عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

عندما تبكي الجنة.. دموع أم الشهيد في يوم عيدها

عندما تبكي الجنة.. دموع أم الشهيد في يوم عيدها
عندما تبكي الجنة.. دموع أم الشهيد في يوم عيدها

كتب - شريف كمال

"شريف عمر" والدته تكشف تفاصيل اليوم الاستثنائي.. ووالده: لقب أبو الشهيد الأحب إلى قلبي



"لقب أبو الشهيد الأحب إلى قلبي، رغم أنه يبكيني، دائمًا لا استطيع تمالك نفسي وأعصابي فور سماعه من الجماهير"، هكذا تحدث محمد عمر لاعب ومدرب فرق الاتحاد السكندري السابق، عن نجله الذي اغتالته يد الغدر والإرهاب في سيناء، وهو في سن الـ35 من عمره.

«شريف محمد عمر» اختار اتجاهًا ربما يعتبره البعض اتجاه الموت، فمن بين كل خيارات الحياة اختار وحده أن يختار بين خيارين لا ثالث لهما "النصر أو الشهادة" مثلما يردد دائمًا رجال القوات المسلحة في أوقات الحرب.

وبالرغم من أن أبطال التضحية من أجل الأرض والعرض لا يغيبون عن الأذهان، إلا أن تسليط الضوء على قصص تضحياتهم في يوم التاسع من مارس الذي تحتفل به القوات المسلحة المصرية كـ"يوم الشهيد"، يُعتبر اعتزازًا بهؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن.

تحدث إيمان غريب والدة الشهيد لـ"بوابة روزاليوسف" قائلة: شريف كان عاشقًا لتواجده في الحربية وضابطًا في الجيش.. خدم في سلاح المظلات عامين ثم نقل للسلوم لمدة 5 سنوات، ومنها إلى فايد انتداب لمدة موسمين، كان مميزًا في الكلية ومُعلما لمدة خمسة سنوات، في السنة الأخيرة طالبت الكلية باستمراره في الكلية إلا أنه طالب بالسفر إلى سيناء.

 

 

وأضافت: هو من اختار الرحيل إلى سيناء، وتعمد عدم اخباري كحال كل أولادنا هناك، بدأ خدمته في بير العبد، وكانت منطقة هادئة قليلًا، ثم انتقل إلى رفح، تولى مهمة كبيرة هناك، وهي "اعصار 6".. علمت برحيله قبل استشهاده بثلاثة شهور، عرضت عليه أن يتم نقله خوفًا عليه، لا سيما وأن الموضوع سيكون أسهل لأنه نجل الكابتن محمد عمر، وخاله الكابتن شوقي غريب، ولكنه رفض قائلًا: "لما انا اتنقل وغيري يتنقل وغيري يتنقل، من سيحمي البلاد؟"

وعن آخر مكالمة بينها وبين شريف، قالت أم الشهيد: آخر مكالمة بيننا كانت قبل استشهاده بحوالي أربع ساعات، هذا اليوم كان استثنائيا، شبكات الاتصال كانت أفضل من المعتاد، واكتشفت في أيام عزائه أنه اتصل بالكثير من الأقارب والاصدقاء، وكأنه كان يودع العائلة، كان يضحك خلال المكالمة ثم فاجأني بسؤال ستحزنين إذا جئتك غدًا شهيدًا؟.

وتابعت: عاتبته على حديثه، فطالبني بألا أحزن وبالدعاء له، فقلت له "يارب أشوفك زي السيسي يا شريف" فأجابني: "هذا ليس دعاءً، الله يعينه على ما هو فيه ويقدره على خدمة البلد"، فقولت له "يارب أشوفك في أعلى العليين"، ولكن لم أتخيل أن بعد بضع ساعات سأراه شهيدًا مخلدًا.

وأردفت: بسماعي أخبار الشهداء دائمًا كنت أنظر لابنائي وأقول "مَن منكما سيتركني ويرحل أولًا" وفور علمي بتواجد شريف في سيناء، أيقنت أنه هو ونقلت احساسي لأخيه.

 

 

واختتمت ودموعها ومضت ثائرة في أعينها: لن نحزن على قضاء الله وموت ابناء في سبيله ومن أجل الأرض، ولكنه الفراق صعب ويؤلم، الجنة ثمنها غالي والحمد لله أن الله اصطفانا بين البشر ومنحنا شريف ليضعنا في تلك المكانة العالية

"شريف" كان لاعب كرة مثل خاله ووالده، ولكن التحاقه بالكلية الحربية كان سببًا في الابتعاد عن اللعبة الشعبية بجماهيريتها وعشقها، مفضلًا البطولة في السر وعشق تراب بلاده عن غريزة الشهرة تخرج في الكلية الحربية، وتدرج في الرتب حتى وصل إلى رتبة رائد، وتوقف به الزمن عند هذه الرتبة، تاركًا موروثًا من البطولة يكفي بنتيه حتى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز