عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

شارع 23 يوليو في وسط مدينة العريش يحكي جزءا من تاريخ سيناء

شارع 23 يوليو في وسط مدينة العريش يحكي جزءا من تاريخ سيناء
شارع 23 يوليو في وسط مدينة العريش يحكي جزءا من تاريخ سيناء

العريش - مسعد رضوان

يواصل عبد العزيز الغالى عضو اتحاد الكتاب والمؤرخ السيناوى تناوله لأهم شوارع العريش التاريخية .. حيث بتناول شارع 23 يوليو الرئيسى بوسط مدينة العريش والذى كان يطلق عليه شارع المحاسنة أو البحر سابقآ ، والذى كان يضم العديد من المحطات التاريخية المرتبطة بتاريخ سيناء .



ويبدأ الشارع من محطة السكة الحديد ويمتد حتى يقف تمامآ عند زاوية المالح القديمة ( مكان حديقة البلدية ) ، وكان يوجد بها منزل ناظر المحطة ومخزن كبير للبضائع والمهمات التى يتم انزالها من قطارات الشحن أو الركاب لتشون بهذا المخزن ويدفع عنها أرضية حتى يتسلمها أصحابها بموجب بوالص الشحن .

كما يضم مبنى المخابرات العامة القديم ويقع بجوار محطة السكة الحديد ، مسجد المحطة القديم والذى لا يزال قائما حتى الآن والذى جدد وأضيفت له

توسعات بعد تعرضه لقذائف وشظايا جراء الاشتباكات التى حدثت أثناء حرب 1967 .. حيث كان المسجد مركزآ للمقاومة الشعبية ، وكان يعتلى مأذنته أحد المقاتلين آنذاك ، وقد أبلى بلاء حسنآ فى المقاومة .

ويضم الشارع مقر اقامة قوات الطوارئ الدولية ( الفرقة الهندية ) عقب انسحاب قوات العدوان الثلاثى ( انجلترا - فرنسا – اسرائيل ) بعد حرب 1956، وكان بعمارة المرحوم الحاج حسين بك قويدر من أعيان العريش .

كما كان يضم مطعم وكافيتيريا وليم التى اكتسبت شهرة واسعة أثناء فترة الاحتلال لكونها أول وأهم الاستراحات على الطريق الدولى ( القاهرة / رفح ) وكان صاحبها وليم متى كلام من أهالى القنطرة شرق ونزح الى مدينة العريش بعد عدوان 1967 وافتتح مطعمه هذا الذى صادف نجاحآ وشهرة فائقين .. مما دعا بعض المجلات الفرنسية أن تطلق على استراحته (هيلتون العريش ) .

كذلك مقر الهلال الأحمرالمصرى الذى تحول الى مديرية الأمن بعد تحرير العريش ثم الى قسم شرطة ثان العريش الى أن عاد مرة أخرى كمقر للهلال الأحمرالمصرى حاليا .. ولهذا المكان قصة مشهورة تسمى باسم صاحبة الأرض ( خديجة عودة ) التى جعلت منها أول ناشطة حقوقية واجتماعية سيناوية .. حيث أرتأت السلطة آنذاك ( ممثلة فى سلاح الحدود وعلى رأسها العميد محمد عبد المنعم القرمانى محافظ سيناء ) مصادرة أرضها فقامت خديجة بالتظاهر والاعتصام والاضراب عن الطعام ، وساندها مجموعة كبيرة من الأهالى ووقف بجانبها عضو مجلس الأمة آنذاك المهندس توفيق الشريف ووقف معها أبو سامى ( السيوى ) أحدظرفاء العريش وكان جارآ لها ، وحىن قيل له : أنت تقف بجانب خديجة وتساندها ولم نعلم قبل ذلك أن لك نشاطآ مناهضآ للسلطة ولم يمس لك أحد طرف؟ فقال قولتة المشهورة : اللى بياخد أرض خديجة اليوم .. بكرة بيثنى بأرض أبو سامى .

وضم الشارع أيضا ترجة علام نسبة لشركة النصر للمقاولات ( حسن علام وشركاة ) التى قامت بتنفيذ رصف الشارع ، وكانت هذة المنطقة من الشارع بها ( طلوع ونزول ) حادين فأطلق عليها العامة لفظة ( ترجة ) حتى أن الدواب التى كانت محملة بالأثقال وتريد أن تسلك هذه المنطقة يلزم أصحابها أو راكبيها أن يترجلوا من فوقها وأن يساعدوها فى مواصلة السير دون عناء .

وضم الشارع محطة بنزين شركة (شل) الانجليزية التى كانت من أقدم محطات تموين السيارات ، وتسمى حاليآ ببنزينة قطامش ، ومقر الجمعية التعاونية للبترول بملك المرحوم الحاج رشدى الغالى من أعيان العريش ومكانها الحالى ( كافيتيريا أم كلثوم ) ، يليها مباشرة مدرسة التعاون الاعدادية بنين والتى ضم اليها لاحقآ مدرسة التجارة الثانوية المشتركة ، وكانت مبانيهما بالكامل من الطوب اللبن .. حيث أنهما كانتا مؤجرتان من قبل الأهالى ، وكان مؤسسيهما جماعة من رواد التعلىم من أبناء العريش تضم كل من الأساتذة : محمد عوض رضوان ، عواد أبو تاية ، وحسين جاسر ، والشيخ حسن الزميلى ، وكان من أشهر نظارها الأستاذ عبد الحميد بدور من مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية ، والذى أصبح بعد ذلك ناظرآ لمدرسة العريش الثانوية المشتركة حتى عدوان 1967.

وضم الشارع محطة الأرصاد الجوية .. حيث كانت فى الأصل مكان مسجد النصر الحالى ثم نقلت الى منزل المجاهد سعد الرطيل ، والذى كان به مبنى نادى الضباط للقوات المسلحة .. فحلت محطة الأرصاد بهذا المبنى وانتقل نادى الضباط الى المبنى الحالى الذى أنشئ حديثآ بضاحية الجيش ( السلام ) الآن ، وكان من أشهر رؤساء محطة الأرصاد الجوية الفونس زكى فرج الله .. حيث كانت تتبع الهيئة العامة للأرصاد الجوية لوزارة الدفاع ثم وزارة الانتاج الحربى ثم وزارة البحث العلمى ثم استقرت أخيرآ تحت تبعية وزارة الطيران المدنى .

وكان بالشارع منزل المأمور ، وكان يقطنه مأمور قسم العريش وهو مكان حسبة السمك ( سوق السمك الحالى ) ، ومن أشهر ساكنيه العميد أحمد امام والعميد سمير توفيق والعميد محمد فاضل عبد الدايم وكيل المحافظة فيما بعد أثناء الهجرة فى مقرها المؤقت بحلمية الزيتون بالقاهرة ثم سكرتير عام المحافظة بعد التحرير .

ويضم الشارع سوق المحاسنة أحد أهم أسواق العريش التجارية حتى الآن ، وهو نسبة لآل محسن من قبيلة الأغوات الذى يقع السوق بين مساكنهم ومتاجرهم ، ويقع مكانه الحالى شركة بيع المصنوعات ومجموعة المحلات التجارية المجاورة وشارع بائعى الفواكة والخضروات الحالى أمام مسجد الجمعية الشرعية لتحفيظ القرآن .

ويضم الشارع أيضا قهوة كوركا لصاحبها أحد أبناء النوبة ، والتى تعد من أقدم المقاهى على الاطلاق فى زمانها ، وتكاد تكون الوحيدة فى تلك الفترة وكانت تخدم احتياجات الموظفين والعمال ، وكان لا يجلس عليها الا المغتربين فقط ممن لايصطحبون عائلاتهم معهم بالمدينة ، وكان من النادر أن يجلس عليها أحد أبناء العريش لتنافى ذلك مع العادات والتقاليد .. واذ حدث كان ينظر اليه من قبل المجتمع نظرة عدم ارتياح وريبة ، وكان هذا سببآ وجيها لرفضة حين يتقدم لخطبة احدى الفتياتع بعلة أنه جليس قهاوى حيث كان يتم لعب الورق ( الكوتشينة ) والطاولة والدومينو وهى من ألعاب الميسر المنهى عنها شرعآ .. خاصة ونحن فى مجتمع محافظ ومتدين .. كما أنه لم يخلو الأمر من مداهمتها كل حين للبحث عن مطلوبين أو مشتبه بهم أو وجود اخباريات ( معلومات ) بتعاطى أو بيع أو اتمام بعض صفقات الحشيش .

ويضم الشارع الجمعية التعاونية الاستهلاكية التى تعد أقدم جمعية تعاونية وكانت الوحيدة آنذاك ، وتقع بجوار مقهى كوركا ومكانها الحالى ما بين كافيتيريا عماد وحلوانى بارك سويت ، وكان مديرها عبد الله اسماعيل عبد الله جبريل من قبيلة الأغوات .

ويشير الغالى الى أن من المصائب التى تحولت لطرائف فيما بعد أن الجمعية وبسبب الطوارئ التى فرضتها استعدادات القتال المنتظر عام 1967 كانت مكتظة بالمواد التموينية وبالأخص كميات كبيرة ومتراصة من علب وصفائح المسلى ( السمن ) .. فلما نشبت الحرب وخاف الأهالى من نقص المواد الغذائية المتوقع فى مثل هذة الأحوال .. فتدافع بعضهم للحصول على نصيب من علب وصفائح السمن المكدس فوق بعضه البعض ومن شدة التزاحم والتدافع سحب أحدهم صفيحة سمن من الصف السفلى فوقعت عليه باقى الصفائح فمات جراء ذلك فأطلق علية شهيد السمنة .

ويضم الشارع تبة بحرى الشهيرة والتى استمدت شهرتها من المعركة البطولية والتى أدارها بكفاءة منقطعة النظير ضابط مصرى آثر عدم الانسحاب والتمركز فوق التبة بمدفعة المضاد للدبابات يؤازره أهالى الحى فى وقف تقدم الدبابات الزاحفة فى الشارع والقادمة من ناحية البحر .. فكان يعمر مدفعه ويصطاد دبابة تلو الأخرى فدمر بعضها وعطل تقدم الأخرى ولم تتمكن القوة المهاجمة منه الا بعد أن أرسلوا طائرة هليوكوبتر استطاعت أن تحدد مكانه وتصطاده فيستشهد على رأس تبه بحرى وهى بالضبط على ناصية شارع البنك الأهلى وقهوة بحرى حاليا .

ويضم الشارع أيضا زاوية المالح والتى يقف بعدها الشارع تمامآ ، ومن ورائها مكتب شركة مصر للطيران ومنزل المجاهد عدنان شهاب ومنزل شقيقة الشيخ نصر شهاب ومنزل الشيخ على المالح شيخ قبيلة المالح وضاحية أبى صقل .. ثم بعد ذلك تم فتح الشارع ليتصل مع جزئه الثانى عند تقاطع شارع ( جندل ) ممتدآ حتى ميدان الزعيم محمد أنور السادات ( البلدية ) سابقآ .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز