عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

3 أسباب وراء حرب "واشنطن" على "هواوي"

3 أسباب وراء حرب "واشنطن" على "هواوي"
3 أسباب وراء حرب "واشنطن" على "هواوي"

كتب - هدى المصرى

تلوح في الأفق دوافع سياسية واقتصادية متداخلة وراء الحرب الشرسة التي تشنها الحكومة الأمريكية حاليًا ضد شركة تكنولوجيا المعلومات الصينية "هواوي"، والتي كان أحدث فصولها كان قرار شركة "جوجل الأمريكية" سحب ترخيص "أندرويد" من هواتف "هواوي" المقبلة، في استجابة منها لضغوط الإدارة الأمريكية.



ولذلك من المتوقع أن تواجه "هواوي" مشكلة في هواتفها الجديدة بشأن تضمين عدد كبير من التطبيقات والخدمات المهمة على أجهزة أندرويد، التي تغزو بها العالم، كما أن هواتفها الحالية لن تتمتع بالتحديثات الأمنية الضرورية التي توفرها جوجل.

في التقرير التالي نرصد دوافع الحرب على شركة هواوي الصينية والتي باتت في مرمى النيران الأمريكية.

 

صنع في الصين 2025

يشير الخبراء إلى أن استراتيجية (صنع في الصين 2025) التي من المرجح أن تحول بكين إلى قوة تقنية عظمى، تعد أحد أهم أسباب التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي تعتبر الحرب على شركة هواوي أبرز ملامحها.

واستراتيجية صنع في الصين 2025، هي خريطة طريق أطلقتها الحكومة الصينية في مايو 2015، وتستهدف زيادة القدرة التنافسية للبلاد في الصناعات المتطورة والتكنولوجية، وتبلغ القيمة الاستثمارية لتلك الاستراتيجية نحو 300 مليار دولار.

ويرى الخبراء أن بكين ترمي من خلال الاستراتيجية إلى خفض اعتماد البلاد على التكنولوجيا الأجنبية، وهدفها الأساسي زيادة المكون محلي الصنع في الصناعات الأساسية إلى 40% بحلول عام 2020 ثم إلى 70% بحلول عام 2025.

بالإضافة إلى المنافسة بأهم ميادين الابتكار في التكنولوجيا، مثل رقائق الكمبيوتر والسيارات ذاتية القيادة، وهي أهداف تسير إليها قطاعات الشباب من رواد الأعمال الذين يمارسون الأعمال الحرة في هذه المجالات، بما يعني أنها سياسة صينية شعبية نحو الريادة وليست فقط خطة الدولة وحدها.

ويفسرون دوافع توجس الإدارة الأمريكية تجاه هذه الاستراتيجية التي ينظر لها كمصدر قلق بالغ، وتهديد مباشر للأمن القومي الأمريكي إلى تقنية الاتصال بالجيل الخامس، والتي ستكون العمود الفقري للعديد من الصناعات التي أعلنت بكين أنها ستقوم بتطويرها ضمن هذه الاستراتيجية كالذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية، وأتمتة الآلات، والروبوتات، ومعدات الفضاء والطيران، والمعدات البحرية والشحن عالي التقنية، ومعدات النقل الحديثة للسكك الحديد، والسيارات ذاتية القيادة والمعتمدة على الطاقة الجديدة، ومعدات الطاقة، والمعدات الزراعية، وتطوير الأجهزة العسكرية الجديدة، والمستحضرات الدوائية الحديثة والمنتجات الطبية المتقدمة.

ويذهب الخبراء إلى أن تلك الاستراتيجية الصينية الطموحة كانت سببًا في اتهام واشنطن لبكين بسرقة الملكية الفكرية للعديد من الصناعات، بما كبد الشركات الأمريكية نحو تريليون دولار، وكان ذلك مدخلًا مقنعًا للكونغرس للتحرك خلال العام الماضي ضد بكين، وتقديم مشروع قانون يجبر الحكومة الأمريكية على وقف التعامل مع أكبر شركات الاتصالات الصينية "هواوي" ووزد تي إي.

كما لجأ ترامب لإحكام القبضة الأمريكية بالقوة، خوفًا من صعود الصين التكنولوجي، وتفوقها في معطيات الجيل الخامس (محور الصراع بين الدولتين)، وعطل بقرار منه صفقة استحواذ شركة برودكوم السنغافورية على شركة كوالكوم لصناعة المعالجات الدقيقة، بالمخالفة لمعطيات السوق الحرة التي أرست بلاده قوانينها.

 

نفوذ هواوي وتأثيرها

يؤكد الخبراء إلى أن مجال نفوذ شركة هواوي على الصعيد العالمي واستمرارها في التوسع، على الرغم من عرقلة الشركة وحظر عملها في الولايات المتحدة، ضمن أسباب الحرب عليها، حيث تحصد الشركة معظم مبيعاتها من الأسواق الدولية.

ووفقا للتقرير المالي للعام السابق 2018، حققت هواوي بالفعل تقدمًا ملحوظًا في الأسواق الناشئة في دول أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية وجنوب شرق آسيا وكذلك إفريقيا، حيث يزداد الطلب على تكنولوجيا الاتصالات فيها.

وهي ذات المناطق التي تمتلك فيها الولايات المتحدة الكثير من المصالح الاستراتيجية، لكن قدرتها في التأثير على الرأي العام، أو إغراء الحكومات للعمل ضد شركات التكنولوجيا الصينية محدود، وذلك بسبب عجزها عن تقديم بدائل مناسبة لها.

هذا بالإضافة إلى أن لدى الصين مجموعة كاملة من التقنيات منخفضة التكلفة، وكذلك الدعم الاقتصادي من المستثمرين التابعين للدولة والقطاع الخاص أيضا، لدعم موقفها وتعزيزه كدولة رائدة في مجال التكنولوجيا عبر مجموعة من التطبيقات المختلفة في الأسواق الناشئة.

وحتى تستطيع واشنطن الدخول إلى معركة التنافس، سيكون عليها أن تنظر إلى ما هو أبعد من مجرد حماية أسواقها، إلى الالتزامات الفعلية بتنمية اقتصادية أكبر في الأسواق العالمية. لكن مع انخفاض عائدات الضرائب وزيادة احتمال حدوث عجز هائل محتمل في الاقتصاد، فلن يتسع المجال للترويج لبديل لشركة هواوي على الصعيد العالمي.

 

تفوق هواوي على آبل

وكذلك استطاعت شركة هواوي الصينية أن تتفوق على آبل الأمريكية، وتصبح ثاني أكبر شركة هواتف محمولة في العالم بعد سامسونج، بحسب حصتها في السوق. إلا أن الشركة، أعلنت أن طموحها الآن هو التفوق على سامسونج نفسها، لتحل في المرتبة الأولى في سوق الهواتف المحمولة، بحلول عام 2020.

 

مزاعم التجسس على أمريكا

هذا ويعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع بمنع الشركات الأمريكية من أي تجارة في قطاع الاتصالات مع شركات أجنبية تعتبر خطيرة على الأمن القومي الأمريكي، في إجراء يستهدف خصوصا هواوي، الخطوة الأكثر تطرفًا في معركة إدارته ضد قطاع التكنولوجيا في الصين، وذلك بعد إشعاله الحرب الاقتصادية مع الصين في بداية الشهر الحالي، وذلك بزيادة الجمارك على أغلب البضائع الصينية تقريبا.

كان ترامب قد حذر من التعامل مع هواوي و70 شركة تابعة لها بزعم حماية الأمن القومي الأمريكي وعدم السماح للعاصمة الصينية بكين بالتجسس على الحكومة والمواطنين الأمريكيين.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز