"رمضان".. اليتيم الذي يضفي البهجة والسعادة على كل من يقابله

الإسكندرية - أسامة مرسى

لم يكن اليتم يوما عائقا أمام الإنسان لتحقيق هدفه، ولكنه في الكثير من الأحيان يكون دافعا قويا لتحقيق النجاح ولكن الصعب في الأمر أن يجتمع اليتم من الإعاقة الذهنية الخفيفة والذي استطاع "رمضان محمد " 31 سنة أن يتخطى كل الظروف التي حوله ويتعلم الكثير من الفنون منها الرسم والعزف على آلة الكمان إلى جانب سعيه على لقمة العيش من خلال عمله في بيع المناديل والشيكولاته وغيرها بفرش وضعه على الأرض بمنطقة كامب شيزار .

ويقول رمضان: عندما كان عمرى شهرين ماتت أمى وأبى في حادث وأصبحت يتيم الوالدين ووضعت في ملجأ للعيش هناك حيث لم يعثر لى على  أهلي وتربيت  بالملجأ ودرست وحصلت على الشهادة الإعدادية وهناك تعلمت العزف على آله العود والأورج وبعض النغمات من أله الكمان وخرجت من الملجأ وعمري 22 عاما فقمت بإستئجار شقة صغيرة لي للعيش بها ولم أجد عملا إلا بيع المناديل وبعض الإشياء البسيطة ولم يمنعني هذا عن ممارسة هواياتي التي منها كتابة الشعر والعزف .

فقمت بشراء آلة العود وبدأت أعزف عليها في الشارع والناس يستمعون إلى وبدأت أتجول على كورنيش الإسكندرية والناس يستمعون إلى إلى أن غلبني النوم في أحدى المرات بجانب الفرش الذي ابيع به الأشياء فقام "حرامي " بسرقة العود ولم أييأس فقمت بشراء أورج كهربائي ووضعته بجانبي ولكن في احد الأيام الكهرباء كانت غير مضبوطة فاحترق مني فقمت بشراء الكمان بعدها وانا الآن اعزف عليه ووالكثير يأتي إلى ليستمع إلى عزفي.

وقف "رمضان " ليسمعنا عزفه على ألة الكمان عزف بدائي ولكنه جميل يجتهد فيه ليدخل البهجة والسرور على نفسه.

ويضيف في يوم من الأيام رأني  أحد الشيوخ أعزف  فقال لي العزف حرام فقلت له كيف ذلك والله جعل الطيور في السماء تغني اجمل اللأحان فالله خلق كل شئ جميل متناسق فكيف تحرم شئ خلقه الله.

ولقد حاولت أن أصقل موهبتي بالذهاب إلى أحد الأماكن التي تعلم العزف على الآلات الموسيقية إلا أنني لم أستفد شيئا منهم على الرغم من دفع أموال بها.

كما وجدنا "رمضان " يرسم صورا بألوان متداخلة بها تناسق ألوان فسألناه: ما هذا فقال: محاولات للرسم أحاول أن أرسم طبيعة الله في الكون كما أنني أغني أيضا وأعرف أن صوتي ليس جميلا ولكني أحاول أن أفعل أي شيء يدخل البهجة والسرور على من حولي وعلى نفسي.

لم تقف مواهب "رمضان" عند هذا الحد، بل أيضا يكتب الشعر وعلى الرغم من أنه شعر طفولي إلا أنه يحمل روح البهجة والسرور .

وهكذا كما كانت حكاية "رمضان"، هناك الآلاف غيره والذين لديهم مواهب واستطاعوا أن يحققوا أشياء عظيمة في حياتهم رغم حالة اليتم التي نشأوا فيها .