حقيقة تسجيلات "المنسي" و"القاضي".. معركة الإرهاب على "السوشيال ميديا"

كتبت - سمر سيد

أثار تسجيلان صوتيان منسوبان للشهيدين العقيد أحمد المنسي والنقيب عمر القاضي جدلًا كبيرًا عقب وقوع هجومين إرهابيين على كمينين الأول تابع للقوات المسلحة والثاني تابع للشرطة المدنية، ورغم أنهما مفبركان أصبحا مثار أحاديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي "بوابة روزاليوسف" رصدت أهم ملاحظات الخبراء على فبركة التسجيلين الصوتيين.

تسجيل صوت الشهيد عمر القاضي

في الساعات الأولى من أول أيام عيد الفطر المبارك، وقع هجوم إرهابي على كمين البطل 14 بمدينة العريش، وراح ضحيته 8 من رجال الشرطة، من بينهم الملازم أول عمر القاضي، الذي انتشر تسجيل صوتي يُزعم أنه له يطالب بإرسال الدعم إلى قواته وذلك عقب تعرضه لعدة طلقات تودي بحياته ونفاذ ذخيرته "ابعتولنا دعم يا جدعان.. دكوا الكمين علينا كلنا".

قال العميد خالد عكاشة، عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، في إحدى التصريحات الصحفية، إن هذا التسجيل الصوتي مفبرك، والدليل على ذلك صوت تكبيرات العيد الذي ظهر في خلفية التسجيل، فمن الطبيعي أن تظهر أصوات تبادل طلقات النار الناتج عن ذلك الهجوم الإرهابي، "ليس هناك تسجيل صوتي.. لما جرى بالنقطة الأمنية، بطل ١٤ جنوب العريش، والتفريغ؛ الذي جرى تداوله.. (مزيف) جملة وتفصيلا ولا علاقة له بالواقع، ولا تجرى الاتصالات الأمنية وفق هذا النسق بالمطلق".

كما أكد اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق، في تصريحات صحفية أخرى، أن هذا التسجيل غير حقيقي بالمرة، ودليله على ذلك أنه لا يوجد حوله أي أصوات لانفجارات ولا يوجد أصوات صرخات، إضافة إلى أنه بمراجعة التسجيل الصوتي أكثر من مرة ستجد أن المتحدث يتكلم بكل هدوء وثبات انفعالي قائلا: "مفيش واحد بيتعرض لموت أو هكذا هيقول قولوا لأمي ابنك راجل أو هيتكلم كل دا من غير ما يحاول ينقذ الوضع الذي يوجد فيه".

وعلى جانب آخر أثبت البعض صحة هذه التسجيلات، ودليلهم على ذلك انفعال القاضي خلال حديثه، ولكن لم يلتفتوا إلى سرعة انتشار التسجيل على مواقع التواصل الاجتماعي، فقظ انتشر في فترة اقل من ساعة عقب انتهاء عملية الهجوم، فليس من المنطقي أن يتم تداول تسجيل صوتي حقيقي من واقع الأحداث التي وقعت فجأة في هذه الوقت الضيق من الزمن، إلا إذا كان هناك هدف محدد من انتشار مثل هذه التسجيلات.

وأثبت خبراء الأمن خلال تصريحاتهم، أن انتشار مثل هذه التسجيلات الهدف منه هو إثارة الشعب على رجال الجيش والشرطة والنظام بشكل عام، لإقناعهم بأنه لم يتم توفير الذخائر اللازمة في مثل هذه الأماكن المهمة التي تتعرض لهجوم بشكل مستمر، لذلك نجد في جميع التسجيلات الصوتية المفبركة المنتشرة دائمًا ما يطالب صاحبها بضرورة إرسال الدعم والذخائر لنفاذ الذخيرة الموجودة لديه.

 

 

أحمد المنسي

كما أكد الخبراء أنها لم تكن المرة الأولى التي ينتشر فيها مثل هذه التسجيلات المفبركة، فقد حدث هذا منذ عامين أثناء استشهاد العقيد أحمد المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء، الذي استشهد إثر هجوم إرهابي انتحاري وقع على كتيبته في مدينة رفح، هو وعشرة جنود آخرين في شمال سيناء.

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع تسجيل صوتي يُزعم أنه للشهيد المنسي، يدعو من خلال غرفة العمليات أن تفجر مكان الكتيبة للتخلص من الإرهابيين والثأر للشهداء، ويطلب إرسال الدعم والذخيرة، ولكن هل من المنطقي أن رجل قوات مسلحة يواجه مثل هذا الهجوم المفاجئ أن يتحدث بهذا الثبات الانفعالي تاركًا خلفه طلقات الإرهاب الغادر ولم يواجهه؟

 

ضابط الواحات

كذلك تداول مقطع فيديو لأحد ضباط عملية الواحات من داخل مستشفى الشرطة بالعجوزة يروي من خلاله تفاصيل العملية، وقد أذاعه أحد الإعلاميين دون إثبات صحته.

 

 

 

سقوط طائرة شمال سيناء

على نحو آخر، أذيع تسجيل صوتي من داخل طائرة عسكرية التي كانت تطير فوق شمال سيناء، وأطلق عليها صاروخ سام 7 من جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية، ما أدى إلى سقوطها واستشهاد كل من عليها، وظهر في التسجيل الصوتي أصوات الشهداء وهما ينطقون الشهادة بشكل وهم مقبلون على الشهادة في حالة من الفزع ورهبة الموت، واختلاف انفعالاتهما عن الصوتين المنسوبين للمنسي والقاضي، ويعتمد على صدق التسجيل لأنه تم من خلال تفريغ الصندوق الأسود للطائرة، وهذا أكبر دليل على صدقها وعدم تزييفها، فالصندوق الأسود للطائرة قادر على كشف آخر المستجدات والأحداث التي وقعت بها قبل انفجارها.