هل يحدث الاختلاف في الكيلوجرام العياري فوضى عالمية ؟

كتب - عماد عبد المقصود

بعد اعتماد التعريف الجديد للكيلوجرام في الثامن عشر من نوفمبر من العام الماضى من قبل المؤتمر الدولى للأوزان والمقاييس دخل التعريف قيد التطيبق في اليوم العالمى للمترولوجيا والذى عقد بفيرساي في فرنسا يوم الأثنين 20 مايو العام.الجاري.

وعلي هامش فعالياته أثيرت تساؤلات من نوع ..ماذا لو سرق الكيلوجرام العيارى الدولى؟"

على هذه التساؤلات يرد  د . صابر جمعة الأستاذ المساعد بقسم الراديومتري بالمركز القومي لبحوث القياس والمعايرة قائلاً:بالطبع سنكون في ورطة حقيقة. بناءاً على ما ظهر من ربط تعريف الكيلوجرام بثابت فيزيائى لا يتغير "تتغير الثوابت الفيزيائية بقدر ضئيل جدا على مدى بلايين السنين". وعليه أقترح العلماء ربط تعريف الكيلوجرام بثابت بلانك والمقدر بـ 6.62607015×10−34 kg⋅m2⋅s−1
 

وأوضح صابر أن  وحدة قياس الكتله  شهدت مؤخراً إعادة تعريف تاريخية  منذ نشأتها مصاحبة للنظام المترى عام 1790 حيث كانت تسمى في ذلك الوقت grave.تطورت بعد ذلك إلى ما نعرفه الان باسم الكيلو جرام العيارى والذى عرف عام 1799 على إنه كتلة نموذج مماثل لكتلة ديسيمتر مكعب من المياه تحت ضغط جوى معتاد ودرجة حرارة تعطيها أعلى كثافه "4 سيلزيوس".مع نشاط حركة التجاره الدولية.

وقال صابر إن  حاجة العالم ظهرت لإعتماد كتلة موحدة للكيلو جرام تكون معرفة تعريفاً دقيقاً ولا تتغير مع الوقت. ونتيجة لهذا تبنت 17 دوله اتفاقية سميت "اتفاقية المتر" والتي اعتمدت نموذجاً للمتر ونموذجا أخر للكيلو جرام والذى جاء مكافئا لكتلة اسطوانة من سبيكة البلاتين والايريديوم بنسبة 90 إلى 10.

وأشار الأستاذ المساعد بقسم الراديومتري بالمركز القومي لبحوث القياس والمعايرة إلى أن  المكتب الدولى للمقاييس يتولى بسيفر، جنوب غرب باريس، الحفاظ على هذا النموذج والذى يخضع  لحراسه مشددة وظروف بيئية مناسبة لتخزينه بصورة سليمة دون ادنى مساس بتغير كتلته عبر الزمن.

وأوضح أن.المكتب  يتولى أيضاً إنشاء كتل مماثله للكيلوجرام العيارى تعطى للدول الأعضاء التي تعتمد النظام المترى نظاما رسميا لوحدات القياس بها. يجمل الكيلوجرام العيارى المصرى رقم 58 ومحفوظا بالمعهد القومى للقياس والمعايره بالهرم. تتم مقارنة نماذج الكيلوجرام المعطاه للدول الأعضاء بالكيلوم جرام العيارى الدولى على فترات زمنيه متباعده "تمت المقارنه أربعة مرات فقط حتى الان عام 1889، 1946 ، 1991، 2014)

وتابع د.صابر جمعة  :لضمان الحفاظ على الكيلوجرام العيارى وعدم ابعاده عن بيئة حفظه الا في أضيق الحدود. وبالرغم من كل هذا الجهود المضنيه للحفاظ عليه الا ان المقارنات الدولية أظهرت انحرافا يقترب من 70 مايكروجرام بينه وبين النماذج المشتقه منه  إذا من منهم تغير؟ هل هو الأصل أم النموذج المشتق؟! لا نعرف بالضبط على وجه اليقين.

ولفت إلى أنه قد أعيد في المؤتمر سالف الذكر أيضاً تعريف ثلاث وحدات قياسية وهي "الكلفن" لقياس درجات الحرارة و"الأمبير" لقياس شدة التيار الكهربائي و"المول" لقياس كمية المادة لتقليل نسب الخطأ عند استخدام تلك الوحدات قدر الإمكان في جميع أنحاء العالم وتجنب فوضي قياسية كارثية محتملة .