عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

بمذبحة مسجدي نيوزيلندا.."ليندا أرمسترونج" تضحى بحياتها لإنقاذ صديقتها

بمذبحة مسجدي نيوزيلندا.."ليندا أرمسترونج" تضحى بحياتها لإنقاذ صديقتها
بمذبحة مسجدي نيوزيلندا.."ليندا أرمسترونج" تضحى بحياتها لإنقاذ صديقتها

كتب - عادل عبدالمحسن

  كانت ليندا أرمسترونج، 65 عامًا، واحدة من 50 شخصًا قُتلوا في حادث إطلاق النار بنيوزيلندا الأسبوع الماضي في الهجوم الإرهابي على مسجدي كرايستشيرش حيث تلقت رصاصة في الصدر، لإنقاذ صديقتها من الموت ثم توفيت بين ذراعيها.



تطالب عائلة ليندا أرمسترونج 65 عامًا الحزينة الآن من العالم "بإعطاء السلام فرصة"، وفقا لما ذكرته صحيفة الـ "ميرور" البريطانية.

وقال ابن أخيها كيرون جوس: "عندما هاجم المسلح على مسجد لينوود، قامت ليندا بحماية صديقتها بجسدها، وأخذت رصاصة في صدرها، وماتت بين أحضان أختها المسلمة، بينما كان إمام المسجد يقرأ آيات من القرآن ويردد الشهادة عليها، لم يفاجئ تصرفها عائلتنا، فدائما كانت تصرفات ليندا الطبيعية حماية من تحبهم، حتى بحياتها الخاصة، كانت الضحية واحدة من بين 50 شخصًا أبرياء قتلوا في الهجمات في كرايستشيرش، واتهمت الشرطة رجلًا أستراليًا يبلغ من العمر 28 عامًا بالقتل.

ويصف توني جوس شقيق ليندا الأصغر يوم الجمعة بأنه كان "أحلك يوم في حياته".

وقال توني: كانت ليندا يوم الجمعة من بين الجماعة التي تصلّي بسلام، عندما اقتحم المسلح مسجدها، لافتًا إلى أنها كانت عاجزة تمامًا عن الحركة، فهي تبلغ من العمر 65 عامًا وتعاني من متاعب صحية في الركبتين، وكانت تحضر دائمًا وقت صلاة الجمعة وبسبب عمرها، والصحة كانت تجلس دائمًا على كرسي متحرك، لذلك كانت هدفًا سهلًا، وعندما تم تشريحها وجد أن الرصاصة اخترقت صدرها، وأدعو الله أن يرحمها، وتكون قد لفظت أنفاسها الأخيرة دون آلام، وآمل أن تكون آخر من يموت في هذا الهجوم الإرهابي.

وأشار توني جوس إلى أن ليندا كانت واحدة من سبعة أشخاص قتلوا في مسجد لينوود، وتوفى 42 آخرون في المذبحة في مسجد النور، وهناك رجل آخر لا يزال مفقودًا، ويفترض أنه مات. 

قال توني: إن أخته ماتت في "عمل إرهابي متعمد وكل ذلك باسم التفوق الأبيض".

أعرب عن أمله في ألا تمر وفاة ليندا دون أن يلاحظها أحد: "كانت أختي مسالمة مع أيديولوجية عنيدة في هذا العالم، لم نر دائمًا وجهًا لوجه، لكنها عاشت بأسلوب حياة متواضع للغاية وكانت دائمًا تساعد الآخرين دون أنانية".

ويعتقد توني أن هناك دروسًا من "التواضع" يمكن تعلمها من كابوس "يوم الجمعة".

 فنحن جميعًا متساوون على هذه الأرض ولدينا جميعًا دور مهم نلعبه مع عدم وجود أي شخص أفضل أو أكثر أهمية من أي شخص آخر، نحتاج أن نتذكر هذا ونطبقه في جميع جوانب حياتنا".

كانت ليندا، التي تنتمي أصلًا إلى مدينة الجزيرة الشمالية في أوكلاند، من الجيل الثالث الذين اعتنقوا الإسلام.

وانتقلت جنوبًا إلى كرايستشيرش المعروفة بين مجتمعها المسلم باسم "الأخت ليندا" لتكون أقرب إلى أبنائها وأحفادها.

واعتنقت الإسلام في عام 2011 بعد التطوع مع اللاجئين في أوكلاند، وأصبحت مهتمة بقصص الآخرين.

وتحقق "حلمها" بعد ست سنوات عندما تمكنت من أداء فريضة الحج في مكة.

وتقول كيرون ابنة أختها: "عندما فعلت ليندا أي شيء على الإطلاق، التزمت به 100 في المائة والإسلام لم يكن مختلفًا، كانت محبوبة تمامًا من المجتمع المسلم حيث منحت لقب الأخت ليندا".

وأضافت كيرون أنها ساعدت أيضا الأشخاص الأخرين في المجتمع والمهاجرين الذين استقروا في نيوزيلندا وتوجيه النساء الأخريات في عقيدتها.

"لقد كانت دائمًا تدعم المستضعف وساعدت دائمًا أي شخص يشعر وكأنه يواجه مشكلة في التأقلم."

قالت كيرون: إنها لم تتفاجأ عندما استخدمت "ليندا" لحظاتها الأخيرة لحماية شخص آخر.

وأعتقد أن هذه تضحية تقدمها "ليندا" بكل سرور مرة أخرى، إذا علمت أن وفاتها ستساعد على جمع العالم بأسره في الحب، واتخاذ موقف من الإسلاموفوبيا.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز