عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مريم عبدالحميد تكتب : رسالة إلى محمد صلاح.. رفقًا بنا أرجوك!

مريم عبدالحميد تكتب : رسالة إلى محمد صلاح.. رفقًا بنا أرجوك!
مريم عبدالحميد تكتب : رسالة إلى محمد صلاح.. رفقًا بنا أرجوك!

بعد التحية.. 



لم أعتد نفسي بهذه القسوة قبلاً..

لا أمل من تكرار المشهد.. تستوقفني الحيرة البادية على وجوههم!

تكاد عيناه الزرقاوان تخرجان من مقلتيهما والمأزق يشتد..

لا أخفي شعوري بقليل من الشفقة تجاهه فحتى ألد أعدائه لم يكن ليتخيل سخرية القدر منه إلى هذه الدرجة!

أعود لأصب عليه اللعنات..

أهو الملوم؟

أم أنها القوانين التي حالت دونه ودون مرافقته لك، وليكن ما يكون..

اكتفى بهذه التحية الخاطفة ليعود ويواجههم من جديد، وإن كان على يقين أن هناك مصيرا محتوما في انتظاره.. فقط عليه الصمود لأجل المحيطين به!

عفواً..

لم أعرهم الاهتمام الكافي.

أصوات الأنين الخافتة، تصدرها رغماً عنك فتعصف بي وعلامات الألم تكاد تقضي عليّ...وككل مرة تأتي خطواتك المتعثرة وأقدامك التي تأبي المغادرة لتدفعني للبحث عن وسيلة جديدة للهرب!

مواجهتك ليست بالأمر الهين..

أتعلم أن محاولة اللحاق بك أكثر سهولة..

صفعة أخرى كادت لتقضي عليك.. وكأن عراكك في المرات السابقة قد راق لهم فعزموا علي تفريغ كل ما في جعبتهم..

وكأنهم تناسوا أن المواجهة ولو فُرضت عليك فلعل أبسط حقوقك هي بضع ثوانٍ تهدأ فيها مما تكابده.

لم يصل إلى مسامعك صوت إطلاق الرصاصة.. 

فقط.. حاولت التصدي لها ولازال الذهول مسيطراً عليك!

الدقائق لم تمهلك الفرصة لتتساءل حتى عن المذنب.. هل تخاذل أحدهم وعليك التكفير عن الخطأ الذي لم تقترفه..

تساورني الشكوك أن دوافعك في تلك اللحظة لم تكن لمجد شخصي يضمنه لك الانتصار، بل كانت لهم أيضاً..

أفقتُ على صرخاتك التي مزقت أصداء المكان.. 

تملكني الخوف من جراء ما ستحاول القيام به، خاصةً أن الوقت يداهمك ويتناوب معهم على التفنن في كيفية تحطيمك!

الغيرة تتسلل بداخلي رويداً رويدا.. كنتُ على يقين أنك ستحادثها الآن لتهمس لها بما يضمن لك خضوعها وقد كان..

أعترف الآن.. 

لم يعد الترقب ذاته هو السائد.. هدأت تلك الحُمي التي كنتُ أستقبل بها أخبارك!

لستُ وحدي من أقرّت بذلك فنظرة واحدة إلى من حولك كافية للتأكد من استسلامهم!

يستقبلونك بتلك الابتسامة ذاتها، ويشرع كل منهم في عالمه الخاص..

فلتترك لهم حتى نشوة البحث عن الحجج! 

ألا يكفيك الإهانات التي تلحقها بهم، وقد تيقظوا تماماً أن السباق محسوم لصالحك حتى قبل أن يبدأ..

سرعان ما تتبع انتصارك بانفراجة شفتيك الهادئة وعلامات الثقة المرتسمة على وجهك كنصل سكين حاد لا يرحمهم..

الحيرة تعصف بي..

محاولة اللهث وراء أرقامك خسارة جديدة تُلحق بنا وأفعالك التي تنم عن جدارتك بما ستصل إليه لا حصر لها..

آثرتُ الكتابة إليك بعد مشاهدة جديدة لما كابدته أمام الميرنجي والثواني تفصلك عن معانقة حلمك، والسقوط الثاني، وقد عاندتك المستديرة أمام الكونغو..

اسمح لي أن أخبرك عن حيلتي التي لجأت لها مؤخراً..

أتسلح بهذه المواقف التي كادت لتعوقك.. تغيير تام للاستراتيجية المتبعة قبلاً بالنظر لنجاحاتك، وبات تعثرك هو الوقود الذي لا ينضب!

صدقني لولا هذه العقبات التي واجهتك مؤخراً لاستحالت الأمور لدرجة من الصعب وصفها.. 

أتلحظ أنني لم أذكر حتى بداياتك!

ربما لأن الحياة لازالت تقسو عليك إلى الآن، وبدرجة أشد ضراوة..

ربما لأنه لولا المحن ما تأكدنا من صحة الطريق، ولولا إصرارك علي إكمال المسيرة ما أكملنا نحن خطواتنا الأولي..

شكراً لكونك ذخيرتنا وسلاحنا بعد كل تعثر يمنعنا من معانقة أحلامنا.. شكراً لكونك اخترت الطريق الأصعب ولازالت تواجه الكثير وتنتصر كالعادة في النهاية..

فقط رفقاً بنا..

قد تكون عقباتنا هينة أمام ما كابدته.. قد نخجل حتى من سردها أمامك.. فقط نحاول السير على الخطى ذاتها التي انتهجتها، والتي جعلت منك أسطورة حية أمامنا..

الطريق يزداد وعورة ومع كل مرة نفكر فيها أن نعلن استسلامنا فقط بحثاً عن الراحة تُلقينا الدرس بضرورة الاستمرار.. حتى لحظات اليأس لا تسمح لنا بها.

"فلتذهب أحلامي إلى الجحيم" سبق لي ترديدها دون وعي.. ثورة إنسانية طبيعية وسخط بشري، ناجم عن يأسنا وحتى هذا لا تدعه لنا..

أفكر من الآن في الأسئلة التي سيطاردنا بها أولادنا ..

ما هو السر الكامن وراء ما قمت به.. والمشقة التي سنواجهها في الإجابة عما يدور بخلدهم، وقد عجزنا عن أن نثلج صدورنا.

شكراً لكونك محمد صلاح، ورجاءً رفقاً بنا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز