معرض لقسم الرسم والتصوير كلية التربية الفنية بقاعة "إبداع" بالزمالك

كتبت - سوزى شكرى

 بحضور الفنان أ.د محمود حامد عميد كلية التربية الفنية  - جامعة حلوان، والفنان أ.د عادل ثروت رئيس قسم الرسم التصوير بكلية التربية الفنية، يقام معرض جماعي لأعضاء هيئة تدريس قسم الرسم والتصوير، وضيف الشرف المعرض الفنان دكتور "علاء ترك"، الذى رحل مؤخرًا، فتقديرًا ووفاء من أسرة القسم لزميل وفنان صادق وقدير عمل بالتدريس، فترك مساهمات وإضافات في مجال تدريس الفن، وعمل بالفن ترك بصمة وعطاءًا وزخمًا لا يرحل، يقام المعرض بقاعة إبداع بالزمالك، وذلك يوم الأربعاء 17 أبريل الساعة السابعة مساء، يستمر 4 مايو 2019.

وعن فكرة المعرض صرح الفنان التشكيلي دكتور عادل ثرورت قوميسر المعرض: "منذ إنشاء كليه التربية الفنية في النصف الأول من القرن العشرين، وكان قسم التصوير واحدًا من الأعمدة الأساسية لهذه المؤسسة الأكاديمية العريقة، فقد تبنى الأساتذة الرواد لهذا القسم، المفاهيم الحداثية والطليعية لفن التصوير على خلاف ما كان يقدم على الساحة في ذلك الوقت، فبدأوا في تأسيس مناهج تستند إلى أبجديات وإشكاليات التفكير الإبداعي والفلسفة، ليمنح خريجي القسم استحقاقًا في مجال فن التصوير من خلال مدرسة فنية لها خصوصيتها الفنية والجمالية والفلسفية، والتي يمكن أن نطلق عليها (مدرسة التصوير لأساتذة التربية الفنية)، وإلى جانب هذا فقد نال القسم استحقاقًا آخر على مستوى البحث العلمي والدراسات الأكاديمية، منذ تدشين الدراسات العليا بجامعه حلوان في نهايات السبعينيات من القرن الماضي، حيث اهتمت حركه البحث العلمي في القسم بإشكاليات التراث والثقافة والفنون المصرية إلى جانب تقديم بحوث في فنون الحداثة ومفاهيمها التجريبية، واستمر هذا التوجه في حقبة الثمانينيات، مع طرح قضية الهوية والمعاصرة، هذا التوجه البحثي أفرز تجارب إبداعية بصرية لفنانين رواد وحداثيين بقسم التصوير، قدموا للحركة التشكيلية تجارب فنية تتميز بخصوصية جمالية لها سمة البحوث البصرى والاستقراء والتجديد مع الحفاظ على الهوية الثقافية، ويعود الفضل في ذلك لأجيال متعاقبة من أساتذة هذا القسم العريق والتي سلمت اللواء لجيل بعد جيل.

وأضاف "ثروت": ثم جاءت حقبة التسعينيات ليتبنى القسم لواء البحث العلمي المعاصر والمواكب لحركة ما بعد الحداثة على مستوى العالم، وكانت تلك خطوة جديدة يخطوها القسم بعد خطوة جيل الرواد وجيل السبعينيات والثمانينيات، ولقد حمل لواء هذه الخطوة باحثون من القسم، كانوا في ذلك الوقت من الهيئة المعاونة، فقدموا أبحاثًا في فنون ما بعد الحداثة، نذكر منها فنون التجهيز في الفراغ والفيديو – وفنون الأداء – وفن البيئة والحدث – وفن التجميع وفنون الأرض ... وغيرها.

وقد دعم هذا التوجه البحثي عدد من أساتذة القسم من جيل الرواد الذين كان لديهم إيمانًا بالدور الفني والبحثي والأكاديمي لقسم التصوير في الساحة التشكيلية المصرية، وقد كللت هذه الدراسات، بظهور جيل من فناني جيل التسعينيات في حركة الفن التشكيلي المصري المعاصر يحملون لواء مدرسة التربية الفنية في التصوير، ليقدموا للساحة التشكيلية تجارب فنية على كل مستويات الفنون البصرية لحقبة ما بعد الحداثة في مصر.

وفى الوقت الراهن، يمثل القسم جيلًا جديدًا يشارك في حركة الفن التشكيلي المصري المعاصر، يستكمل مسيرة والإبداع البصري والبحثي، مستعينًا بفرضيات عصر المعلوماتية والمعرفة.

واذا كان قسم التصوير يمثله أجيال متعاقبة، فهو في ذات الوقت لا تفصله حدود زمنية ولا حدود مفاهيمية، بقدر ما هي رؤى متنوعة لها فرادتها وأصالتها وخصوصيتها الجمالية ... فقسم التصوير يتميز منذ إنشائه بانه كالعائلة الكبيرة التي تمثلها أجيال متعاقبة يحدوها العطاء العلمي والبحثي والفني.

وفى معرضنا هذا، نقدم ابن القسم البار الزميل الأستاذ الدكتور علاء ترك ضيف شرف العرض، وهو واحد من هذه العائلة الأكاديمية والبحثية والفنية له بصمة واضحة على كل المستويات الإنسانية والعلمية والفنية، والذي ستظل ذكراه العطرة ممتدة لأجيال متعاقبة وستبقى تجربته الفنية واحدة من التجارب الاستثنائية في تاريخ البحوث البصرية لقسم التصوير.