياسيين في مصر وتركيا والعلاقات المصرية التركية في تلك الفترة.

وقال أحمد أبو الغيط، أن السياسة التركية تحولت من التحالف مع مصر لدخول إلى عصر جديد لاستبدال اسطنبول بالقاهرة، وكانت تركيا تتحالف مع إيران والعمل على المشاركة في قيادة المنطقة مع الهلال الشيعى واستبعاد مصر من المنطقة.

وأضاف أبو الغيط قرأت كتاب "كنت سفيرا لدى السلطان" فأعجبنى الدقة والسلاسة والعرض الراقى واللغة العربية السليمة وتركيبات الجمل مع بعضها، ورغم قصر المدة التى قضاها عبد الرحمن صلاح فى تركيا إلا أنه توغل فى دهاليز هذه البلد فى فترة وجيزة جدا.

وقال إننى قاسيت له كثيرا، حيث عمل فى تركيا فى فترة إدارة الإخوان، وهذا أمر صعب فى ظل ضبابية وبحر هائل وغياب الفهم الواضح للعلاقات الدبلوماسية لدى إدارة الإخوان، ولذلك أرفع لعبد الرحمن صلاح القبعة لكونه صان المصالح المصرية، وصان نفسه وبلده.

وأثنى أبو الغيط ،على فصل العشوائيات بالكتاب، وكذلك أشاد بتطرق صلاح إلى ما يجب أن يقوم به الدبلوماسي،  وما يجب إلا يتطرق إليه، علما بأن الدبلوماسي المصري يؤمن بأن مصلحة الدولة المصرية أولا ولا يرتمى فى أحضان جماعة ومن يفعل ذلك يرتكب جرما عظيما.

وحكى أبو الغيط، عن علاقته  بالسفير عبد الرحمن صلاح منذ أن كان وزيرا للخارجية المصرية، مثنيا على اجتهاده وكفاءته، حيث كان يرى فيه سفيرا جيدا وكان ينوى اختيار له دولة عظيمة مثل روسيا ليمثلها، ثم تقلد المنصب فى تركيا. 

من جهته قال عمرو موسى، إن مهمة عبدالرحمن صلاح في تركيا، جرت في تطور كبير في المنطقة، وكان لاعبان رئيسيان لها أولهما أوردغان والثانية تركيا، وسياسة الدولة القائمة على أسس وأهداف غاية الأهمية والخطورة، فكانت انتهاء مرحلة كانت مصر زعيمة فيها، وبدأت مرحلة تحاول فيها تركيا أن تكون هي الزعيمة في الشرق الأوسط. 

وأكد موسى في كلمته، أن كتاب "كنت سفيرًا لدى السلطان" يشير إلى ذلك ويبني تحليله واتصالات السفير بالمسئولين ، التي أكدت أن تركيا كانت تبتعد عن مصر وصداقتها بشكل واضح، وكانت اسطنبول تهتم بنظرية الإسلام المعتدل يهزم الإسلام المتطرف، الذي تمثله المنظمات المتطرفة والتيار السلفي، لينحى منحى مختلفًا في تحليل الأمور، وهذه النظرية، كانت في ظل الفوضى الخلاقة، وكانت تركيا فاعلة في هذه النظريات ولاتزال. 

وأوضح أن تركيا لم تكن تريد استبعاد مصر كلية، لكنها كانت تريدها أن تكون الشريك الأصغر لها، وتسير بقيادة تركيا، وكانت اسطنبول تعلم جيدًا أنه لا يُمكن إقناع الرأي العام العربي إلا بوجود دولة عربية قوية تستطيع ذلك، والمسئول الذي يُشارك ويعمل في ظل هذه الظروف في هذا البلد هو سفير ناجح.

وقال السفير عبدالرؤوف الريدي، خلال كلمته، أن كتاب "كنت سفيرًا لدى السلطان"، يشهد ميلاد سفير أديب جديد في مصر، فبين شاطئي الشمال والجنوب، كانت هناك أحداث وأحلام لأردوغان، وأحلام الحقبة الإخوانية، فسبح بينهما، واستطاع أن يخرج من بين هذه المشكلات بنجاح.

وأَضاف الريدي، أن في هذا الكتاب، سرد حقيقة الإدارة التركية، وأوضح ذلك من خلال المواقف الأردوغانية التي لا يُعلن عنها، فمنها عندما كان يسير أردوغان وحراسه واستولوا على إحدى القاعات لمنع أي شخصية مصرية للدخول لهذه القاعات، عنوة واقتدارا، وهو توضيح حقيقي لما يكنه هؤلاء لمصر من عداء شديد، وكشف حقيقة الإدارة التركية في كرهها لمصر.

وتابع: السفير هو مندوب الدولة وممثلها في الدولة الأخرى، لكن "صلاح الدين" تم استبعاده من المفاوضات في قصة الـ 2 مليار دولار بين مصر وتركيا، ولم يشهد توقيع البروتوكول في فترة حكم الإخوان، وتحدث آخرون أن هذه منحة من أردوغان لا تُرد وهذا إنجاز كبير.

وشدد على أنه لا أحد يعلم ما بداخل الثعلب الماكر، فليس هناك منحة لا ترد، لكن هناك قروض ميسرة وفوائد بسيطة، وتسهيلات، وحينها طُلب من السفير ضرورة الوجود، وأدار الحوار ومن ثم كانت مفاوضات الناجحة، وكان ذلك نجاحًا للدولة الوطنية، لتخرج الخارجية المصرية رابحة.
 
وأردف الريدي، كانت مصر طوال الوقت في خاطره، وكيف تعاملت اسطنبول مع العشوائيات، ولا تأتي مناسبة إلا ووجدانه وباله يخطران بمصر وماذا يُقدم من نصائح لها لحمايتها والنهوض بها، مؤكدًا أن صلاح الدين حفظ لمصر دورها الدبلوماسي وكيانها وقيمتها بين العالم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز