الخميس.. قاعة سفر خان تستضيف معرض "سَكَن" للفنان كريم عبدالملاك

كتبت - سوزى شكرى

خُـلقنا لنحب .. لتسكننا روح الله فتُزرع المحبة فينا .. هنيئًا لمن بحثوا في ثنايا أرواحهم .. ولمسوا اليقين الساكن فيها .. وطوبى لمن امتلأت قلوبهم بـطُهرها .. مَنحت عطاءها.. فسكن السلام فيها .. سكن ..

بتلك السطور المحملة بالرسائل الإنسانية والروحية، والتي كتبها الفنان التشكيلي "كريم عبدالملاك" على دعوة معرضه الجديد بعنوان "سكن " الذى يفتتح يوم الخميس 11 أبريل الساعة السابعة مساء - وذلك بقاعة سفر خان بالزمالك – ويستمر المعرض إلى 3 مايو 2019.

لعلها من الدعوات النادرة لمعارض الفن التشكيلي أن يدعوك فنان لمعرضه بكلمات عن "المحبة "، المحبة بمعناها الأشمل والأوسع بين الإنسان والله، وبين الإنسان والآخر، المحبة منزلة ومكانة أعلى من الحب، إلا أن المحبة هي الحب اللامحدود،  الحب اللامشروط ، الحب المعطاء تحت أي ظروف يظل موجودًا وباقيًا، المحبة التي من المفترض أنها ترافق رحلتنا في الحياة، ومن سكن الله بروحه سكنته المحبة، أنها المحبة أولى ثمار الروح، ما أرقى وما أعظم هذه الرسائل الروحية التي يبعثها لنا الفنان، ليتنا نعيش معنا بالحب، كأنه يريد أن يذكرنا بأننا خلقنا لنحب.

 ولكن نتساءل لماذا اختار الفنان "عبدالملاك " أن يخاطبنا عن المحبة؟ يبدو من كلماته أنه استشعر القلق والخوف على إنسانيتنا في ظل غياب المحبة، وجفاف القلوب،  وجمود وظلام المشاعر وأن البعض سائرون في الحياة في مسار الكراهية والعداوة ، وطغت عليهم غريزة الانتقام أحد أفعال الشيطان الماكرة، وأصبح بينهم وبين الآخر أسوار تعلو يومًا بعد يوم، ولا يهدم وينسف هذه الأسوار، إلا أن يعودوا أولًا بأنفسهم إلى المحبة، فإذا خلت المحبة من القلوب عاشوا تعساء وأصابتهم أمراض الحقد والقسوة، المحبة التي يطالبنا بها في دعوته هي عودة صوت الله بأرواحنا، محبة المتمثلة في الاحتواء والأمان والسكنة والسكينة في علاقتنا مع الآخر.

 لذا فمن منظور أن الفن رسالة اجتماعية وإنسانية، تخاطب الوجدان والمشاعر اختار الفنان موضوعة الفني، الذى ترجمه إلى لوحات تصويرية والعديد من التكوينات الفنية التي تحمل خصوصية في البناء، وبصمة فنية، وتفرد التعبير وتميز المعالجة والصياغة الإنسانية لشخصيات والعناصر، واستخدامه الخاص النابع من خبرة لخامات الفنية بين الألوان الزيتية والورق الذهبي وغيرها من الوسائط.

الفنان التشكيلي كريم عبدالملاك لا تخلو لوحاته على مدار مشواره الفني من وجود عنصر المرأة ، أنه المحامي التشكيلي عن حضور المرأة ودورها وأهميتها، دافع عنها وسند وجودها في معرضه "حرة "، ثم عبر عن ما تعانيه المرأة من تهميش وإدماجها فنيًا وتشكيلًا مع مجموعة من المباني التراثية  التي أصابها الإهمال وأهدر قيمتها وإهانة قدرها وذلك في معرض " روح " حيث منحها أجنحة لتحلق إلى اعلى من هذا الكون القاتل، الذى اغتصب حقها في الحياة، واليوم في معرضه الجديد " سكن " اختار رفيقة مشواره الفني عنصر المرأة كرمز الاحتواء، ومصدر المحبة في الحياة الإنسانية، بل هي أولى مشاعر المحبة منذ بدء  الخليقة، وإذا جمعنا عناوين الثلاثة معارض الأخيرة ( حرة – روح – سكن )  نجدها تشكل جملة عميقة المعنى إنها "روح المرأة الحرة تتجلى في سكن ".

 كريم عبد الملاك الفنان التشكيلي الصديق والرسام الصحفي بمجلة "صباح الخير" بمؤسسة "روزاليوسف"، وله العديد من الإبداعات الفنية التي نشرت على أغلفة المجلة، وكعادته الإنسانية الراقية يهدى في كل معرض لوحة خاصة لوالده الفنان التشكيلي والنحات والناقد الفني القدير والكبير الراحل أستاذى "إبراهيم عبد الملاك" أحد رواد وأعمدة فناني ونقاد روزاليوسف.