عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

شهر رمضان يرحل تاركا للمسلمين على الأرض عيد

شهر رمضان يرحل تاركا للمسلمين على الأرض عيد
شهر رمضان يرحل تاركا للمسلمين على الأرض عيد

رحل شهر رمضان اليوم عن مصر تاركا عيد الفطر "جائزة" للمصريين الذين استقبلوه اليوم (الأربعاء) بأجواء من الفرحة والسعادة، فهو أحد فرحتين وعد الله بهما عبده الصائم، وهو جزاء الصائم في الدنيا لتكتمل الفرحة الكبرى يوم يلقى ربه فتكون الفرحة الثانية.



وسمي العيد عيدا لعودته بالفرح في كل عام، وعلى الرغم من تقادم عهده، إلا أن قدومه مازال يجلب الفرح وكأنه العيد الأول في ثوب جديد، فهو مناسبة اجتماعية هامة للتقارب بين أفراد العائلة، وإعادة الدفء إلى العلاقات الاجتماعية، وأيضا للترويح عن النفس، ولذلك عندما تثبت رؤية هلال العيد، يخرج الناس إلى الشوارع ويتبادل المارة التهاني، وتعلو البسمات الشفاه، ويفرح الأطفال باللعب والسهر، ويسهر الجميع حتى أداء صلاة العيد في المسجد. 

ولعيد الفطر مظاهر خاصة منها الصلاة التي يجتمع فيها المسلمون صبيحة يوم العيد في تجمع رائع، بعد شروق الشمس بحوالى ثلث ساعة تقريبا، وصلاة العيد المكونة من ركعتين، هي أحد الطقوس المعروفة عند المسلمين في يوم العيد، وهي من السنن المؤكدة حسبما أجمع أغلب العلماء، وتؤدى بدون أذان أو إقامة، حيث يكبر الإمام والمصلون 7 تكبيرات من دون تكبيرة الإحرام في الركعة الأولى، وفي الثانية يكبر بعد القيام 5 تكبيرات من دون تكبيرة الرفع من السجود.

ومن مظاهر العيد أيضا، زكاة الفطر التي فرضت في العام الثاني من الهجرة مع فرض صيام رمضان، لتطهر الصائم من الرفث واللغو، الذي ربما يكون قد وقع فيهما خلال رمضان، وهي واجبة على كل من يقدر على أدائها من المسلمين، وينتهي وقتها بابتداء صلاة العيد وتخرج لمن يستحقها من الفقراء والمحتاجين تطهيرا للنفس والأموال وتزكية لهما.

ولا زالت مظاهر العيد والاحتفال بقدومه، تأخذ بعض العادات الموروثة، مثل صناعة الحلوى وتقديم الأطباق إلى أفراد العائلة والزوار، وخروج الأطفال إلى الشوارع، وهم يرتدون ملابسهم الجديدة، والذهاب إلى الحدائق العامة والملاهي، وركوب الأرجوحة واللعب واللهو حتى غروب الشمس، وغالبا ما تخرج الأسرة إلى الحدائق والنوادي والمتنزهات العامة وهم يصطحبون أطفالهم، وتهتم الفنادق باستقبال النزلاء، وتوفير مظاهر العيد البهيجة ومنها حفلات كبار المطربين والمطربات.

أما الحدائق فتمتلئ بكرنفال من الألوان البهيجة، ويقبل عليها الأطفال خاصة من قاطني المناطق الشعبية بكثافة شديدة خلال أيام العيد، خاصة حديقة الحيوانات بالجيزة، حيث تفتح الحديقة أبوابها في ساعة مبكرة من الصباح لاستقبال زوارها.

وتمتد مظاهر الاحتفال بالعيد في سائر مدن وقرى مصر، ففي الإسكندرية عروس البحر المتوسط، تكتظ المقاهي والشواطئ بالزائرين، خاصة وأن العيد هذا العام تزامن مع ارتفاع حرارة فصل الصيف.

