"التوك توك" يتحدى قرار منعه في مدن الغربية

الغربية - عاطف دعبس

تحدى التوك توك "العفريت" قرار وزير التنمية المحلية اللواء محمود شعراوي، بمنع سيره في شوارع وميادين مدن محافظة الغربية الثمانية، ومع عدم وجود أي وسيلة بديلة للمواطنين في طنطا والمحلة وكفر الزيات وسمنود وقطور والسنطة وزفتى وبسيون، فالتوك المتهور بسائقيه من الأطفال والصبية والشباب المخدر لا يزال يمرح على الطرق  مثيرًا الاستياء والضوضاء ومحطمًا لكل قواعد السير.

والتوك توك صداع مزمن لا علاج له على طرق الغربية وشوارع مدنها الرئيسية، يضرب القانون والناس والسيارات في مقتل، صبية ومدمنين مخدرات بكل أنواعها يعملون عليه في غفلة وقوة وبطش، ليضرب فعلًا كل القواعد الخاصة بآدمية الإنسان وكرامته ووسيلة مواصلات غير آمنة أو لائقة. 

ورغم صدور عدة قرارا ت "عنترية" من كل المسئولين بلا استثناء آخرها قرار وزير التنمية المحلية والذي صدر قبل أيام، لمواجهة "دود الاسفلت" والحد من توغله وسيطرته على شارع النقل والمواصلات، بمحاولة ترخيصه وتحديد القرى وبعض المناطق كخطوط سير له وسن 21 لسائقه والتزام جميع سائقي التوك توك بالعمل طبقا للخطوط المحددة له، إلا أن سائقي التوك توك أعلنوا التحدي لكل القرارات رافعين شعار "لا حكومة تهم ولا سجن يلم".

وبدأت مشكلة التوك توك في الغربية قبل ما يزيد على 10 سنوات، وكانت مختصرة على مركز ومدينة كفر الزيات وزفتى وسمنود، ثم سرعان ما انتشر التوك توك في باقي مدن المحافظة الثمانية، وفشلت أيضا كل جهود السيطرة عليه وعلى سائقيه.

والخطير أن التوك توك الآن أصبح فعلًا وسيلة رزق شريفة لاكثر من مليون ونصف المليون نسمة، ويوفر فرص عمل لأكثر من نصف مليون شاب، فلم يعد التوك توك قاصرًا على الحرفيين بل أصبح أيضًا وسيلة عمل شريفة لحملة المؤهلات العليا والمتوسطة.

ومشاكل التوك توك لم تعد قاصرة على خطورته على الأمن العام واختناق حركة المرور ووسيلة لبيع المخدرات ونقلها وخطف البنات والبلطجة، فخطورته امتدت لاقتصاديات أصحاب تاكسى العداد، خصوصا بعد أن وصل سعر التاكسي الواحد في طنطا إلى نصف مليون جنيه، بسبب حظر إصدار تراخيص لتاكسي جديدة وفى طنطا، أصبح التوك توك يسير في شارع البحر والجلاء والنحاس، وميدان السيد البدوي.

وفى المحلة أصبح قنبلة موقوتة تهدد مصير أكثر من 4 آلاف أسرة من أصحاب سيارات التاكسي والسائقين الذين يطالبون بتفعيل قرارات المسؤولين.

ورغم وجود قرار من المحافظ هشام السعيد ومن جميع من سبقوه، بحظر سير التوك توك بمدن المحافظة، إلا أن أصحاب هذه الوسيلة تحدوا الجميع بما فيها قرار المحافظ  والوزير الأخير، وانتشر التوك توك  بشكل أثار استياء الجميع من أهالي المحافظة في ظل المشاجرات اليومية بين سائقي الأجرة وسائقي التوك توك بعد أن سحب البساط منهم وإقبال المواطنين الشديد على استخدامه.