عاجل
الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ميسي.. الرقصة الأخيرة لديكتاتور التانجو

ميسي.. الرقصة الأخيرة لديكتاتور التانجو
ميسي.. الرقصة الأخيرة لديكتاتور التانجو

كتب - حماده حسين

ميسي في مرحلة الخريف ، يقترب من مغادرة الملاعب وهو المعجزة الثانية في تاريخ الكرة وتاريخ الارجنتين ، دون ان يحقق اي انجاز لمنتخب بلاده يخلد به اسمه كبطل قومي مثل مارادونا ، المعجزة الأولى ، رغم كونه الهداف التاريخي لمنتخب التانجو، وجيله أكثر موهبة من جيل مارادونا؟



هل ميسي أسير لعنة تحرمه الإنجاز حين يلعب بقميص بلاده ، هل تواطأ مع مارادونا للاطاحة بكابتن الارجنتين ريكيلمي بعد التأهل لمونديال 2010 بجنوب افريقيا ،وهي فرصة ريكيلمي الثانية والاخيرة ،  مقابل حصوله على شارة الكابتن وقيادة التانجو الى استنساخ تجربة مارادونا في 86 ، وهل فشله المذل مع المنتخب ، هو ثمن هذا التواطؤ؟

 

 

في بلد المناضلين  

 

دخل ريكيلمي تصفيات مونديال 2010 محققا لبلده وصافة كوبا امريكا ، وذهبية أوليمبياد بكين ، والدوري الارجنتيني والليبرتادورس لفريقه بوكا جونيور، ولقب أفضل لاعب في الأرجنتين وأمريكا الجنوبية ، وقبلها هو أحد أهم نجوم مونديال 2006، والذي خرجت منه الارجنتين من ربع النهائي، أمام ألمانيا بعد ان كانت متقدمة بهدف من صناعته حتى الدقيقة 70 ، حيث استبدله المدرب، رغم انه كان أفضل لاعب في المباراة ، فتعادلت ألمانيا وفازت بضربات الترجيح.

في أول مباراة لمنتخب بلاده في التصفيات احرز هدفين أمام تشيلي، ومثلهما في الثانية أمام بوليفيا، كان الهداف، وبدا أن الأرجنتين قد ضمنت التأهل فتراجع الأداء والنتائج، وتأهلت الأرجنتين ثالثا خلف البرازيل وباراجواي، التراجع المؤقت في اداء التانجو كان نتيجة لطشة غرور ولم يؤثر في تصنيفه كأقوى المرشحين للفوز بالمونديال.

في تحول دراماتيكي تم عزل المدير الفني المتأهل، وخلفه مارادونا ، كأن الارجنتين أرادت – دون حاجة أو مبرر- أن تجدد اعترافها بجميل مارادونا في مونديال 86 ، وربما راهنت عليه كتميمة للفوز بالمونديال كمدرب كما سبق وفاز به كلاعب.

أول قرار للمدرب مارادونا كان الإطاحة بريكليمي، اعتبره سبب تراجع أداء الفريق الذي يضم ميسي وأجويروا وتيفيز وفيرون ماسكيرانو....و... ، مظاهرات غاضبة ضد مارادونا تطالب بعودة ريكليمي ، لكن رغبة مارادونا في إبعاده غلبت حلم الفوز بلقب المونديال كمدرب بعد حوالي ربع قرن من رفعه للكأس كلاعب، مع اصرار مارادونا، اعتزل ريكليمي اللعب دوليًا، وارتدى ميسي شارة الكابتن ، واصبح اللاعب الأكثر نفوذا في تاريخ التانجو ، او  ديكتاتور التانجو ، سرجيو روميرو حارس مرمي الارجنتين ومانشيستر يونايتد ، حين سئل عن سبب استبعاده من قائمة التانجو لمونديال 2018 قال : لن تلعب للمنتخب مادمت لست صديقا لميسي ، او مما لا يرضى عنهم .

في أول ظهور لمنتخب ( مارادونا – ميسي ) كانت الخسارة التاريخية أمام بوليفيا 1- 6 - ، والهزيمة 1 – 3 أمام البرازيل في مدينة روزاريو الارجنتينية ، ثم الخروج المذل من ربع نهائي مونديال جنوب إفريقيا 2010 أمام ألمانيا برباعية نظيفة .

 

        

 

لماذا كره مارادونا ريكيلمي الى هذا الحد ، وكيف وافق ميسي على الاطاحة به وهو الذي كان يتجلى في وجوده ؟   

صعب يكون سبب كراهية مارادونا لـ ريكيلمي ما اشيع عن ان مارادونا غاضب من ريكيلمي لانه رفض التدخل وابعاد شقيقة كريستيان عن ابنة مارادونا، التي هي خطيبة اللاعب " اجويرو" ، مارادونا ليس مهتما الي هذا الحد ، فهو لم يعترف بنسب ابنه من صديقته الايطالية الا بعد ان وصل هذا الولد – مارادونا الصغير – 30 سنة ، مجرد اعتراف جاف لا تواصل فيه ولا تعويض عن اهانة الانكار.

 

كثيرون أولئك الذين أخذوا لقب مارادونا، كخلفاء، لكن أكثر اثنين اقتربا ميسي وريكليمي، ميسي يكاد يكون نسخة طبق الاصل من مارادونا لكنه لا ينافسه على مكانته في قلوب عشاق التانجو كونه ليس ملهما كقائد فريق كما ان انجازاته على كثرتها ليست بقوة انجازات مارادونا ، كونها مرتبطة بناد كبير برشلونة المتخم بالالقاب ، وبأسماء كبار مثل تشافي وانيستا وجراديولا، برشلونة في ظل قيادة ميسي لم يصل نهائي دوري ابطال اوروبا وغالبا يخرج بفضيحة ، اما ريكيلمي - على فارق الموهبة - فكان اكثر من اقترب من تكرار انجاز مارادونا على المستويين – اندية ومنتخب-  ومشاركتة الشعبية والبطولة  .

موهبة مارادونا حفظت الخلود لنفسها بإنجازين، لم يحاكيهما أي لاعب آخر في تاريخ اللعبة، الأول: فوزه لبلاده بمونديال المكسيك 86، والثاني: الارتقاء بنادي نابولي من القاع إلى الفوز بالدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا، إنجازان منحا مارادونا رصيدًا خرافيًا في القلوب، يحتوي سقطاته الصادمة، وحدة تقلباته.

يقول رونالدينيهو كبير سحرة البرازيل ، ريكيلمي هو اللاعب الوحيد الذي تمنيت ان يقود منتخب السيليساو ، موهبة غير طبيعية تحرر زملاءه في الفريق، تُخرج أفضل ما فيهم، صانع لعب يتحكم في ايقاع المباراة وربما تكون هذه مشكلته مع المدربين ، هداف ، يجيد تنفيذ الضربات الثابتة، قدرته على الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط مدهشة، وهو "ملك الأسست".

 في مونديال 2006 ، فازت الأرجنتين على صربيا 6- 0 لم يحرز ريكليمي أي هدف منها، لكنه حصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة بامتياز، الأهداف الستة صناعته.

اقترب من تكرار إنجاز مارادونا مع نابولي، حين ارتقى بنادي فياريال الإسباني من تمني البقاء في الليجا إلى الوصيف الثاني للبطل برشلونة، ريال مدريد كان الوصيف الأول، وها هو يدخل رفقة فياريال لأداء مباراة الإياب أمام أرسنال الإنجليزي الذي كان في عصره الذهبي في ربع نهائي دوري ابطال اوروبا ، كانت مباراة الذهاب قد انتهت بالتعادل الإيجابي، المباراة تقترب من نهايتها والتعادل السلبي قائم، وهو في صالح الأرسنال، الحكم احتسب ضربة جزاء لصالح فياريال، لتحدث المعجزة ويهدرها ريكليمي لتكون ربما ضربة الجزاء الوحيدة التي أضاعها.

لم يطابق ريكليمي مع فياريال إنجاز مارادونا مع نابولي، لكنه سيواصل الضغط على الأسطورة.

 

 

" علبة الشيكولاتة"

 

الاثنان، مارادونا وريكيلمي من بيت واحد ، بوكا جونيور، وفي اكثر من مناسبة قال مارادونا انه ربما كان يسعده اكثر من لقب مونديال 86 ، ان يفوز ببطولة الليبرتادوس ، وان يكون اللاعب التاريخي   لـ بوكا جونيور ، مارادونا – فعليا - كان اللاعب التاريخي للبوكا حتى سحبت منه جماهير البوكا اللقب سنة 200 ومنحتة لــ ريكليمي   بعد الفوز ببطولة انتركونتننتال 2000 على حساب ريال مدريد، مارادونا نزل ملعب البوكا " البومبونيرا" وسط الاحتفال ، وأهدى ريكليمي قميصه .

البوكا في عصر ريكليمي 40 فوزًا متتاليًا، 5 دوري، 3 ليبرتادورس، البطولة الأغلى لدى اندية أمريكا الجنوبية، كونها تلعب على شرف محاربيها القدماء ، سيمون بوليفار وأمثاله .

 

 

 السقوط الفاضح لمنتخب التانجو في مونديال جنوب افريقيا اطاح بالمعجزة الأولى مارادونا من تدريب التانجو، قالوا له صراحة : مكانتك في القلوب كلاعب باقية الي الابد مهما كانت السقطات ، لكن كمدرب فاننا نكتفي بهذا القدر .

بعدها ، دار المدرب مارادونا  كعب داير علي عدد من الاندية ، لكن كلها كانت تجارب ضعيفة ، حاولت خلالها هذه الاندية استثمار ما تبقى من نجوميه مارادونا ، فيما كان هو يسعي لقتل الملل بالبحث عن اقنعة يجدد بها بريقه .

ريكليمي تجاوز احساسه بمرارة ماحدث معه باللعب في الدوري الارجنتيني ، وممارسة الطب ، والانشغال أكثر بمآسي ولاد الحرمان ، قال : " سأقول لأولادي إنني كنت محظوظًا باللعب مع مارادونا في بوكا جونيور، إنه أكبر لاعب كرة قدم في التاريخ، هو الأفضل مع ميسي، كل شيء كان يفعله أدهشني، نحن محظوظون لرؤيتنا هذا الثنائي، الأرجنتين محظوظة، وكنت محظوظًا باللعب معهما.

ميسي لم يحقق المركز الاول للارجنتين الا مرة واحدة فقط وكانت تحت قيادة ريكيلمي في اولمبياد بيكين ، وبخلاف ذلك بقي مشواره مع منتخب التانجو مثل تائه في صحراء يعيش علي السراب ، اعلى ماحققه كانت وصافة مونديال 2014 ، ووصافة كوبا امريكا 2015 بعد الخسارة من تشيلي 1 – 4 ، ونفس المركز في نفس البطولة 2016 وكانت نسخة احتفالية بمناسبة مئويتها وخسر ايضا أمام تشيلي.

 يقترب ميسي من مغادرة الملاعب ، ومتبق له كوبا امريكا التي تنطلق بعد حوالي شهر يستر بها موهبتة ، و مونديال 2022 ليرتقي بالانجاز الي فضاء مارادونا او أحمية ريكيلمي

 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز