عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"أقفال الحب" من باريس إلى كوبري قصر النيل

"أقفال الحب" من باريس إلى كوبري قصر النيل
"أقفال الحب" من باريس إلى كوبري قصر النيل

كتبت - سوزى شكرى

لم أصدق عيني أثناء جولتي سيرا على الأقدام على كوبرى قصر النيل، لمحت قفلا مغلقا ومكتوبا عليه اسم، وأكملت السير فوجدت قفلا آخر لا يبتعد عنه، فعدت من حيث بدأت السير للتأكد أنه ليس أقفالا وضعها أحد العاملين أثناء صيانة الكوبري، فوجدتها "أقفال الحب"، ذلك الطقس الرمزي الذي ورد إلينا من أكثر من مصدر منها باريس، يتفق العشاق على وعد استمرار الحب مهما حدث بينهما فبعد ان يغلق القفل ويلقى بمفتاح القفل فى البحر ليصبح العثور علية مستحيل، إذا فراقهم قد يحدث إذا وجد أحدهما مفتاح القفل ! كيف تكون الأقفال رمزا للحب، فالحب حرية ولا بد أن المحب حر في اختيار قرار إنهاء العلاقة. ولا يمكن أن يكون الحب مقيدا بأقفال .



وأول ما ورد إلى ذهني أن كوبرى قصر النيل بناه الخديو إسماعيل الذى قرر إنشاء الكوبري 1871 وذلك لأسباب عدة من بينها بل أهمها من وجهة نظره أن يكون الكوبرى "عربون محبة" للإمبراطورة أوجيني دي مونيتو كوتيسه"، التي أحبها إلى حد العشق ، فهل يعيد التاريخ نفسه بنفسه ويصبح كوبرى قصر النيل لعشاق 2019.

انتقل هذا الطقس إلى الشباب المصري فاختار كوبرى قصر النيل لأن الفكرة تعتمد على وجود نهر أو بحر ليلقى بالمفتاح، على ما يبدو أن الشباب ابتعد عن الوعود الرسمية التى تفوق امكانياتهم دبلة الخطوبة والشبكة والشقة والزواج فلجوا للوعود ببقاء الحب.

ولفكرة مصدر أدبى حين انطلقت في روما روايتين عاطفيتين " فيديريكو موتشا" بعنوان "ثلاثة أمتار فوق السماء" في عام 1992 م ، والجزء الثاني المكمل لها "أريدك" في عام 2006 م ، وفي الجزء الثانى يعلق بطل وبطلة الرواية قفلا يحمل اسميهما على جسر "بونتي ميلفيو" قرب روما ويرميان المفتاح في مياه نهر وكلاهما مؤمن انهما يكملان الحياة ونتهتى الرواية باستمرار الحب ، الى انتشرت فى الواقع الفكرة على جسور وبلدان عديدة واصبحت الاقفال تعوذة لبقاء الحب .

ومن اشهرهم باريس وهذا تقليداً لما حدث على جسر الفنون (نهر السين) بالقرب من متحف اللوفر توعد فية العشاق ان يظل كل منهما باق على عهدة ، وتنوعت ألوان الأقفال التى تصنع خصصيا للعشاق، ووجود فنان متخصصين للكتابة الاسماء على الأقفال بشكل رومانسى ، امتلأ الجسر بباريس بأكثر من مليون قفل ما يعادل وزنهما45 طن ، تعرضت بعض الأقفال للسرقة بعد أن ارتفع سعرها لاستخدامها فى العشق ، واصبح هذا الجسر مزار سياحى ، الى ان انهار جزء من الجسر بسبب ثقل الاقفال ، مما اضطرت بلدية باريس لازالته عام 2015 لتحرر الجسر من عشاقه ، إلإ ان العشاق اصحاب الاقفال ذهبوا الى الجسر وهم فى حالة حزناً شديد على اقفالهم ووصفوا قرار ازالتها قرار قاسى ، وان الحكومة الفرنسية لا تعرف العشق، إلا ان الحكومة فعلت عكس توقعاتهم وضعت الاقفال فى مخزن خاص احتراماً للعشق ، ووعدتهم بإنشاء متحف مخصص للأقفال الحب.

 

 

 
لقطة من نهر السين بقرنسا 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز