تفاصيل المؤامرة القطرية على موريتانيا بعد فشل سيطرتها على غاز شرق المتوسط

كتب - عادل عبدالمحسن

بعيدًا عن استخدام إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لدويلة قطر في تنفيذ أجندتهما، بتفتيت دول المنطقة في إطار السعي لإقامة إسرائيل الكبرى، من خلال استخدام قطر لجماعة الإخوان والجماعات الإرهابية المتحالفة معها، في تنفيذ تلك الأجندة، وهذا ما ظهر جليًا من قراري الرئيس الأمريكي باعترافه القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها ثم ضم الجولان المحتلة للكيان الصهيوني.

هناك مصالح أخرى للدويلة القطرية، وهي السعي للاستحواذ على تجارة الغاز المسال في العالم بالسيطرة على احتياطاته في مناطق شرق المتوسط، وهذا ما أفشلته ثورة 30 يونيو في مصر، وأكملت عليه الدولة السورية بانتصاراتها على الجماعات الإرهابية.

مؤخرًا اتجهت بوصلة دويلة قطر إلى محاولة السيطرة على موريتانيا، بعدما ترددت  عن وجود اكتشافات كبيرة للغاز المسال بالأراضي الموريتانية.

موقع قناة "مباشر قطر"، أعد تقريرًا عن تدخلات تنظيم الحمدين القطري، من خلال أذرعه السياسية الموجودة في موريتانيا لتخريب مستقبلها السياسي، لا سيما أن الحمدين وفقًا لما تؤكده التقارير الموريتانية، فإنه يهدد المسار الديمقراطي بالبلاد، ويعمل على النيل من نزاهة الانتخابات الرئاسية، التي ستشهدها البلاد في يونيو المقبل، خاصة بعدما أعلن حزب "تواصل" الإخواني دعم الوزير الأول السابق سيد محمد ولد بوبكر المرشح في الانتخابات الرئاسية.

وكشف التقرير أن تنظيم الحمدين، ومن خلال حزب "تواصل"، يسعى إلى زعزعة استقرار الدولة الموريتانية، وهدم أركانها، خاصة أن مرشح الإخوان سيدي محمد ولد بوبكر، كان يشغل سابقًا منصب رئيس الوزراء في عهد الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي الطايع، المقيم في ضيافة الديوان الأميري القطري الآن، ما يعني أن ولد بوبكر ما هو إلا واجهة الحمدين الجديدة في موريتانيا.

وما يكشف قوة التدخل القطري في موريتانيا، تصريحات بوبكر الأخيرة، التي جاءت في أثناء وجوده في مقر حزب "تواصل" الإخواني، حيث قال إن لديه أموالًا طائلة سيضخها في الحملة الانتخابية من أجل الوصول إلى كرسي الحكم.

وأشار التقرير إلى أن تنظيم "الحمدين"، ومن خلال التدخل في موريتانيا، يعمل على تنفيذ أجندة مشبوهة، تقوم على شل حركة العمل في استخراج الغاز بالبلاد، نظرًا لما يشكله من خطر على إنتاج الغاز القطري، خاصة بعد اكتشافه بكميات كبيرة في بئر السلحفاة، وهو ما قد يدفع دول أوروبا نحو موريتانيا لعقد صفقات استيراد واسعة معها، نظرًا لقرب موريتانيا منها، وهو ما يعود بالسلب على الدوحة.

ولفت تقرير قناة مباشر قطر إلى تنظيم الحمدين يعمل على تعطيل حركة استخراج الغاز في موريتانيا، بتوظّيفَّ حزب "تواصل" الإخواني، في نشر الشائعات المغرضة والمعلومات المتناقضة، وهي أمور لم تعد تجدي نفعًا، بعدما أصبح الشارع الموريتاني على اطلاع بتناقض المعارضة، وأدرك أنها موجهة من الخارج.

وألمح التقرير إلى أن تدخلات الحمدين الواسعة، اليوم، في سباق موريتانيا الانتخابي، تأتي استغلالًا لإعلان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز عدم ترشحه لولاية رئاسية ثالثة، حيث دفع ذلك الأمر أحزاب المعارضة الرئيسية للإعلان عن طرح مرشح موحد للانتخابات الرئاسية، وهنا وجد الحمدين ضالته، ودفع بالمرشح سيدي محمد ولد بوبكر، وأوصى حزب "تواصل" الإخواني بدعمه في السباق الرئاسي.