عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مديحة حبيب يتيمة تحدت الصعاب لتصل إلى البطولة

مديحة حبيب يتيمة تحدت الصعاب لتصل إلى البطولة
مديحة حبيب يتيمة تحدت الصعاب لتصل إلى البطولة

كتب - شريف مدحت

بطلة يتيمة، أثبتت لنفسها وللمجتمع بأسره أن اليتيم الحقيقي من ليس لديه طموح، فبالأهداف والطموحات يحيا الإنسان وليس بالطعام والشراب.



إنها فخر الرياضة المصرية عامة وكرة القدم النسائية خاصة "مديحة حبيب تركي" لاعبة كرة القدم النسائية بفريق "المؤسسة" حاليا ووادي دجلة سابقا، التي انضمت لصفوف منتخب الناشئات أكثر من مرة.

مديحة حبيب فتاة يتيمة أرادت أن تصنع اسمها من الصعاب وتحفر الصخر من أجل أن تكون شيئاً تحت الشمس.

بدأت مديحة مشوارها مع الكرة وعمرها 7 سنوات، وكانت تحلم باللعب في ناد كبير، وتحقق حلمها بالانضمام إلى صفوف وادي دجلة، أحد أكبر القلاع الرياضية في مصر.

عاشت مديحة في دار أيتام، وتقول عن مسيرتها في الحياة "كان في مدرسة تقوم بزيارتنا في الدار، وكنا نلعب كرة القدم وتلعب معانا، وكانت أختها مدربة الكرة النسائية في وادي دجلة، فكلمتها عنا، وعملنا اختبارات ونجحت في الاختبار، لأظل 9 سنين في وادي دجلة أعافر وأجتهد وأعمل ما في وسعي لأكون في مستواهن وأحسن منهن، كانت لدي قدرة كبيرة جدا مختلفة عنهن، فأنأ أقدر أجري لمسافات طويلة ولا أستسلم وأقول تعبت، والحمد لله ربنا كرمني ولعبت أساسية في الفريق الأول".

وبعد ذلك اخترت أن ألعب لنادٍ آخر، لأحصل على خبرة أكبر، رغم أن وادي دجلة أحسن فريق كرة نسائية في مصر "تمارين ولبس وفلوس"، فحدثت لي عواقب كثيرة جدا أثرت عليّ بشكل إيجابي.

 

وأهم هذه المشاكل رفض مسؤولي الدار فكرة لعب بنت لكرة القدم، وأنا لم أتزوج، وسأكون شبه الولاد، فكنت "أنط من فوق الصور عشان أكمل مشواري الذي بدأته ولا أحد يقتل طموحي".

وتضيف: "كنت بخاف أن يراني أحد حتى لا يمنعني"، ومن أكثر أسباب نجاحي في حياتي أنني أعترف بأنني عشت في ظروف صعب وقاومتها لأصل إلى ما وصلت إليه، وأعترف أمام نفسي والعالم أنا قوية بظروفي، التي لولاها لما كنت ما عليه، ومديرة الدار كانت تخاف علينا لدرجة أنها كانت تمنعنا من حب أي حاجة أكثر منها، كانت تخشى أن تسمع مني ولا تريد أن أتجوز بسبب الكرة، لأن الرياضة تغير فكر البنت ودائما تخشى أن يبعدنا شيء عنها.

 

وتواصل: كنت قريبة منها جدا وأعتبرها أمي، وأسمع كلامها ولا أتكلم عن المباراة أو التمرين أمامها، رغم احتياجي لمن يدعمني ويشجعني ويقويني لأكمل، وهذه كانت المشكلة الوحيدة من ناحية الدار، أما المشاكل الأخرى فكنت أتجاهلها حتى لا تؤثر على نفسيتي، عشت وحيدة طوال عمري وسط هؤلاء الناس خوفا من أنه يقتل أحد حلمي، واحب كثيرون التقرب مني، وحينما يعرفون ظروفي إما يشفقون عليّ، وإما يبتعدون عني، لذلك نظرة المجتمع لليتيم وحشة جدا، أنا قوية جدا فوق ما تتخيل، ولا أحتاج شيئا غير صادق في حياتي، أنا أشتغل منذ 3 سنوات، كنت أشتغل وأتمرن وأشتغل بالليل في جيم لتدريب السيدات، كنت أتعب جدا وكنت أدعو الله دائما ألا يرزقني على قدر تعبي، بل على قدر كرمه، لأن أحلامي زادت والتطوير بدأ يكبر عندي، وكان يجب أن أتجه اتجاها جديدا وأشتري سيارة وشقة لأعيش فيها أنا وأخواتي منال ونرجس ورشا وضحى، وهن أقرب ناس لقلبي يعتبرن أخواتي الحقيقيات وأنا متأكدة من كرم ربنا ومتأكدة أن سيرزقني حتى تدمع عيني من الفرح، بسبب أنني بدأت أبحث عن جمعيات لأجمع فلوس وأحقق كل ما كنت أحلم به.

أعرف أن الحياة ليست سهلة، ولن أستمر في النجاح طوال حياتي، وسيأتي وقت أشعر بأنني عملت حاجة جديدة، وحين تأتي هذه اللحظة أكون على أول طريق النجاح.

وتختم كلامها: "عندي كلام كتير عايزة أقوله لأعرف كل الناس أنه مفيش أبدا يتيم على وش الأرض غير اللي معندهوش طموح أو حتى حياة، شكراً لكل اللي ساعدوني في حياتي حتى ولو بكلمة صغيرة".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز