عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ضحايا المارينجي.. روبينو ورونالدو نموذجًا

ضحايا المارينجي.. روبينو ورونالدو نموذجًا
ضحايا المارينجي.. روبينو ورونالدو نموذجًا

كتب - حماده حسين

هل هناك حياة أخرى للاعب الذي يستغنى عنه ريال مدريد، هل يمكنه أن يظل في دائرة الضوء والشهرة والترشيحات للجوائز الكبرى، أم أن خروجه من الريال يساوي العتمة والعدم؟!



سؤال أجابت عنه مجلة "ماركا" الإسبانية المشهورة، بانحيازها للريال، عبر قائمة طويلة من النجوم، كانوا معشوقين، ثم أصبحوا "مطاريد"، بعد خروجهم من جنة المارينجي، المجلة خلصت إلى أنه لا توجد حياة أخرى بعد الريال.

جواب "ماركا"، حاد ينضح شماتة وكيدًا، ويتجاهل مسؤولية المارينجي في سحق مواهبهم، والبؤس الذي آلت إليه بعد الخروج من جنته.  

 

 

 

كوبا أمريكا 2015

بعد الخروج المذل لمنتخب السيليسا، وأمام نظيره الكولومبي في  بطولة كوبا أمريكا 2015، وطرد جوهرته نيمار، الذي ركل الكرة في وجه أحد لاعبي كولومبيا، انشغلت البرازيل بالسؤال: لماذا أصبح منتخب السامبا في ظل نجومية نيمار ملطشة الجميع، لماذا فقد مخالبه وأصبح مستأنسًا إلى هذا الحد المهين؟

 

"سونيا رامون"، طبيبة نفسية، والأقرب لنجم السامبا وقتها أجابت بأنه يجب أن يكون

 لنيمار دور فى اختيار زملائه بالمنتخب، ولابد أن يكون للمهاجم روبينيو – 33 سنة -  مكان فى تشكيلة المدرب كارلوس دونجا، بجانب نيمار وليس بديله.

ما تطلبه "سونيا رامون"، وتراه حلًا للمشكلة، لا يجرؤ عليه دونجا،  رغم عشقه ودعمه الرهيب، ولا يجرؤ عليه أي مدرب آخر، لأن نيمار هاي كوبي لروبينيو، هو لا يترك مناسبة أو فرصة، إلا ويؤكد افتتانه به، صحيح أن وجوده في الملعب، حتى وهو في الثلاثين من عمره بموهبة مرهقة شاحبة، نتيجة ترحال طويل بين العديد من الأندية، يحرر نيمار من الضغوط التي تحملها الجماهير لقائد وتميمة الفريق، لكن النجمين سيحولان المباراة إلى استعراض مهارة على حساب أهميتها.

لما كان روبينيو ابن  19 سنة، قال عنه روماريو- وما أدراك من هو روماريو-  "إنه كلما لمس الكرة تثق أنه قادر على إحداث الفرق"، وتقريبًا كانت هذه أول مرة يدخل توصيف "إحداث الفرق" أدبيات الرياضة.

وفي هذه السن – 19 سنة – انتبه المارينجي لموهبة روبينيو، لكن نادي "سانتوس"، رفض مجرد سماع تفاصيل العرض، ففي أول موسم له مع سانتوس حقق الدوري، بعد غياب 30 سنة، عانى خلالها أكثر من مرة مذلة التعرض للهبوط، أصبح معشوق النادي وأمله في استعادة المجد، الذي كان عليه أيام بيليه، حين حقق خمسة دوري على التوالي.

في سنته الثانية، وصل مع سانتوس نهائي بطولة ليبرتادورس، وخسر أمام الأرجنتيني بوكا جونيور، الذي كان يسطر عصره الذهبي وقتها، ينجح ريال مدريد في فتح باب التفاوض، ويبدو أن روبينيو كان مرحبًا بالانتقال للمارينجي، لكن تتعرض والدته للاختطاف شهرين، ويطلب فيها الخاطفون فدية، ويتركون والدته بعد فشل انتقاله للريال، وأنهى الموسم بتسجيل 21 هدفا في 37 مباراة، وقاد سانتوس للفوز بالدوري للمرة الثانية.

اعتبره الجميع النسخة الجديدة من "بيليه الجديد"، وبصرف النظر عن المقارنة بين إنجاز النسختين – القديمة والجديدة- فان موهبة "ربينيو" تتفوق ، فهي ميكس من موهبة بيلية في التهديف وموهبة "الملك جارينشيا" في المراوغة والتمرير.  

"بيبي"، مهاجم لعب بجانب بيليه في الخمسينيات والستينيات في منتخب البرازيل قال: "العالم بأكمله أصبح يتحدث عن سانتوس مرة أخرى، والفضل يعود لروبينيو، أنه يمتلك كل شيء ممكن للنجاح في أي مكان، حتى ريال مدريد، إنه ببساطة رائع".

ووصفه توستاو، الذي يشبه السحر حسب وصف زاجالو أن ـ "روبينيو هو بطل الجماهير في كل أندية البرازيل".

وأضاف، "المشجعون معجبون به ويهتمون به كثيرا ليس لموهبته فقط أو طريقته السهلة في مراوغة الخصوم، لكن لملامحة الطفولية، كما أن بساطتة في التعامل وروحه المرحة خطفت قلوب الجميع".

 

 

 

الليجا 30

 

في 2005، وقع للريال بعد موافقة النادي على دفع رسوم تعادل 60 ٪ - 24 مليون دولار - من الشرط الجزائي في عقد اللاعب مع سانتوس، حصل علي القميص رقم 10 الذي كان يرتديه لويس فيجو  شارك في 37 مباراة، سجل خلالها 14 هدفا.

في الموسم التالي، كان بديلا، حتى بعد أن كان رجل المباراة  في أول كلاسيكو أمام برشلونة، وبعد العطلة الشتوية، أصبح أساسيا، ولعب دورا حاسما في فوز الريال بلقب الليجا الـ 30، سجل 11 هدفا، وثماني أسست، إضافة لأربعة أهداف في دوري الأبطال أوروبا.

في بداية الليجا 31 أصيب روبينيو، لكنه عاد وتمكن من إبقاء آمال الريال في المنافسة، بتسجيله هدفين أمام ريكرياتيفو خارج أرضه، ليفوز الريال بالليجا  31 ، واللقب الرابع في مسيرة روبينيو.

كان روبينيو ثالث أفضل هداف الريال، خلال سنواته الثلاث في مدريد خلف راؤول ونيستلروي. والثاني في الأسست بعد "جوتي"، وكان اللاعب الوحيد في مدريد، إلى جانب حارس المرمي ايكر كاسياس، ضمن المرشحين العشرة الأوائل للكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم.

في نفس العام، شارك روبينيو في كوبا أمريكا مرتديا القميص رقم 11، نفس الرقم الذي كان يرتديه بطل طفولتة روماريو، فازت البرازيل بالبطولة، بعد الفوز على الأرجنتين  3-0 في المباراة النهائية، حصد روبينيو جميع الألقاب الفردية، أفضل هداف، الحذاء الذهبي، أفضل لاعب.

كان رامون كالديرون، رئيس الريال قد وعد بالتفاوض على عقد جديد مع روبينيو منتصف الموسم، ولم يحدث ذلك، وقال روبينيو أن المحادثات لم تبدأ أبدا، لأن ريال مدريد كان يأمل في استخدامه كجزء من صفقة للتعاقد مع كريستيانو رونالدو .

فشل التعاقد مع رونالدو، وحاول ريال مدريد تجديد العقد مع روبينيو، لكنه رفض، وأبدى رغبته في الانتقال إلى تشيلسي الإنجليزي.

قال روبينيو، "حينما فشلوا في ضم رونالدو، حاولت الإدارة أن تصلح الأمور، لكنني لم أكن مهتما بالبقاء ما دمت خيارا أخيرا لهم".

في اليوم الأخير من فترة الانتقالات الصيفية في الدوري الإنجليزي، انتقل روبينيو مقابل 42 مليون دولار إلى مانشيستر سيتي لمدة أربع سنوات، حدث ذلك في نفس اليوم، الذي اشترت فيه  مجموعة أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار النادي.

 

 

 

يورو ليج 2019

 

الريال فرم كبرياء روبينيو، وحكم عليها بالكعب الداير،  لصالح التعاقد مع كريستيانو رونالدو الذي وصل بالريال إلى قمة لم يكن يحلم بها، في ظل توحش غريمة الكتالوني في عصر ميسي، حقق معه ألقاب وجوائز كثيره لتدور الأيام، ويفعل الريال مع الدون نفس ما فعله مع روبينيو.

هل يفعلها الدون كريستيانو رونالدو، ويمثل الاستثناء في قاعدة أن الخروج من ريال مدريد يعني الانطفاء والضياع، والذي أكرم منه الاعتزال؟

رونالدو انتقل إلى اليوفينس سيد الكرة في إيطاليا بلا منازع أو منافس منذ ثماني سنوات، وهو ما يجعل رونالدو إلى الآن أقرب للانضمام لقائمة ضحايا الريال منه إلى تحقيق الاستثناء، فاليوفي محتكر البطولات في إيطاليا، وفوزه بها في وجود رونالد لا يعني أي جديد، لكن لو نجح في الفوز باليورليج مع اليوفي، والتي من أجلها تعاقد معه نادي السيدة العجوز، ليتمكن من كسر القاعدة، وسواء فاز أو خسر يبقي السؤال، لماذا يبدو الريال جاحدا وقاسيا إلى هذا الحد؟

 

 

 

"ع الأصل دور"

 

رونالد مع الريال، اقترب من المجد الذي حققه الأرجنتيني دي ستيفانو، دي ستيفانو جاء إلى إسبانيا ليوقع للبرسا، وتقديمه في صيف 1953، لكن الاتحاد الإسباني رفض إتمام الصفقة وأصدر قانونا يفرض على دي ستيفانو، أن يلعب أربعة مواسم متتالية لريال مدريد إذا أراد أن يلعب في إسبانيا، وهو القانون الذي وصفته الصحافة الإسبانية بـ"السرقة المدريدية".

القانون صدر بناء على رغبة الديكتاتور فرانشيسكو، مهندس الحرب الأهلية في إسبانيا التي استمرت ثلاث سنوات، وراح ضحيتها مليون مواطن، في أول مواسمه حقق دي ستيفانو الدوري الثالث في تاريخ المارينجي بعد غياب  23 سنة، وكان هداف البطولة بـ 27 هدفًا.

فاز بالدوري الإسباني خمس سنوات على التوالي ليكون الريال أول فريق إسباني، يحرز هذا الإنجاز، فاز بدوري أبطال أوروبا خمس مرّات على التوالي، هذا الفوز منح الريال الكأس الأصلية، وسُمح لأعضائه بارتداء شعار شرفي يبين عدد البطولات، التي أحرزها بالبطولة الأوروبية، وتسمى وسام شرف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. 

وقد سجل دي ستيفانو 49 هدفا في 58 مباراة في دوري أبطال اوروبا، وقد كان لعدة عقود الهداف الأول له.

عصر دي ستيفانو هو العصر الذهبي، الذي يتغنى به عشاق الريال، ويستدعونه في فترات انهيار المارينجي، وهو عصر مبني على القهر والسرقة بالإكراه.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز