عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الفنان وجيه وهبة يعود بمعرضه "تنويعات".. جاليري بيكاسو - غدا

الفنان وجيه وهبة يعود بمعرضه "تنويعات".. جاليري بيكاسو - غدا
الفنان وجيه وهبة يعود بمعرضه "تنويعات".. جاليري بيكاسو - غدا

بعد غياب سنوات، يعود الفنان التشكيلي القدير "وجيه وهبة"، بمعرضه، تحت عنوان "تنويعات"، وذلك غدا الأحد 14 أبريل بقاعة بيكاسو – الزمالك، الساعة السابعة مساء.



 

وعن عالم وهبة، قال الشاعر أحمد عبد المعطى حجازي: حين فكرت في كتابة كلمة عن الفنان وجيه وهبة بحثت في البداية عن مترجم أو وسيط. كانت لوحاته تذكرني بأعمال التعبيريين التي رأيتها في عدد من متاحف العالم أو رأيت صورها في كتب الفن التي أتخذتها وسيطاً أو مترجماً يشرح لي أعمال وجيه وهبة أو يفتح لي عالماً. هكذا جلست أراجع مالدي من المعاجم والمؤلفات التي تتحدث عن كيرشنير, وهيكيل, ونولد, ومونش وغيرهم من كبار الفنانين الألمان والإسكندنافيين والنمساويين الذين بلوروا هذا الاتجاه في الفن, فأصبحت التعبيرية مدرسة محددة المعالم بعد أن كانت وصفاً غامضاً لإجتهادات  فردية متباينة نشأت كلها في بدايات القرن الماضي, وتميزت بتحررها من قواعد التصوير الموروثة, وانشغالاً بما يعتمل في اعماق الفنان أكثر من إنشغالها بما تقع عليه حواسه. ولكن هذا طوراً طبيعياً في حياة الفن وحياة الإنسان.

 وتابع "حجازى" : لقد تحرر الإنسان من الثقافة التي كانت تطبع الجميع بطابع لا يتغير وتفرض عليهم نمطاً واحداً في التفكير والسلوك. أصبح الإنسان فرداً حراً متميزاً له عالمه الخاص الحافل بتاريخه الشخصي وذكرياته وأحلامه وأوهامه وأساطيره التي أصبح في قدرة العلم أن يتوغل فيها, ويضئ جوانبها, ويكشف عن أسرارها, ويستنطقها, ويحاورها.

 وأضاف: كما إجتذبت النفس الإنسانية علماء النفس إجتذبت الشعراء والفنانين الذين أصبحوا يطيلون النظر في صور الأعماق يشاهدون ألوانها, ويتابعون إيقاعاتها, ويهتزون أمام ما يعتمل فيها من أحلام ومخاوف وهواجس وكوابيس الخارج تراجع ليفسح المجال امام الداخل. أو فلنقل إن الحدود بينهما لم تعد فاصلة, بل تسلل الظاهر للباطن, وإنفتح السر على العلن.

 وعن التكوينات والاشكال فى اعماله اشار حجازى : الشكل لم يعد قادراً على أن يفرض وجوده الموضوعي الخارجي على الفنان, بل استسلم للعين التي لم تعد محايدة في رؤيته. لأنها رأته مراراً وتكراراً في حالات مختلفة وصور متباينة إرتبطت به في ذكريات يستدعيها الشكل وتستدعي وتغير أبعاده, وتضفي عليه ألواناً, وتستثير إيقاعات تجعله في اللوحة مختلفاً قليلاً أو كثيراً عما كان عليه في الطبيعة أو في الواقع. وتلك هي التعبيرية التي نضجت وتبلورت في أعقاب الحرب العالمية الأولى وإزدهرت في ألمانيا, وفرنسا, والنرويج, وتأثر بها فنانون كثيرون في أنحاء العالم من بينهم بعض الفنانين المصريين الذين إستفادوا من التعبيرية كما إستفادوا من غيرها. أما وجيه وهبه فبإستطاعتنا أن نقول عنه أنه واحد من أهم الفنانين المصريين الذين يمثلون التعبيرية بكافة تجلياتها, وخاصة التعبيرية الجديدة التي إزدهرت خلال العقود الأخيرة في ألمانيا وإيطاليا.

 وعن مميزات اعمال وجيه وهبه التى تميزة عن غيرة اشار حجازي:  وجية وهبه فنان تعبيري، أول ما ينفرد به وجيه وهبه هو قدرته الفزة على أن يرسم ما لا نراه وما لا نستطيع أن نراه إلا في لوحاته. الإضاءة التي نجدها في لوحاته ليست من اشعة الشمس, ولا من ضوء القمر, ولا من أنوار المصابيح. ونحن في لوحاته لا نعرف الوقت. لا ندري إن كنا في ليل أو نهار. وكما نحتار في معرفة الزمن وإكتشاف مصدر النور نحتار في تفسير الأوضاع التي تتخذها شخوصه الواقفة أو المضطجعة, المنفردة أو المجتمعة. وبوسعنا أن نقول إن العالم الذي نراه في لوحات وجيه وهبه عالم غريب ميتافيزيقي, كأنه مدن غرقى, أو معسكرات إعتقال, أو معازل بعيدة, وربما ذكرتنا صوره بالعالم الذي صوره دانتي في "الكوميديا الإلهية". الأعراف أو المطهر بما فيه من رهبه وتوتر, والجحيم بعذابته وحرائقه. أما الفردوس فلا وجود لها في هذه اللوحات.

 وختم حجازي كلمته بذكر أن عالم وجيه وهبة ليس مجرد تحريف أو تشويه يعالمنا كما يمكن أن نقول عن عالم فنانين آخرين ينتمون للتعبيرية, وإنما هو عالم آخر. كأنه موجود دون أن يكون مرئياً. وفي هذا تتمثل عبقرية الفنان, فهو يصور لنا ما لا نراه. لكنه يقنعنا به ويلقي بنا في اعماقه, فنراه واقعياً أكثر مما نرى الواقع واقعياً. وهذا هو جوهر الفن أياً كانت المدرسة, وأياً كانت النظريات والأساليب والأدوات.

 
 
 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز