عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

چيهان جمال تكتب: مساء المدينة (7)

چيهان جمال تكتب: مساء المدينة (7)
چيهان جمال تكتب: مساء المدينة (7)

حي الأبراهيمية ..
بالفندق ..
وهاهو  وائل  يحاول  ألآ  ينحني  فيستقيم  فى  وقفته  قٓدر  قصر قامته  ،  و ينظر  أٓلى  السماء عٓل  دعوة  مستجابة  من  قلبه  الموجوع  يستطيع  بهٓا مواجهة  الموقف العصيب الذي  يٓشعُر  أنه لا محالة  قادم أليه .
وبجسده  الممتلىء أٓلى حد ما يشب ليطل بعينيه من  وراء  نظارته  الطبية  السميكة  من  شرفة  أحد  فنادق  حي  الأبراهيمية ، و المُطلة  على  بحر الأسكندرية  ..  ليٓجد مشاجرة  عنيفة  بين أثنين من موظفي  الفندق  .
فينقبض قلبه ، و يدخل مُسرعاً مستعيذاً  بالله من الشيطان الرچيم  .
متندراً  على الأيام  الطيبة  التي ولت  ، والتي كان بهٓا هذا الحٓي  يزخر  بكرم الضيافة ، والمسارح  العديدة  التي كانت تتلألىء  أضوائها  على امتداد  شاطيء  الأسكندرية  من  بعد قلعة  قايتباي  وصولاً  للمنتزه من خلال  أحياء عديدة  كانت ، و لازالت  تجاور هذا الحٓي  .
فما الذي  حٓدث  ، و بٓدل  حٓال  الناس  حتى  ذادت  القسوة  ، و المشاجرات  بينهم  لهذا الحد .
كان  وائل  يعمل  بذات  الفندق  وسط  مجموعة  مهذبة  من  الموظفين  تراعي وضعها  بهذا العمل الحساس  ،  والذي يعتبر واجهة  ضرورية للسياحة   .
كانت  وظيفته  بسيطة  بالحسابات  قبل  سٓفره  أٓلى  السعودية  ليعمل  بجد ، واجتهاد بالغربة  التى طالت   به  لمدة  عشر سنوات  .
ثم  يقرر  أن  يكمل  نصف دينه  كما كان يوصيه  والديه .
فيتزوج  زواج  صالونات  من  هنادي  التي كانت قاربت حِينهٓا  على منتصف  الثلاثين  من  العُمر  فيما  كان  قد  وصل  هو  أٓلى  عُمر الأربعين .
لم  يٓكُن  بينهما متسع  فى  فارق العمر قٓدر مالم يٓكُن بينهم شيء مشترك  فهما مجرد غريبين جٓمعتهم لعبة تقسيم الأدوار الغير عادلة  ، و شماعة القسمة ،  والنصيب التى يعلق عليهٓا الفاشلين خيبات أختيارتهم  بتِلك الحٓياة .
وجدته  هى  فريسة  سهلة  منذ  أول  لقاء .. فأغراها الطمع  فيه  للزواج  منه على الرغم من تلهفها طوال سنوات سابقة  على  أي  عريس  لم  يٓكُن  يطرق  الأبواب .
فقررت  قبل أن تراه أن  تٓقبل  به  إذا  هى  أعجبته  .. كٓى لاتوصم  بعار بنت  عانس  وسط  مجتمع  أشد منهٓا  قٓسوة . 
كما أغْرَته  أمنياته  التي كان رسمها لنفسه  بأنه  يستطيع  أن  يصحبها مٓعه وسواء  قبلت  به  أو رفضت  توجد غيرهٓا  الكثيرات  اللاتي تتمنىٓ أحداهن السفر مٓعه  لتعينه على  نجاح  مهمته  بصنع  مستقبل باهر  ،  ولم  يلتفت أن الزوجة المختارة  لابد  أن تكون  ذات مواصفات  أنسانية  يتلمسها .
وحين ضاعت أمنياته سدىٓ خلال  العام  الأول  للزواج  ، و الذي  مٓر ثقيل  عليه  من كٓم  المشاكل التي اختلقتها مٓعه  بحجة  انشغاله ، و مع  الجيران بحجة أنهم يغيرون منهٓا على  الرغم  من  أنهٓا  كانت متواضعة  الجمال  ، وغير مؤثرة  فى غيرهٓا  غير بالسلب .، وحين  قرر عٓودتها للأسكندرية  كانت على وشك  ولادة  ابنتهم  الأُولىٓ .
فتوهم أنه  مازال  يستطيع  صنع  حلمه ، والحفاظ  على أسرة عظيمة  بالوطن  الأُم  برعاية  عائلتهٓا ، و عائلته  .
غير مُدرك  أنه  الشريك  الأساسي مع  زوجته  لصنع  معظم  الأشياء  العظيمة  التى حلم  بهٓا  .
وكيف يتثنىٓ  له  هذا  مع  أسرته  التي لايراها سوىٓ  أيام  قليلة  على مدار ثلاث مرات  بالعام .. تاركاً  كل المفاتيح  بيد زوجة  تغاضىٓ عن  كونها  غير مسئولة . 
لتٓمُر عليهم السنوات التى بلغت العشر ، وهو زوج حزين ، و أب أكثر حزناً  .
لم يستطع  أن  يٓشعُر  وسط  أسرته  بالسعادة  التى تمناها .. أو بأنهم ملهوفين عليه .
فٓكل ماكان يصله من شعور باللهفة  كان على  ماكانوا  يريدونه  منه من طلبات مادية  بحتة  كان  للأسف  يلبي  معظمها على مٓضض لأقتناعه  أنهٓا  ليست ضروريات .
لذا كان يٓشعُر بأنه مستنزف ، وحين كان يبدو عليه الأعتراض  لأي أمر  ليس ضروري  ، وبخاصة فى العامين الأخرين الذي  أراد فيهما  أن يدخر شيء  يعينه  على عمل  مشروع  صغير حين يقرر العودة من الغربة التي نهشت بسنوات عُمره  ، والعيش وسط بناته .
خاصة أن زواجه من هنادي الذي  تكفل فيه بكل  شيء مع الأستنزاف المستمر من أول لٓحظة التقاها فيها أضاعت ما أدخره بالعشر سنوات الأولى لغربته  .
ليظِل تعس  شارد   لليوم  الثالث  لوصوله  و يتذكر  اللٓحظة التي عاد فيها ، و آتىٓ أٓلى منزله  ، ولم يجد زوجته  ، وبناته .
ليعترف الأٓن  لنفسه  بأنه  لم  يٓجد  سوى سراب  كٓم  ظل  يخشاه ، وينكره على نفسه  .
ثم  يتساءل  فى لوعة .. 
ما الذي حٓدث حتى صٓارت  أصداء  صوت  الجدران   صامتة  حٓزينة  هكذا من  وحشة  الفراق ؟ 
ولِما لم  أجد  زوجتى   ، و بناتي  بانتظارى ،  والأصعب  أين  هم  طوال  شهر مٓضى من  كل  محاولاتي  للتواصل معهم  ،  ولِما لا أستطيع  أن  أفتح   باب  بيتي ؟
ليفيق  على أنه  عاد من  سٓفره  قلق  تعيس تٓماماً كما حٓاله منذ ارتباطه بهنادي الذي ماكان ينبغي أن يتم لفجاجة  طبعها ، و طمعها فيه منذ أول لٓحظة .
ثم يضحك ضحكة بكائية مأساوية 
قائلاً  .. 
يعني كنت منتظر أيه يافالح من واحدة كل مقوماتك عندهٓا انك بتشتغل فى السعودية من عشر سنين ، وهاتاخدها معاك ؟! 
تاخد مين يااهبل .. هى شنطة هاتلم فيها نوائصك !
ثم يزيح نظارته الطبية من فوق عٓينيه ، ويمسح دموعه التي انسالت رغماً عنه 
قائلاً بحرقة بالغِة ..
ااااه  يااعما البصيرة  ، والمرسي أبو العباس أنها كانت باينة من أول يوم ، وانت فٓضلت تٓضحك على روحك ، وتقول مفيش فروقات بينا فى حاجات ، وهى كانت يعني   الخُطاب واقفين على باب بيتهم صف .
ماهي دي يافالح اللي تتمسكن لحد ماتتمكن ..
واللي إذا قٓدرت ماتعفي ..
كفاية كِده ، و فتح ياغبي .
حي  لوران 
الكافيه ..
بعد  أن  أٓغلق  أبو  الهوا  الباب  الخارجي الخشبي  الكبير  خٓشية  الرياح  ، وهطول  المطر  .
يدخل  أدم  مسستأنساً  بصحبته  لقاعة  المطعم  الصغيرة 
تلك القاعة  اللطيفة ، و النظيفة  جدا ، والتى تأففت  منهٓا  مولي  يٓوماً ما لبساطتها ، وتواضعها  على الرغم  من  الأطباق  الشهية التي  يقدمها  شيف  سيد
ليظِل سيد طوال السنوات حريص جِداً على القيام  بالعديد من المهام  الخاصة بعمله  بنفسه .
عدا وضع  الأطباق  على الطاولات .. يقوم  بهٓا أحدهم .
وهكذا ظل يساعده  رجلان  منذ  بدايات  توليه  العمل  من  بعد  وفاة  أبيه .
ليظل بصحبته أحدهم  أٓلى الأٓن  لكن لظروف تقدمه بالعمر ، والحالة  السيئة  للجو لم يأتي اليوم .
أمٓا  المساعد الأٓخر فكان  يتغير كل  فترة .. بفعل ظروف مختلفة  ..  لم  يٓكُن من  بينها أن  سيد  تسبب  فى  قطع  عيش  أحدهم   .
ليٓصير العدد لا يتعدى العشر طاولات طوال  كل السنوات  الماضية  حتى  هذه  اللٓحظة .
 لم ينكر  شيف سيد فضل  الله  عليه  ، و بأنه كان ، و مازال من أصحاب الأرزاق  .
إذ أن معظم  زبائنه  من العائلات الكبيرة  ، والذين اعتادوا بأوقات  كثيرة  أن يطلبوا  منه وصول الطعام بمنازلهم أثناء إقامتهم للعزومات أو ماغير ذلك . 
شريطة أن يبلغوه قبلهٓا بأيام .. كٓى يستطيع أن يجهز حٓاله .
وهكذا ظل شيف سيد واقف على قدميه ، وهو  بهذا العمر ، و مُحتفظ بعاداته التي أكتسبها من الأجانب .
 تٓماماً  كما ظٓلت  تلك المفارش المزركشة  بألوان  السماء  ، والبحر تحتفظ  بطابع  ألوانها  ، وتغطي الطاولات .
تلك  المفارش المصنوعة  من  خامات  مصرية غاية  فى الرقي ، و الأبداع  ،  والتي  ظل  يبدلهٓا  سيد  حين  تبلى  مع  الأحتفاظ  بالألوان  التي  يعشقها  ، وتنسجم  مع  لون الجدران البيضاء  ، و كل  ركن  بالمطعم .
لتظل  ألوان  السماء ، و البحر تموج  بعيون  أبو الهوا  التي لم  تخفِى  بعض  من  بريق  هوىٓ  ظل  عالقاً  ببقايا  قصة عِشق  رسمت على جبينه  .
تلك  القصة  التى لن يرى  رتوشها  سوىٓ  من  يقترب  من  تٓفاصيل  روحهِ .. فيدرك  على  الفور بأنهٓا  لازالت  تستوطن  تلك  الأحداق .
و تشي  بشيء  جازم  أن  هذا  الرجُل  لم  يٓزل يحمل  بين  جنبات  صدره  قلباً    نابضاً  عاشق  على  الرغم  من  اقتراب  صوله  للمحطة  السبعين  بقطار  العمر .
يخرج  أدم  من شروده  الباحث عن  تٓفاصيل  روح  صديقه  العجوز  ، وهو يٓنظر عبر نافذة  زجاجية  تٓطُل  على  البحر الثائر خلف شطئان الحنين  .
فيعاوده  الحنين  لصوت  سارة  الذي  كان يصحبه  عبر اتصال  تليفوني  منه  أثناء  سيره  وحيداً  على البحر منذ وقت  قليل ، و قبل أن يركن ليهدأ عند الكٓافيه .
دقات الموبايل  ..
توقظ  سارة  من  نومهٓا  على صوته ..  ككل أيام  ، وليالي عُمرهٓا الذي  عاش  يتمرغ بين  أحضان  همس  حكاياه  لخمس  سنوات  فائته .
فٓلم  يٓكُن  لهٓا سلطان على  قلبهٓا الذي  تمرّغ  مرغماً  خلف  همسه ، ولمسه ، وحسه ، ونداءات أشواق  عٓينيه  الخاطفة على جناح عِشق لم  يٓكُن  يخطر لهٓا على  بال .
وبصٓوت يرتعد  من شدة  البرد ، ومرارة الشوق ، والفقد لحضن عينيهٓا .. وسط أجواء بدأت تشتد رياحها على شاطيء البحر .
يهمس لقلبها أدم 
قائلاً ..
    - وحشتيني .
تصمت ،  وكل ذرة بكيانها تُبادله رسائل الشوق 
لتصله دون أن تنطق أي حرف من حروف العشق  التى كٓم  غزلوها  سٓوياً  بليالي  الغرام  الفائتة .
ثم  تٓفيق سريعاً من حلم سرق منهٓا  أيام العمر ، ولياليه .
على همس أدم لهٓا .. 
    - من فضلك ياسارة ردى عليا .
    - خلاص يا أدم  تعبت من استمرارنا بالشكل  ده .
ثم تغلق الموبايل ، وكٓأنها أغلقت بوجه قلبيهما أبواب الجنة .
يحاول  أدم  أن  يتناسىٓ  لوعة  قلبه  ،  وقبل  أن  ينادي على  صديقه  العجوز   ، ويهِم  بالجلوس  على  أحد  مقاعد الطاولة  التى  يحرص  سيد  أيضاً  على  الأعتناء  بصيانتها  مع  الطاولات .
 يكتشف  انه أخبره بأنه  ذهب  ليعلق  بالفِعل على الشاي  الذي  أحب  أن  يستمتع  بإحتسائه معه .
و هاهو ، قد آتىٓ ليفتح  أمام  عٓينيه ، و قلبه  باب كبير من الأسرار ، و ماكان يدرك  أدم  أن  سيد  ظل  يفصل  بهذا الباب   بين  القاعة ، وشيء  بقلبه  لم  يٓكُن  يعلم  بوجوده  .
فيلوم  أدم  نفسه لأنه  لم  يبذل  أي  مجهود من قبل  للأقتراب من  تٓفاصيل  الروح  لصديقه العجوز .
وإذ  بسيد  يتركه  ثانية  يختلي مع  شروده ، ويذهب  أٓلى مطبخه الصغير المطل على قاعة  المطعم  الخاص  بالزبائن  ليكمل تحضير الشاي ، و يأتي  به   .
فهل سيرىٓ أدم  بالفِعل عالم  سيد أبو الهوا  الحقيقي ، وتكتمل  الصورة التى كان رسمها له  على مدار سنوات طويلة  منذ أول  لقاء  جمع  بينهما  . 
يشعل أدم  سيجارة  ، وينفث  دخانها لتتطاير من حٓوله ذكرياته 
ليرىٓ نفسه  ، وهو مُقبل  على مرحلة  الشباب  بكل  عنفوانها  .
و أثناء  ممارسته  رياضته  المفضلة  للجرى  يتوقف  كعادته  عند الكٓافيه  ليشترى  زجاجة  مياه .
فٓلم يجد الريس مراسي صاحب الكافيه الذي اعتاد وجوده   ، و علم من دموع زوجته التى لم تتوقف أثناء  سؤاله  عنه  بأنه  مات  .
ليظِل  طوال شهر كامل يسأل فيه عن أحوال الزوجة المسكينة  كُلما آتىٓ  يمارس رياضة الجرى .
ليرىٓ من  بعد  ذلك   الشهر  أبنهم  الوحيد سيد  الذي عاد  ليٓتحمل عن أمه مسئولية  اخوته  البنات ، و عبىء الكٓافيه 
إذ  كانت  إحداهما  عروس  تزوجت  قبل  وفاة  أبيهم  مباشرة ،  و كانت هناك  أخرى  مخطوبة .
  لذا آتىٓ سيد ليتحمل مسئوليته  كاملة  بكل رضىٓ  ، ودون  كلل أو ملل .
مقرراً   ترك  الترحال ، وعمله  على  البواخر الأجنبية  التي  كان  يجوب  بهٓا  العالم  .
ظٓناً منه أن نساء العالم اللاتي  التقاهم  حينما  كان  يرسو  به الحٓال على  أي  ميناء سوف تنسيه حبه  للؤلوء .
فعاش الحٓياة بطولها ، وعرضها لأكثر من عشر سنوات  .. بعيداً  .
ليٓعُود بعد أن شارف على أعتاب الأربعين من العمر .
كانت لآلىء  جٓميلة  جميلات  حيهم   القديم بسيدي بشر     ، و لم يعشق  سيد سواها  حتى  هذه اللٓحظة التى يقف  فيها  أدم  منبهراً أمام  صورتها التى كادت أن تٓنطق من شدة روعتها .
وعلى الرغم من  أنهٓا صورة  قديمة  إلا أن تفاصيلها  توحى  بأنهٓا  مرسومة  بفرشاة   ، وألوان  فنان  عالى الأحساس .
والمدهش  أن  أدم  لم  يٓكُن  يدرك  حين  وقعت  عٓينيه  عليهٓا  . . أنهٓا   لصديقه  العجوز  الفنان .. المُبدع  ،  والذي  كان علقها  بيديه  منذ  مايقرب  من  ثلاثين  عاماً على  جِدار الحائط  المُقابل  لمخدعه  الصغير  ،  والذي لا يقل لطف  ،  ونظافة  عن  كل  شيء  من  حٓوله .
ولا عجب  لِمٓا  يراه  أدم  لعلمه  أن  تلك  الأيدي  لايخرج  من  بينها   سوى  كل   جميل  .
يشتد صوت الرياح  ، وهطول  المطر على النافذة الزجاجية  الكبيرة  المُطلة على صومعة  سيد ،  وثمة  أشواق  لازالت  حائرة  راحت  تتبعثر  على  شفتيهِ ، و هو متخيل  أنه  أنهىٓ  حديثه  عند هذا  الحد الذي  أفضىٓ  فيه  بالكثير  من  تٓفاصيل  روحهِ   .
وهاهي أكواب الشاي  الدافيء  بالنعناع تفرغ بأيديهم   .
 فيٓشعُر  أدم انه  العائد  للتو من  عالم  مثير كان مليىء بالخيال  الجميل .
فيحاول أن يعيد صديقه  العجوز مٓعه ليلامسا سٓوياً أرض الواقع  .
 ڤيلا  لوران ..
يعود  أدم  للڤيلا  ،  وهو يحمل شعور مختلف عن الشعُور  المتمرد الذي آتىٓ به أٓلى البحر .
فٓمُنذ الوقت الفائت  الذي  قضاه  مع  صديقه العجوز ، و لمس فيه مالمس  من  تفاصيل  الروح ..
أدرك  أن  تلك المساحة  الرائعة  من  الهدوء التي نقرر فيها  فتح  أبواب  قلوبنا  لتسكننا .. هى نعمة غالية تسمىٓ الرضا ..
وتلك النعمة  لن تأتينا  إلآ  إذا  أردنا  التنازل عن أشياء نهواها مع التسليم ، و  الأستسلام  الكامل  للقدر .


 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز