عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

غدًا ..الفنان عمر الفيومي يعرض "رحلة 40 سنة" بمركز التحرير الثقافي

غدًا ..الفنان عمر الفيومي يعرض "رحلة 40 سنة" بمركز التحرير الثقافي
غدًا ..الفنان عمر الفيومي يعرض "رحلة 40 سنة" بمركز التحرير الثقافي

كتبت - سوزى شكرى

الفنان التشكيلي عمر الفيومي (1957)، صاحب الوجه البشوش العاشق لمصريته المولع بحضاراتها من يسأل عنه يعرف أنه فنان اجتماعي، لا يعيش في عزلة كما يفعل بعض الفنانين، وليس فنانًا نخبويًا رغم ثقافته واطلاعاته التي لا تتوقف يومًا، وليس شغوفًا بأكذوبة المناصب، فنان صادق الحس والفن متواضع يصادق البشر بكل طبقاتهم ويقبلهم كما هما، لا يستخدم في حواراته الشعارات الوهمية ، فنان يقدر دور الفن في المجتمع، ويدرك  ويعي مسؤوليته كفنان منحه الله الموهبة من أجل الآخر فلابد أنها تعود للآخر، فلا عزلة في أعماله بل ألفة ومودة تصلنا من خلال شخصيات لوحاته، رغم دراسته للفن بروسيا وإقامته بها سبع سنوات، إلا أن ذلك لم يؤثر على مصرية أعماله القادمة من عمق الروح المصرية .



هو ليس مجرد فنان تشكيلي، بل هو مدرسة فنية خاصة لفن التصوير التعبيري الواقعي قدم على مدار 40 سنة رحلة بأعماق الشخصية المصرية، رحلة مقاهي وسط البلد، عالم المرأة، وجوه الفيوم،  قدم أعمالًا فنية جعلته فنانًا متفردًا صاحب بصة وخصوصية، ارتبط فنيًا وفلسفيًا وثقافيًا بالعديد من مصادر ومنابع الرؤية من بينها المقاهي – المرأة – وجوه الفيوم، فجاء تأثره بوجوه الفيوم التي كانت ترسم على توابيت مومياوات مصرية من أجل أن تتعرف عليها روح المتوفى، وهى مستوحاة من فكرة مصرية قديمة نظرية "الخلود والبعث"، لذا اطلق علية فن التصوير الجنائزي وتخليد الموتى في العصر الروماني.

 

 إلا أن الفنان عمر الفيومي قدم في لوحاته التصويرية تجسيدًا لوجوه مصرية، تجادل وتحاور وجوه الفيوم ولا تتطابق معها، رغم أنها تحمل نفس سمات وجوه الفيوم من حيث العيون الواسعة الحادة العميقة المعنى التي تبدو مستسلمة لقدرها لأنها ادركت أنها رحلت، وجوه عمر الفيومي ليست جنائزية وليست لمومياوات، بل لشخصيات نعرفهم ونقابلهم في الواقع قد يكونون أصدقاءنا وصديقاتنا، لكن بعض منهم  تبدو وجوه صامتة ساكنة تعيش بين منطقة وجودية مؤلمة بين الحياة والموت ، وتلك ترجمة لحالة شعورية تلاحق البعض بين الحين والحين، إلا أن الفيومي فنان عطاء لم يترك شخصيات لوحاته فريسة لحالة اكتئاب، بل أحاطهم بالورود كرمز للحياة، والورد في حياة الفيومي له منزلة خاصة فهو منذ طفولته، يهوى تنسيق الزهور والاهتمام بها،  أما البورتيريه  في أعماله، فقد منحه دور البطولة، ومنه يعبر عن كل ما في الحياة من انفعالات انطباعات ومتغيرات مجتمعية.

وأيضا من اهتماماته الفنية والإنسانية التي استحوذت على جانب كبير من معارضة عالم المقاهي المفحم بشخصيات ثرية، جعلهم أيقونات من لحم ودم ،أيقونات إنسانية، شخصيات اعتاد كانسان التحاور معهم من البسطاء أصحاب الطموح والأحلام البريئة، هؤلاء هم أصدق تمثيل حي لإيقاع الحياة اليومية في مصر، وقد راينا في أحد معارضه أن من بين متذوقي أعماله ومعجبيه، شخصيات عادية من العامة هم رواد المقهى أصحاب المهن البسيطة، وانتمائه لهذا العالم جاء من إيمانه بأهمية أن يكون الفن للجميع ولا يخص نخبة، فجعل هؤلاء نجومًا تلمع في لوحاته.

كما تواجدت في أعماله المرأة المصرية، التي عبر عنها في ارقى لقطات لها فهي المرأة الجميلة الثرية، مضمونًا وشكلًا ملامحها وروحها تتطابق مع أرواحنا، هي بنت الأحياء الشعبية البسيطة الأحلام التي تنتظر في الشرفة تترقب ابن الحلال القادم، وتجمع نساء يجلسن حول فنجان القهوة الساحر الذى يحمل لهن مفاجآت وتطلعات، أن حدثًا ما جاء بالفنجان سوف يعشقن القهوة، وأن لم يحدث ما قالته الجدة في الفنجان يعادوا شرب القهوة مرة أخرى لا بديل عن الترقب، مسكين فنجان قهوة الذي يحمل على عاتقة مؤشرات القادم.

عمر الفيومي هو فنان مصري (1957) تخرج في كلية الفنون الجميلة – قسم التصوير الجداري عام 1981، ثم سافر إلى روسيا عام 1986 لاستكمال دراساته الفنية وحصل على شهادته عام 1991 من أكاديمية الفنون الجميلة" ريبن" سانت بيترسبرج، روسيا، قسم التصوير الجداري، عرضت أعماله في عدة معارض دولية ومحلية، بالإضافة إلى معارضه الفردية، التي أقامها في دول كثرة وله مقتنيات بالمتاحف والسفارات بمصر والخارج.

 الحديث عن عمر الفيومي، يحتاج لمزيد من السطور والصفحات أنها رحلة 40 سنة فنًا وعطاءً، سوف يعرض الفيومي بمعرضه الجديد مختارات تمثل مراحل فنية مختلفة، يفتح المعرض غذا الثلاثاء 16 أبريل، تحت عنوان "40 سنة"، الساعة السادسة مساءً، وذلك بقاعة مارجو فيلون - مركز التحرير الثقافي – الجامعة الأمريكية بالتحرير ، يستمر المعرض حتى الثلاثاء الموافق 14 مايو 2019 .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز