أحمد عمر بالحمر يكتب: الظلم المشرق

ظلم يتبعه ظلم، يتبعه جلوس في الظل في إحدى الزوايا أو المشي بجانب الجدران بعيدًا عن الأضواء المبهرجة الخادعة، التي مهما زاد سطوعها وإنارتها فلن تكشف خفايا تلك الأنفس مع كل ما تحمله من بياض وسواد.

ليس الخوف أو الهروب ما يدفعني إلى القيام بذلك، لكن الحب والمتعة التي وجدتهما حين أشاهدهم وهم يخوضون ويتفننون في أساليب العذاب، بل أصبحوا هم أيضا يتلذذون في ذلك. شككت لوهلة أنه نوع من الإدمان، تزداد جرعته يومًا بعد يوم، لا تكفيهم جرعة الأمس القريب، عندما يتجرعونها لا يصلون إلى النشوة المرجوة بل يطلبون المزيد والمزيد.

الجميل في الأمر.. أنه في حقيقة الأمر لا يوجد فيما ذكرت جميلا، لكن الميزة الحقيقية التي وجدتها من ذلك الظلم المتكرر وصولي إلى حد البلادة، توقفت المستقبلات عن الاستقبال. ردة الفعل دائرة أو نقطة "صفر"، كنت أول ما أنتقم أو أضر أبدا في نفسي المسكينة أو ما بقي منها بعدما أجهزوا عليها "الربع" وأكمل أنا على ما بقي إن بقي فيها شيء.

الحال الآن أفضل بعدما عتقت نفسي من عبودية الظلم، وقررت ألا أشعر به، تحوّل الغضب إلى ابتسامة وأحيانًا ضحكات عالية تزلزلهم وتقلب كيانهم المريض. هل وصلتم إلى ما وصلت إليه؟ لأنني سأشعر بالخوف إذا كنت الوحيد، لا أظن ذلك فهناك الكثير أمثالي خصوصا هؤلاء الذين يقرؤون هذه المقالة، وقد ارتسمت تلك الابتسامة الرائعة على وجوههم.