"سيدليك" كنيسة مزينة بعظام آلاف الموتى "فيديو وصور"

كتب - هدى زكي

دائما وأبدا يظل الموت أصدق دليل على أن رحلة الحياة مهما طالت لا بد أن تنقضي ويندثر كل حي ولكن يبقى الأثر، وهو ما جسدته كنيسة "سيدليك" في مشهد مفزع تقشعر له الأبدان ووصف بأنه الأكثر رعبا.. فما قصتها؟

نصحبك اليوم عزيزي القارئ في جولة تتطلب الكثير من الجرأة لمشاهدة تلك الكنيسة المكدسة بعظام وجماجم أكثر من 30 ألف جثة، تقع "سيدليك" في بلدة صغيرة بالقرب من العاصمة براغ في جمهورية التشيك، وتعد من أغرب الكنائس التي يمكن مشاهدتها، حيث تم تزيينها بآلاف من عظام وجماجم الموتى التي تعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي.

 

 

تبدأ قصة هذا المكان بقيام رئيس الدير المحلي بالحج إلى مدينة القدس وجلب "التراب المقدس" لنشره بمقبره الدير التي دفن فيها فيما بعد أكثر من 30 ألف جثة نتيجة الإصابة بمرض الطاعون في أوروبا في القرن الرابع عشر الميلادي بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف آخرين قتلوا بالحروب الصليبية والوفيات الطبيعية الأخرى، فتكدست آلاف العظام والجماجم في مقبرة الدير.

 

لم تنته القصة بعد لكن عند بناء كنيسة سيدليك في القرن الخامس عشر الميلادي بجوار هذه المقبرة تم نقل تلك العظام أسفل الكنيسة في مستودع ووضعها بشكل هرمي وظلت على هذا الوضع حتى القرن 19، وفي عام 1870 ميلاديا. اتفقت الكنيسة مع فنان نحات يدعى "فرانتيسك رينت" لتحويل تلك الرفات إلى تحفة فنية فقام باستخدام العظام والجماجم بعد نحتها وتبييضها لتزيين الفراغ المقدس بالكنيسة.

وتعتبر "سيدليك" أحد أهم المزارات السياحية في "التشيك" التي يقبل على زيارتها آلاف السائحين كما أنها ليست الوجهة الجنائزية الوحيدة في العالم.