وتختلف مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك من دولة لأخرى، وتعد مصر من الشعوب ذات الخصوصية في مظاهرها الاحتفالية بهذا العيد، ومنها انتقلت هذه المظاهر إلى العديد من شعوب العالم، ففي العصر الفاطمي كان من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر توزيع الحلوى على جميع موظفي الدولة وإقامة الموائد الضخمة.

وفي عصر الدولة العثمانية كان الاحتفال بالعيد يبدأ عقب أداء صلاة الفجر حيث يصعد أمراء الدولة والقضاة في موكب إلى القلعة ويتوجهون إلى جامع الناصر محمد بن قلاوون داخل القلعة لأداء صلاة العيد، ثم يصطفون لأداء التهنئة للباشا ويتقدم للتهنئة الأمراء وكبار البكوات والمماليك وكبار الضباط وتقدم القهوة والحلوى والشربات وتفوح روائح المسك والبخور، ثم يخلع الباشا على أرباب المناصب والأمراء ويأمر بالإفراج عن بعض المساجين ويسهر الناس في ابتهاج وسرور، ويعدوا الكعك والحلوى لتقديمها للأهل والزوار ويأخذ رب الأسرة زينة ويصطحب أولاده إلى المسجد لأداء صلاة العيد.

ومن أشهر أكلات أيام العيد، الكعك والفطير والسمك المملح والمكسرات والبعض يفضل أطباقا من اللحمة والبصل والطحينة، وتغلق معظم المحلات أبوابها خلال أيام العيد.

وتعد العيدية واحدة من أهم طقوس وعادات الاحتفال بالعيد في مصر وأكثرها انتشارا ورسوخا، ومن عادات وتقاليد العيدية أنها تختلف في القيمة بحسب السن، ومن المعتاد أن تكون نقود العيدية جديدة، وهي عادة جميلة ورسالة حب وود تدل على التكافل الاجتماعى والشعور بالآخرين وإسعادهم حيث ينتظرها الأطفال من أول أيام العيد ويتفاخر كل منهم بما حصل عليه من نقود، ويكونون أكثر فرحا وابتهاجا بالعيد، فالعيد عند الأطفال يعني الملابس الجديدة والعيدية وركوب المراجيح وأكل الكعك.

ويعتقد الكثيرون أن كعك العيد بدأ في مصر مع بداية العصر الفاطمي، ولكن الحقيقة التاريخية تؤكد أنه بدأ قبل ذلك بكثير، فقد عرفه المصريون منذ أيام الفراعنة واعتاد المصريون القدماء تقديم الكعك على هيئة قرص الشمس وصنعوه من دقيق القمح والسمن وعسل النحل، وكانت زوجات الملوك يقدمن الكحك للكهنة الحارسين للهرم خوفو في يوم تعامد الشمس على حجرة خوفو، ووجدت أقراص الكحك محتفظة بهيئتها ومعها قطع من الجبن الأبيض وزجاجة عسل النحل.

أما في التاريخ الإسلامى فيرجع تاريخ كعك عيد الفطر إلى الطولونيين قبل العصر الفاطمي، حيث كانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها "كل واشكر" ، ثم أخذ مكانة متميزة فى عصر الإخشيديين وأصبح من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر.

وتختلف المظاهر الاحتفالية الخاصة بالعيد حول العالم الإسلامي من بلد لآخر فلكل شعب عاداته وتقاليده المختلفة عن الشعوب الأخرى، ورغم أن هناك خصوصية في اختلاف أنماط الشعوب في الاحتفال بقدوم عيد الفطر المبارك، إلا أنه يمكن إجمال أكثرها شيوعا في ارتداء ملابس نظيفة وجميلة وجديدة وإعداد أصناف مختلفة من الحلويات والكعك، وتزيين الجوامع والشوارع والبيوت، بأضواء الزينة الجميلة والملونة وزيارة الأقارب والجيران،وتبادل التهنئة بالعيد معهم.
  

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز