عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

بلا نوافذ أو أبواب.."قارا" جحيم تحت الأرض ملعون بأرواح ساكنيه

بلا نوافذ أو أبواب.."قارا" جحيم تحت الأرض ملعون بأرواح ساكنيه
بلا نوافذ أو أبواب.."قارا" جحيم تحت الأرض ملعون بأرواح ساكنيه

كتبت- هدى زكي

عندما تقرأ عن "قارا" ستظن للوهلة الأولى أنه إحدى قصص ألف ليلة وليلة التي ترويها شهرزاد لشهريار حتى يعانق النوم جفناه ويرحمها من سيف "مسرور"، لكنك بعد قراءة هذه السطور سيخاصمك النوم ويدور في ذهنك آلاف الأسئلة بلا أجوبة.



سجن بلا أبواب أو نوافذ؟!

نصحبك اليوم عزيزي القارئ في جولة بالصور والفيديو إلى واحد من أهم المزارات التاريخية وهو أكثر سجون العالم رهبة وغموضا ورعبا، وهو سجن "قارا" الشهير في مكناس بالمغرب، ومكناس تعني "المحارب" باللغة الأمازيغية وهو السجن الوحيد في العالم بلا أبواب ولا نوافذ، وهو عبارة عن متاهة كبيرة تتكون من مجموعة من الأقواس والدهاليز إذا توغل به السجين لا يستطيع الخروج منه ولا يعرف أين بدء وإلى أين ينتهي، بناه المولي إسماعيل أحد حكام المغرب تحت الأرض...

 

لم يخرج منه حي

 

اشتهر سجن "قارا" بالعديد من القصص المروعة والتي ارتبطت في معظمها بالجن والأشباح واللعنات خاصة وأن كل من دخل إليه لم يخرج حيا ولا يعرف حتى الآن أين جثث هؤلاء المساجين أو كيف تم التعامل معها وعرف عنه أنه ملعون بأرواح ساكنيه الأوائل التي تحوم بداخله ولا ترحم احدا، وتعود قصة هذا السجن إلى عهد السلطان المولى إسماعيل الذي فكر في بناء "قارا" للتخلص من الخارجين عن القانون والأجانب والمجرمين الخطرين والمعارضين لحكمه أيضا.

لم يعرف حتى الآن بالتحديد مساحة سجن قارا وقيل أنها تصل إلى عشرات الكيلومترات تحت مدينة مكناس وقال أخرون أنه بمساحة مكناس بأكملها، ويرجع تاريخ بنائه إلى أواخر القرن الـ 17 وبداية القرن الـ 18 الميلادي. وقد اختلف الكثيرون في سبب اسم السجن ولكن جاءت الرواية التي رجحها الأغلبية لتؤكد أن الاسم يعود إلى لقب سجين برتغالي وعده السلطان المولى إسماعيل بتحريره إذا قام ببناء سجن ضخم يستوعب أعدادا كبيرة من المساجين ولا يستطيع أي سجين الهروب منه.

وبالفعل شرع السجين البرتغالي في بناء هذا السجن الرهيب الذي استوعب آلاف السجناء معا، وجاء البناء على شكل مستطيل يحتوي على ثلاث قاعات بمساحات كبيرة جدا وكل قاعة تحتوي على مجموعة الدعامات والأقواس، بفتحات كثيرة في السقف كانت هي المنفذ الوحيد للسجن الذي من خلاله يتم رمي السجناء والطعام والماء أيضا إلى الداخل ويعبر من خلالها خيوط ضوء الشمس لتضيء عتمه هذا المكان الموحش المرعب.

الممر السري

طلب المولى إسماعيل من البرتغالي "قارا" تصميم ممر سري للخروج من السجن لا يعرفه أحد فإذا اكتشفه أحد السجناء في يوما ما سيتم إطلاق سراحه مكافأة له ولكن لم يكتشف أحد هذا الممر إلى الآن، وقد اكتشفت حديثا أحد السلالم الذي يؤدي لداخل السجن واستخدمه السياح والزائرين للدخول إلى المكان.

المصير المجهول للبعثات الاستكشافية في المتاهة

برغم هول القصص التي ارتبط بها السجن إلا أنه كان مقصدا للمغامرين والمستكشفين من العالم كله لكشف سره ولكن كان مصير هؤلاء جميعهم الاختفاء المأساوي وهو ما دفع حكم الاحتلال الفرنسي للمغرب قديما بإغلاق مساحات كبيرة من هذا السجن، وكذلك فعلت السلطات المغربية في فترة التسعينات بإغلاق باقي القاعات بالجدران الإسمنتية بعد اختفاء فريق كامل من المستكشفين الفرنسيين ولم يترك إلا قاعة واحدة للسياح بعد ما اعتبر السجن من المزارات السياحية الذي يحرص على زيارته أهل مكناس والزائرين من مختلف دول العالم...

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز