"اللصيمة".. أكلة تراثية على موائد السيناوية (صور)

العريش- مسعد رضوان

أصبحت اللصيمة كأحد أشهر الأكلات الشعبية في سيناء .. وتعد من التراث الشعبى السيناوى .. حيث يحرص الجميع على تناولها .

ويؤكد المؤرخ السيناوى عبد العزيز الغالى عضو اتحاد كتاب مصر أن اللصيمة تعتبر أحد مكونات المطبخ السيناوى العريق الموغلة فى القدم ، وهى من الأكلات التراثية في شهر رمضان .. مشيرا الى أنها تصنع من العجر ( أى البطيخ الصغير وبشائره قبل تمام النضج أو التحول الى اللون الأحمر ) حيث يشوى على النار ويضاف بعد تقطيعه مع الفلفل العرايشى الحار والبصل والثوم ، ويضاف الخليط بعد دقه الى القرصة أو اللبة ، وهى خليط من الدقيق الأبيض والأسمر وتعجن بالطريقة اليدوية ( باليد ) في وعاء عميق بإضافة الماء وتسوى في الرمل الساخن وناتج حرق الأخشاب وأعشاب الشجر .. ثم يعاد خلط كل المكونات واضافة زيت الزيتون اليها بكميات كبيرة .

وأضاف أن العديد من المواطنين يفضلون أكل اللصيمة كغذاء رئيسى في اليوم السابق لشهر رمضان فيما يسمى الغدوة الطويلة ، ومنهم من قام بتناولها كافطار في الأيام الأوائل من شهر رمضان أو على الأقل الاكتفاء بدق العجر مع الفلفل العرايشى الحار ليكونا الطبق الرئيسى كسلاطة أو مقبلات ، وهناك من يحرص على تناول الصيمة مرة كل أسبوع أو عدة مرات طوال شهر رمضان .

ويؤكد عبد العزيز الغالى على أن اللصيمة السيناوية المصرية شأنها شأن البيتزا الايطالية .. فكلاهما كانتا اختراعا فرضته الظروف الطبيعية والاقتصادية نتيجة أشتراكهما فى الموقع الجغرافى لحوض البحر الأبيض المتوسط .. فمثلآ البيتزا الايطالية تم صنعها لأول مرة حين كانت أميرة ايطالية تدعى ( مارجريتا ) تقوم برحلة صيد في الريف الايطالى ، وتصادف أثناء مرورها أن شاهدت بعضآ من النسوة الايطاليات يقمن بتسوية وزج أرغفة الخبز الطازج بالفرن وأشتمت رائحته الذكية فحركت رائحته شهيتها وطلبت منهن بعضآ منه .. ولأنها أميرة ، واستحينن أن يعطينها خبزا حافا أى بدون غموس .. فقامت احداهن بتقطيع وحدات من الخضروات الحقلية المتواجدة (طماطم - فلفل أخضر - زيتون أسود –زعتر ) ووضعتها على أحد الأرغفة ومسحتة بزيت الزيتون وقليل من الجبن المبشور وأدخلته الفرن حتى نضج الخبز وقدمنه للأميرة التى سمى باسمها تيمنا بزيارتها المباركة ( بيتزا مارجريتا ) .

كذلك اللصيمة التى جاءت استجابة لرحلات أهل سيناء السنوية فيما يسمى بموسم ( الحصيدة ) حيث كانوا يذهبون للشرق ناحية أرض فلسطين فى موسم حصاد القمح ، وكانوا يجمعون القمح ويطحنونه في الرحايا ويصنعون منه قرص الملة ، وهو على هيئة أقراص دائرية تشبه البيتزا ، ولأنهم فى الصحراء فلا توجد أفران معدة للخبيز .. فكان الحل هو التعامل مع الطبيعة بايقاد النار من جذوع الأشجار المتواجدة وشى الخضروات كبواكير البطيخ الغير ناضج والمسمى بالعجر أو الباذنجان والبندورة ( الطماطم ) ثم يقومول بدس قرص العجين فيما تبقى من رمضائها الملتهبة حتى ينضج ، ويقطع خبز القرصة ويفت ويخلط مع العجر المشوى أو الباذنجان والطماطم ويصب عليه زيت الزيتون .

وتعتبراللصيمة طعامآ مثاليآ وطبيعىآ أورجانيك  ( Organic ).. فكل مكوناتها طبيعية وطازجة من الحقل مباشرة مما يجعلها غذاء آمنآ وشهيآ ، وهى تعد من المشهيات وليس بها أى مشاكل سوى أنها من فرط طعامتها ولذة مكوناتها لايستطيع متناولوها أن يتوقفوا فى الوقت المناسب مما يحدث نوعآ من التخمة .

ويضيف الغالى قائلا : هناك أكلة المقلوبة الشهيرة التى لا يمر الشهر الكريم دون تناولها مرة على الأقل أو أكثر بعد أن يتفننوا في صنعها باضافة اللحوم أو الدجاج اليها الى جانب البادنجان أو القرنبيط المقلى .. كما توجد أيضا بعض الأطعمة التراثية التى تشتهر بها سيناء ، ومنها : البصارة والشكشوكة والمندى والفتة .

ويفضل البعض أن يكون افطار اليوم الأخير من شهررمضان على الأسماك المملحة النية أو المقلية في الزيت حتى تخفف من ملوحتها ، وغيرها من الأسماك المشوية من انتاج بحيرة البردويل الشهيرة .. وهى أيضا طعام الغذاء في أول أيام العيد .

كما يحرص السيناوى خلال الشهر الكريم على تناول العديد من الأكلات التى يعتبرها شعبية نظرا لخفتها وقلة سعرها ، ومنها : الخبيزة وحرقة الأصبع والرقاقة ( الرشتة ) وغيرها .. ممن لصقت في ذاكرة كل سيناوى وأصبحت من التراث لديه ، ويجب الحفاظ عليها ويتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل .