عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مثقفون يناقشون رواية "سيد بغداد" للكاتب محمد طعان بأتيليه القاهرة

مثقفون يناقشون رواية "سيد بغداد" للكاتب محمد طعان بأتيليه القاهرة
مثقفون يناقشون رواية "سيد بغداد" للكاتب محمد طعان بأتيليه القاهرة

كتب - محمد خضير
تصوير - كيرلس روماني

ناقش مثقفون ونقاد رواية "سيد بغداد"، للكاتب اللبناني المقيم بباريس "الفرانكفوني" الدكتور محمد طعان، حيث تمت مناقشة الرواية، والتي حققت نجاحًا كبيرًا فور صدورها بالطبعة العربية عن دار نشر مدبولي في ندوة نقاشية بأتيليه القاهرة .



حضر مناقشة الرواية كلا من الناقد الكبير الدكتور مدحت الجيار، والأديب العراقي الدكتور عصام البرام والكاتب عبد الناصر الدشناوي مقرر لجنة الأدب بأتيليه القاهرة، بحضور عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين  والنقاد والمهتمين بالأدب والفنون .

 

 

الأدب والإبداع

وفي بداية الندوة قدم الفنان التشكيلي أحمد الجنايني، رئيس مجلس إدارة أتيليه القاهرة، حيث رحب بالدكتور محمد طعان باستضافته بالاتيليه، مشيرًا إلى أن الكاتب استطاع من خلال روايته أن يقصد جانبًا هامًا من قضية الكتابة التاريخية وعلاقتها بالأدب والإبداع، وهل يمكن أن تكون الكتابة بشكل إبداعي وشكل تاريخي لأحداث بذاتها، قائلًا: اعتقد أنها قضايا شائكة في الكتابة والإبداع.

وقال الجنايني، إن ضيفنا الدكتور محمد طعان، الذى هو ضيف هذه الليلة كاتب من طراز غازل بعض من كابنا العرب، لأنه طبيب جراح والتي سبق والتصق بها يوسف إدريس، مشيرا إلى أن رواية "سيد بغداد" ترجمت إلى سبع لغات، وهو رقم كبير يترجم لكاتب عربي وهو ما يدل على أنها تناقش تجربة وأحداث جسام تمر بها الأمة العربية التي تعيشها بكل إشكالياته، مشيرًا إلي أن لبنان الذى له معزة كبيرة وتقدير ليس هينًا لأنه بلد التحدي، وهو ما ظهر في كتاب الطعان.

 

 

سر الرواية

وكشف الدكتور محمد طعان، عن سر كتابته للرواية، قائلًا: إن الرواية عمرها من 2004 وطبعتها بفرنسا، وباعت في 2006 وبتعت 4 الآلاف نسخة ومنعوا الرواية من وقتها 

وكيف أنا لبناني، أكتب عن العراق، لأنني قبل غزو العراق كان محمد الدوري يبكي بدموع حارة، ودعونا نعطى فرصة لكى نزيح صدام حسين بدون حرب.

 

 

تاريخ بغداد

ومن جانبه أعرب الأديب العراقي الدكتور عصام البرام، عن سعادته لوجود رواية عربية، عندما أقرأ سيد بغداد أجد في مطلعها أن كلمة سيد أخذت طابعًا سياسيًا ،لان سيد وأحمد وآمنة، هي شخوص الرواية، تدخل وتتناول حقبة تاريخية من تاريخ العراق المعاصر، والتي تناولت أحداث قبل وبعد 2003، ورأيت أن اسم سيد غير متداول في العراق وإنما يسمى «السيد»، وكنت أتمنى أن تكون اسمها "سيد الأهوار" أو "سيد الجنود" التي هي منبع العشائر العربية في تاريخ العراق الحديث والمعاصر.

وقال الدكتور البرام: إننا اطلعنا علي العراقيين في الرواية، فنجد أنهم يعملون على قومية عربية قويمة، ومع الاحتلال الأمريكي للعراق، ومع الشخصيات التي تناولتها الرواية في شخصية آمنة التي مات زوجها وابنها "سيد" بطل الرواية، فكيف يتزوج غجرية في حين أن الإشراف لا يتزوجون إلا من الإشراف.

كما أوضح البرام، أن هناك تناقضًا في الرواية في استعراض شخصية "جينى" التي عرضها الكاتب، حيث يوضح العلاقة بين جينى وسيد، كان من الأحرى أن تأخذ عمقًا أكبر للشخصية الأمريكية الذى اعتنق الإسلام، وكانت شخصية "سيد" أنها تمثل شخصية المواطن العراقي، وعندما تتعامل مع شخصية المحتل فإنه يأخذنا إلي بعد موضوعي يعزز قدرة الكاتب على أن تكون جزءًا محوريًا في الرواية التي تأخذ بناء معتاد في الشخصيات والمكان والزمان.

وقال: إن بناء الرواية بناء جميل يأخذك في بغداد التي تشكل محور الرواية فارس المهندس، الذى قرب مفهوم الرواية، وإبداء التصاعد الهرموني، الذى يشكل رمزًا للمعاصر الأدبي والتعرض للهجوم الوحشي عبر تاريخ العراق المعاصر.

 

 

ترجمة الرواية

واكد الدكتور مدحت الجيار، أن نص الرواية أن المترجم استطاع أن يصل إلى لغة سلسة  لم تقصر في الرواية، ونقرأ نصًا عربيًا مميزًا، وخاصة أن الكاتب أشار إلي المترجم في اكثر من سياق، بالإضافة إلي الحيرة التي تظهر في من يدان في احتلال العراق.

وأشار الدكتور الجيار إلي أن المؤلف يضع الأمور أمام القارئ فيمن ندين في احتلال العراق وما فعله صدام حسين في العراقيين والطمع الجشع في امتلاك مصادر الطاقة البترولية، والتي ادعت أن هناك أسلحة نووية في العراق. 

وكشف أن الرواية ابتعدت عن معارك السنة والشيعة، وتناولت أن صدام ظلم الشيعة واستغل الأمريكان وحشدوا الشيعة في تدمير صدام، ولكن لم يدمروا العراق ،ونتذكر لحظات الغزو حين كما نرى مندوب الأمم المتحدة، عندما كانت تلتقيه الصحافة بانه قد فقدنا العراق، في حين أن العراق هي أقوى بلد في المنطقة العربية لما تملكه من ثروات.

وقال البرام: إن الحوار في الرواية مع الجيش العراقي كان مختفيًا في الرواية لعدم جرح المشاعر، والذى وصفه بالجيش المدني، والذى كان سببًا في مدينته هو الاحتلال الأمريكي، وصدام حسين كذلك ساهم في ذلك، بالإضافة إلي انه أشبع أن صدام يصنع مدفعًا جبارًا بدون أصل في الواقع .

وقال: إن الكاتب استطاع بذكاء الكاتب الشديد باننا حدث معنا ذلك في مصر ببحث الزوجة عن زوجها وسط الجثث ووجدتها، ولكن الأب الذى كان يتحسس هذه الجثث، لم يكن سعيدًا بهذا المشهد، وأشار إلى المقابر الجماعية، موضحا أن الرواية أخذت طريقًا صاعدًا من البداية أدت إلى انتهاء مشهد القتل وأخذت تبحث عن زوجها بشكل كبير.

 

 

الرواية في سطور

يذكر أن تدور أحداث رواية "سيد بغداد " إبان الغزو الأمريكي للعراق في عام ٢٠٠٣، وسقوط الرئيس العراقي صدام حسين، وينسج محمد طعان في روايته معاناة نماذج إنسانية ملهمة تعيش على هامش هذه الأحداث الدامية، حيث يبحث عدد  المواطنين عن جثث أبنائهم الشهداء ضحايا الغزو ونظام صدام .

كما تدور الرواية حول عودة رجال النظام السابق للبحث عن مأوي في معسكرات الإيواء الشعبية وهم متخفون لا يفصحون عن هويتهم وما ارتكبوه من جرائم في حق أبناء وطنهم، فيما كشف احد الجنود الأمريكان "جيمي" خدعة الغزو ومبررات الإدارة الأمريكية الواهية بقيادة جورج بوش الابن للسيطرة على ثروات العراق ويترك موقعه في القوات الأمريكية .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز