عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

هشام شوقي يكتب: صناعة الموت واستشهاد الملائكة

هشام شوقي يكتب: صناعة الموت واستشهاد الملائكة
هشام شوقي يكتب: صناعة الموت واستشهاد الملائكة

تصعد أرواحهم للسماء، طاهرة راغبة إلى الرحمن الرحيم بعد معركة شرسة دافعا عن تراب الوطن، بينما زملاؤهم يحملون السلاح في مواجهة قاتل جبان بلا عقل بلا دين مرة أخرى ثأرا للرجال، إنها إحدى حلقات "مواجهة صناعة الموت واستشهاد الملائكة"، كان المشهد صباح يوم عيد الفطر مشهدا رمادي اللون تختلط فيه مشاعر الفرحة بالعيد، والحزن على شهداء الوطن والأم الثكلى والزوجة  المكلومة، كنت أتابع ملامح الرئيس وهو يحتضن أبناء الشهداء، بينما كنت أستطيع أن أتخيل حجم الغضب الذي بداخله والذي كان حريصا على ألا يظهره أمام الملائكة الصغار في يوم عيد الفطر وفي لحظة أصبح هو الأب بالنسبة لهم.



ذلك المشهد جعلني أفكر كثيرا في كيف نعالج المواقف، خاصة وأنا أتابع التعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي، والتي نقلت الخبر، ثم أسهبت في تحليل ما حدث في كمين البطل 14، وتداول "تسجيلات صوتية منسوبة لضباط" لا يمكن الجزم بصحتها أو عدم صحتها، ثم توجيه انتقدت بعضها مرتبط بحالة غضب وأحيانا بحالة حزن، وبعضها يحمل مسحة من يأس، وبينما حملت مواقع التواصل الاجتماعي تلك الحالة التي لم تراع الحالة المعنوية لرجال وشباب على الجبهة ماضين في الدفاع عن الأرض والعرض، بعض التعليقات لم تكن تنتبه جيدًا إلى أن الأبجديات قد تتحول في لحظة إلى طلقات رصاص يمكن أن تقتل أبناءنا.

تأخذني الذاكرة وتعود بي إلى مرحلة التسعينيات مع اختلاف الظروف المحيطة بالأحداث آنذاك، إلا أن الصحافة ورجال الفكر والثقافة كان لهم دور بارز في مواجهة التطرف الفكري، أن المعركة الحالية هي أكثر صعوبة وشراسة خاصة في ظل نواتج ثورة المعلومات فهي سلاح مزدوج وأصبحت هي الأخرى ساحة تنشر الأفكار المتطرفة كما تنشر آراء من يفندها، يمكن أن يخوض الرجال المعارك بالسلاح مع القتلة والخونة، وتظل أجهزة الدولة تبذل كل المجهودات لتأمين البلاد، لكن على الجانب الآخر هناك معركة فكرية أدواتها المفكرون والمثقفون والقوة الناعمة.

إن الاستيلاء على العقول وتغذيتها بأفكار متطرفة هو وقود صناعة الموت، لا يجب أن ننتظر دخول الشباب إلى دائرة تلقي تلك الأفكار، فالوقاية خيرا من العلاج، أن أصعب المواجهات تلك التي يحرك فيه العدو شبابا صغيرا يحمل أفكارا تجعل منه لقمة سائغة في أيدي تنظيمات تحركها أجهزة دول أخرى.

أعتقد أننا في حاجة ملحة لإعادة نشر الأعمال الفكرية التي تنير الطريق أمام الشباب وتفند الأفكار المتطرفة، في حاجة إلى أعمال فنية تحمل حقيقة صناع الموت على غرار رائعة وحيد حامد وشريف عرفة فيلم "الإرهابي"، في تصوري أن المواجهة الفكرية المستند على أدوات القوة الناعمة هي محور جوهري في مواجهة صناعة الموت.

الشهيد عمر القاضي ورفاقه هم من دفع ضريبة الدم من أجل تراب هذا الوطن حتى نأمن ونبتهج في يوم العيد، وهناك ملائكة في كل بقعة من أرض الوطن يحملون السلاح من أجل أن نغمض نحن العيون وننعم بحالة الأمان والاستقرار، لا ينتظرون ثناء، يبتغون وجه الله والوطن، وكلماتنا تؤثر في الروح المعنوية لهم، وهناك أجهزة دول تعمل بليل لتفكيك الوطن وبث اليأس وقتل الأمل في النفوس، ورسم صورة سلبية عن مصر، اللهم احفظ بلادي.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز