عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. أحمد فاروق عبد القادر يكتب:8 مليارات جنيه عائد تنظيم كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم

د. أحمد فاروق عبد القادر يكتب:8 مليارات جنيه عائد تنظيم كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم
د. أحمد فاروق عبد القادر يكتب:8 مليارات جنيه عائد تنظيم كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم

ينشط الوسط الرياضي المصري حاليًا استعدادًا لتنظيم كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، وجميع أجهزة الدولة تقف على قلب رجل واحد في المضي قدمًا لإخراج هذه البطولة بالشكل اللائق واسم مصرنا الحبيبة، واختلفت الصور في التحليل والتفسير لمجريات التنظيم، فالبعض يجنح أحيانًا لعدم الكسب المادي للبطولة وحتمية الخسارة، والبعض يؤكد أن العائد الوحيد من كأس الأمم الإفريقية هو عائد سياسي قائم على ضرورة أن تضطلع مصر بدورها بعد رئاستها للاتحاد الإفريقي.



وقد أخذنا على عاتقنا البحث والتحليل المستمر حتى نصل إلى أهم حقائق تنظيم كأس الأمم الأمم الإفريقية لكرة القدم من العائد المادي المنتظر منها، وبدأنا بتحليل المتطلبات المالية للاتحاد الإفريقي التي وصل إلى حدود المائة مليون جنيه، ثم تجهيزات استادات البطولة الست والتي دارت حول المليارين جنيه، وحفل قرعة كأس الأمم والذي أعلن عن تكاليف استضافته في حدود خمسين مليون جنيه، وفاعليات التنظيم من حفل افتتاح وغيرة من الأحداث والتي تقارب الخمسين مليون جنيه أيضا، وتكلفة معدات البث الأرضي مستلزمات النقل المباشر للتليفزيون المصري التي تصل إلى حوالي ثمانون مليون جنيه من عربات الإذاعة الخارجية وغيرها، لتصل مجموع ما توقعناه لمصروفات بطولة كأس الأمم الإفريقية حوالي ثلاث مليارات جنيه مصري؛ وفي حالة تطبيق المقترحات الخاصة بتطوير آليات البث التليفزيوني والإعلانات سيكون هناك عائد مادي كبير، يغطي تكاليف التنظيم وتربح ما يقرب من خمسة مليارات جنيه مصري، والآن جاء دور تحليل الإيرادات والتي نتوقع بنودها كما يلي:

 

أولًا: حقوق البث التليفزيوني:

تحصل مصر على نسبة 20% من حقوق البث التليفزيوني الخاصة بمباريات كأس الأمم الإفريقية، وقد حصلت الجابون بعد استضافتها لنسخة 2017 من البطولة على 12.4 مليون دولار، فيما حصلت غينيا الاستوائية على سبعة ملايين دولار في نسخة 2015، وهذه النسخة تقام لأول مرة بمشاركة 24 فريقًا، ما يزيد بالضرورة العوائد المادية للبث التليفزيوني والتي قدرها اقتصاديون بضعف المبلغ الذي حصلت عليه الجابون لتصل إلى حوالي خمسة وعشرين مليون دولار، أي ما يعادل أربعمائة وأربعين مليون جنيه مصري. وذلك من قيمة تعاقد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم مع شركة "لاغاردير سبورت" الفرنسية حتى عام 2028، يعطيها حق استغلال المسابقات الكروية التي ينظمها الاتحاد مقابل مليار دولار، وفي حالة إقرار مقترح بيع حقوق البث الأرضي لمباريات كأس الأمم الإفريقية فهناك احتمالان:

 أولاهما سوف تصل إيرادات البث التليفزيوني المتوقعة إلى نحو ستة مليارات جنيه مصري بتقدير تكلفة الشراء ثلاثمائة جنيه لإجمالي مباريات البطولة، والمتوقع عدد عشرون مليون مشتري ومتابع لمباريات كأس الأمم الإفريقية.

 وثانيهما في حالة تطبيق البث الرقمي لنقل المباريات أرضيًا من خلال ما تم إعلانه عن جهاز صغير عبارة عن فلاشة بمخرجUSB يمكن توصيلها بالريسيفر أو الكمبيوتر أو الموبايل مباشرة دون الحاجة إلى إيريال للتليفزيون وبقيمة تقديرية حوالي عشرين جنيها مصريا فإن العائد المتوقع منها أربعمائة مليون جنيه.

 

ثانيًا: عائد الإعلانات:

تبلغ تكلفة الإعلان الذي مدته 30 ثانية في مباراة كرة القدم في الدوريات الكبرى وكأس العالم حوالي 200 ألف يورو، ما يعادل أربعة ملايين جنيه مصري شامل تكاليف بثه لمدة ستة مرات بواقع مرتين قبل المباراة ومرتين في الفاصل بين الشوطين ومرتين بعد انتهاء المباراة مباشرة، والإعلان الذي مدته 15 ثانية تصل تكلفته إلى 165 ألف يورو حوالي ثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف جنيه، وتقدر قيمة الإعلان المتوقعة خلال بطولة كأس الأمم الإفريقية إلى قيمة تقديرية حوالي مليونين وستمائة ألف جنيه للإعلان بنفس عدد مرات البث، والقيمة التقديرية لعدد الإعلانات في مباريات منتخب مصر تصل إلى تسعمائة إعلان بإجمالي عائد قدرة مليار ومائة وسبعون مليون جنيه. أما في حالة تطبيق تقنية DBRLive التي تتعلق بأن تظهر في كل بلد يشاهد المباراة إعلانات الملعب بشكل مختلف طبقًا للتعاقدات من كل دولة فتراها في مصر بإعلانات معينة وفي دوله أخرى بإعلانات مختلفة، وهذه التقنية من شأنها أن توفر مبلغا آخر قد يصل إلى خمسمائة مليون جنيه، بالإضافة إلى الإعلانات الثابتة فيا ستادات المباريات والتي تدر دخلًا يقارب من المائة مليون جنيه. لتصل قيمة العائد إلى حوالي مليار وستمائة وسبعين مليون جنيه.

 

ثالثًا: تذاكر المباريات:

في ضوء المتوقع لأسعار تذاكر المباريات والتي نأمل منها دخلًا في مباريات البطولة وبالطبع التوقع الأكبر من العائد من المدرجات هو مباريات مصر في مباريات المجموعات الثلاث وإن شاء الله حتى نهاية البطولة ست مباريات أخري في حالة وصول منتخب مصر للمباراة النهائية، وقد بيعت تذاكر المباريات في آخر كأس استضافته مصر عام 2006 بألف جنيه لتذكرة المقصورة الرئيسية والدرجة الأولى مائتي جنيه والدرجة الثانية خمسين جنيها والدرجة الثالثة عشرين جنيها إلى جانب أن هناك تذاكر مجمعة لست مباريات بأسعار مخفضة تصل إلى خمسين جنيها للدرجة الثالثة، وفي البطولة الماضية بالجابون تراوحت أسعار تذاكر مباريات البطولة من اثنين يورو في مباريات دور المجموعات أي حوالي أربعين جنيها بسعر اليورو الآن، وتصل إلى ستين يورو في المباراة النهائية أي نحو ألف ومائة وستين جنيهًا، وفي ضوء ذلك فالمتوقع لتذاكر مباريات كأس الأمم لمباريات المجموعات هي ألفا جنيه للمقصورة الرئيسية في تصل إلى نحو أربعة آلاف جنيه في المباراة النهائية، وألف جنيه للدرجة الأولى يمين ويسار تصل إلى الفين في المباراة النهائية، وألف جنيه للتذكرة أمام المقصورة الرئيسية تصل إلى ألفين جنيه في المباراة النهائية، والدرجة الثانية مائة جنيه تصل إلى مائتي وخمسين في المباراة النهائية، والدرجة الثالثة خمسين جنيه تصل إلى مائة جنيه في المباراة النهائية. لذلك فإن المتوقع من بيع تذاكر مباريات البطولة بكاملها وحسب سعة كل استاد ومباريات منتخب مصر ذات الإقبال الجماهيري تقدر بحوالي ستة ملايين جنيه لمباريات منتخب مصر في المباراة الواحدة وفي حالة وصول منتخب مصر للنهائي فإن التكلفة المتوقعة هي أربعة وخمسين مليون جنيه مصري، وإجمالي المباريات المتبقية الثلاثة وأربعين تقدر قيمة عائد التذاكر حول أربعمائة ألف جنيه للمباراة الواحدة بحساب حضور خمسة آلاف مشاهد فقط للمباريات من الملعب أي حوالي سبعة عشر مليون جنيه. ليصل قيمة العائد إلى حوالي واحد وسبعين مليون جنيه مصري.

 

رابعًا: الجوائز المالية:

سوف يحصل الاتحاد المصري لكرة القدم على جوائز مالية للبطولة نظير مشاركة الفريق الوطني بها تتمثل في حالة فوزه بالبطولة في مبلغ أربعة ملايين دولار والمركز الثاني على مليوني دولار، والخاسران في نصف النهائي على مليون ونصف المليون دولار، وفي حالة الوصول إلى ربع النهائي يحصل على ثمانمائة ألف دولار وثالث المجموعات في الدور الأول خمسمائة وخمسة وسبعون ألف دولار والرابع في المجموعة أربعمائة وخمسة وسبعون ألف دولار. وبتوقعنا لوصول مصر للمباراة النهائية فذلك يعني حصولها على ما يقرب من سبعين مليون جنيه.

 

خامسًا: العائد من السياحة:

في إطار استمرار استقرار الحالة الأمنية في مصر بمضي الوقت تتعافى السياحة المصرية باطراد مستمر في التحسن وأعلنت وزيرة السياحة في الفترة الوجيزة الماضية أن أعداد السائحين الوافدين إلى مصر تزايدت بنسبة 40% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2018، وأعلنت وكالات الإعلام العالمية أن قطاع السياحة في مصر يشهد انتعاشًا كبيرًا، ويتوقع للفرق الرياضية التي ستأتي إلى مصر سيصطحبها مجموعة كبيرة من الصحفيين والإعلاميين من مختلف دول العالم لتغطية هذا الحدث، كما سيحضر عدد من المشاهدين بصحبة الفرق لتشجيع دولهم وتقدر متوسطات الصرف بما لا يقل عن إنفاق ألف دولار لكل فرد من الجمهور المشارك.

ويتوقع عدد حضور الجمهور المصاحب للفرق في حدود مائة فرد لكل فريق بإجمالي ثلاثة آلاف وخمسمائة فرد لجميع الفرق بإجمالي مبلغ متوسط للصرف يقدر بحوالي ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف دولار أي حوالي ستين مليون جنيه مصري.

 

في ضوء هذه التوقعات قد يصل العائد المادي من تنظيم كأس الأمم الإفريقية إلى حوالي ثمانية مليارات جنيه مصري مما يعني أن هناك فرصًا للعائد المادي من تنظيم هذه الكأس على غير المتوقع، ليكون فارق العائد عن التكلفة هو في حدود خمسة مليارات جنيه. وتصبح رؤية إستضافة كأس الأمم الإفريقية رؤية صائبة وثاقبة وتفتح الباب أمام استثمارات جديدة في الرياضة قد تؤدي إلى إستقلال الأندية المصرية ماديًا عن دعم الدولة المادي وبداية انطلاقها نحو آفاق جديدة من الاستثمار في المجال الرياضي.

  

*أستاذ الإدارة الرياضية - كلية التربية الرياضية للبنين جامعة حلوان

 

   

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز