عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. فتحي حسين يكتب: أهمية المشاركة السياسية للمواطنين

د. فتحي حسين يكتب: أهمية المشاركة السياسية للمواطنين
د. فتحي حسين يكتب: أهمية المشاركة السياسية للمواطنين

تعتبر المشاركة الشعبية هي الركيزة الأولى للعمل في المجتمعات المختلفة، حيث ترتكز جميع عمليات تنظيم المجتمع على مشاركة المواطنين باعتبارها توظيفا للموارد البشرية في إطار خطط التنمية، التي تهدف إلى تحقيق التغيير الاجتماعي المقصود في العلاقات والاتجاهات والسلوك من خلال خبرة الممارسة.



وهذا اتضح بشكل نسبي من خلال مشاركة المواطنين في كل محافظات مصر في عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية ٢٠١٩، التي ينتظرها الجميع من اجل الاستمرار نحو استقرار المجتمع وإيجاد أرضيات تشريعية تساعد الحكومة على إنجاز المهام والمسؤوليات التي تصب جميعها بالطبع في صالح المواطن البسيط، الذي شارك بقوة من أجل عودة مجلس الشوري وتمثيل نسبي عادل للعمال والفلاحين، والشباب والمرأة والأقباط وذوي الاحتياجات الخاصة، ومصريي الخارج، بالمجالس النيابية، ومجلس النواب، وتخصيص نسبة المرأة والشباب، وزيادة سنوات مدة الرئاسة من أربع إلى ست سنوات، وهي أبرز التعديلات الدستورية التي تم الاستفتاء عليها.

وتعد المشاركة مظهرا من مظاهر الديمقراطية، وهي تعني مشاركة المواطنين في هذا البلد في إدارة المصالح العامة للمجتمع الحديث.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن المشاركة الشعبية تتوقف على توافر عناصر ثلاث هي التعاون بين المواطنين والموافقة والمساهمة.

 ولتحقيق ذلك يجب أن يتوافر لدى المواطنين الإدراك بأهداف المشاركة في برامج التنمية، حيث ترتبط مصالحهم مع ضرورة الاهتمام بالظروف العامة في المجتمع وطبيعة العلاقات الاجتماعية بين أفراده وأن يتعايش المواطنون مع هذه الظروف، وان يمارسوا هذه العلاقات للاقتناع بالمشاركة الأهلية لتحقيق أهداف المجتمع.

واعتقد أن المشاركة السياسية في الانتخابات العامة والاستفتاءات وغيرها من الاستحقاقات الدستورية بجانب أنها حق لكل مواطن إلا أنها تعد هدفا ووسيلة، إنها هدف لأن الحياة الديمقراطية السليمة ترتكز على اشتراك المواطنين في مسؤوليات التفكير والعمل من اجل مجتمعهم، وهي وسيلة لأنه عن طريق مجالات المشاركة يدرك المواطنون أهميتها ومن ثم يمارسون طرقها وأساليبها، مما يؤصل لديهم أيضا عاداتها ومسالكها، وتصبح جزءا من ثقافتهم وسلوكهم.

ومن هنا تنتعش برأيي الحياة السياسية بعد أن يتم دمج الـ١٠٦ أحزاب سياسية في حزبين أو ثلاثة فقط على الأكثر! نحتاج مشاركة سياسية واجتماعية وحياة حزبية حقيقية حتى يتقدم مجتمعنا مصر الوطن الكبير الذي ننتمي إليه ونعمل جميعا لأجله.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز