عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أكذوبة السوشيال ميديا حول تعذيب مسلمي الإيغور

أكذوبة السوشيال ميديا حول تعذيب مسلمي الإيغور
أكذوبة السوشيال ميديا حول تعذيب مسلمي الإيغور

كتبت - هدى المصرى

"بوابة روزاليوسف" تعايش مسلمي الإيغور



 

بعد أن ضجت وسائل التواصل الاجتماعي عما يسمى– كذبًا– بتعذيب وتهجير قسري لمسلمي الإيغور في الصين، قامت "بوابة روزاليوسف"، بزيارة لقلب الإقليم الذي يقال إنه معسكر إبادة وتهجير المسلمين هناك.. فكانت المفاجأة!

لم نر سوى أناس متحضرين، لا ينقصهم شيء.. كما أنهم يشاركون في كل مناحي التنمية والتقدم الصيني.

"بوابة روزاليوسف"، ذهبت لمراكز التعليم والتدريب المهني في منطقة شينجيانغ الصينية شمال غرب الصين، وهي المنطقة التي يسكنها مسلمو الإيغور.. والمثار حولها الجدل مؤخرًا لكي تتعرف على طبيعة الدور الذي تقوم به، ولكي نجيب عن السؤال الأهم: هل هناك اضطهاد أو تعذيب ممنهج للمسلمين هناك.

وقد علمنا أنه خلال السنوات الأخيرة عمدت الحكومة الصينية الى التعامل بذكاء مع ملف المتورطين في بعض الجرائم من مسلمي الإيغور بفعل تحريض أطراف خارجية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تمكنت من استثمار العنصر البشري داخل الإقليم في مراكز يطلق عليها مراكز التأهيل وهي نفسها المراكز الذي تزعم التقارير الإعلامية الغربية ووسائل السوشيال ميديا (وسائل التحريض الاجتماعي) أنها مراكز يتم فيها اعتقال وتعذيب وتقطيع للمسلمين بداخلها.

رصدنا خلال زيارتنا الأخيرة لإقليم شينجيانغ أن مراكز التأهيل المثيرة للجدل عبارة عن مراكز لتعليم الفنون بكل أنواعها كالرقص والموسيقى والغناء والرسم وأيضًا لتعليم الطبخ والزراعة والبناء والميكانيكا والخياطة والتطريز، ويلتحق بها اشخاص ممن ارتكبوا جرائم قانونية لها علاقة بالتحريض او زعزعة الامن في البلاد وحسب شهاداتهم هم من ذهبوا اليها طواعية أو تم التبليغ عنهم من قبل ذويهم وحسب المشرفين على هذه المراكز التي زرناها في مدينتي " أكسو"،  و"خوتيان"، فإن الفئات العمرية، التي تلتحق بها من سن 21 وحتى الأربعين.

مدة التأهيل عام كامل وتعمل على مساعدة بعض من تأثروا بأفكار متطرفة للتخلص من هذه الأفكار، وإعادة دمجهم في المجتمع في أقرب وقت ممكن، ولذلك يتم تعليمهم اللغة الصينية، ودراستها وإجادة حرفة وتعلم الفنون المختلفة.

ويبقى الاشخاص داخل مراكز التأهيل 6 أيام في الأسبوع ويذهبون الى منازلهم يوما واحدا يقضونه مع أسرهم.

كما التقينا خلال برنامج الزيارة بعضا ممن تخرجوا في هذه المراكز، وعرفنا أن الحكومة وفرت لهم فرص عمل ودعمتهم ماديا لشراء منازل خاصة بهم.

وفيما يرى البعض، أن الحكومة الصينية تعمل علي طمس هوية مسلمي الإيغور وتمنعهم من ممارسة الشعائر الإسلامية، وتستغلهم داخل هذه المراكز بتشغيلهم في صناعة الكثير من المنتجات، يرد المشرفون على هذه المراكز وبعض الأشخاص الذين تخرجوا منها بأن هذه هي الطريقة المثلي لمكافحة الأفكار المتطرفة داخل الإقليم والحفاظ على وحدة واستقرار الدولة الصينية، التي يراد تخريبها من الداخل خاصة ولدى الاقليم نوازع انفصالية.

التقينا داخل مكتبة احد مراكز التأهيل بمدينة أكسو بإحدى السيدات (22 عامًا) من قومية الإيغور، التي أكدت أنها كانت تعمل بإحدى شركات التوظيف وتأثرت ببعض الأفكار المتطرفة عن طريق الإنترنت دفعتها لطرد زملائها من قومية (الهان) من العمل، وأن والديها عندما لاحظوا عليها هذه الأفكار قاموا بتسجيلها بالمركز.

قالت: إنها لا تريد أن تترك المركز لأن به نظام تعليمي منتظم، كما أنها تدرس اللغة وتعلمت مهنة جديدة.

فتاة أخرى التقيناها بالمركز أكدت، أنها جاءت الى المركز بعد تأثرها بأفكار صديقتها المتطرفة وكان التحاقها بالمركز فرصة لتعلم فنون الطبخ والخياطة.. وأضافت: سأتخرج من المركز لأعمل بإحدى شركات التوظيف.

طالب آخر يدعى سبله 22 عاما، التقينا به في مركز للتأهيل بمدينة خوتيان، والذي افتتح في إبريل 2017 قال إنه تأثر من معلمه بأفكار متطرفة دينيا وبعد فترة بدأ يفتعل المشكلات ولا يلتزم بالقوانين لكنه التحق بالمركز والذي تعلم فيه القانون ومواد الدستور واللغة الصينية والرسم قال: كنت أعتقد أنني لكوني مسلمًا يجب ألا التزم بالقوانين الحكومية. أضاف: أدرس حاليًا بالمركز وأزور أسرتي كل أسبوع.

أما الشاب عبد الوالي عبد الجبار وعمره 25 عاما- التقيناه في منزله- وهو احد الأشخاص الذين تخرجوا في مركز التأهيل  في يناير هذا العام، قال كنت أعمل فلاحا مع والدي والآن بعد التخرج من المركز أعمل في مصنع أحذية، وأتقاضى ألفي يوان شهريًا، مشيرًا الى أنه استفاد من مركز التأهيل، حيث درس الفنون والميكانيكا.

وأضاف، أن المركز هو من رشحه لمصنع الاحذية وساعدته الحكومة هو وزوجته بشراء منزل قيمته 150 ألف يوان، حيث تكفلت الحكومة بدفع 100 ألف يوان من ثمن المنزل.

وأكد أن التحاقه بالمركز كان بسبب تواصله مع أحد الأشخاص المتطرفين الذي تبادل معه معلومات وقام الشخص بإرسال تسجيلات له يحرضه فيها على قتل غير المسلمين، وأنه بذلك سوف يذهب الى الجنة، قائلًا: لذلك أنصح الشباب بتحسين الدراسة وتطوير المهارات المهنية والتخلص من الأفكار المتطرفة.

ولتحسين احوال الفقراء، قامت الحكومة الصينية، خلال السنوات الأخيرة ببناء العديد من المصانع داخل القرى الفقيرة، التي يعيش بها المسلمون الإيغور وخلق فرص عمل لتوظيفهم.

‎وفى قرية يينغ أواتى وهي من القرى الفقيرة في الاقليم أقامت الحكومة مشروعا في ديسمبر العام الماضي، بتكلفة 40 مليون يوان لتوفير 400 ألف وظيفة وسوف يتم تشغيل مصنع اخر مجاور للمشروع في ذات القرية خلال هذا العام.

كما تعمل الحكومة على إقامة آلاف النوادي والحضانات او روضة داخل الإقليم، ولذلك نجد الأطفال يقضون ساعات طويلة داخل الروضة لتعليمهم شتي انواع الفنون تجنبا لأي نشأة متطرفة.

كما أن اللغة المنتشرة بين السكان هي الإيغورية الى جانب اللغة الصينية الرسمية التي نجحت الحكومة في تعميمها في الإقليم لتعزيز الشعور الوطني ودمج الإيغور المسلمين بالمجتمع الصيني.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز