عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الحملة الوطنية لإزالة وصمة المرض النفسي: "الألم النفساني زي أي مرض.. له علاج"

الحملة الوطنية لإزالة وصمة المرض النفسي: "الألم النفساني زي أي مرض.. له علاج"
الحملة الوطنية لإزالة وصمة المرض النفسي: "الألم النفساني زي أي مرض.. له علاج"

كتب - محمود جودة

عكاشة: ربع المصريين يعانون الألم النفسي.. والعلاج ناجح ويرفع الناتج القومي للدولة 3٪



لا يوجد في الطب مرض يسمى بالجنون.. وما تراه الناس في السينما والمسلسلات خاطئ ولا يعكس الحقيقة

تحت شعار "الألم النفساني زي أي مرض.. له علاج"، أطلق الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفساني، ومستشار رئيس جمهورية مصر العربية للصحة النفسية والتوافق المجتمعي، اليوم الأحد، "الحملة الوطنية لإزالة وصمة المرض النفساني" تحت رعاية الجمعية المصرية للطب النفسي برئاسة الدكتور ممتاز عبد الوهاب، واتحاد الأطباء النفسيين العرب، والدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، وكل رؤساء أقسام الطب النفسي.

حيث تشير الإحصاءات الدولية الى ازدياد نسب انتشار الاضطرابات النفسانية في جميع أنحاء العالم، حيث ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والقلق من 416 مليونا إلى 615 مليون نسمة أي بنسبة 50% تقريباً، وتمثل الاضطرابات النفسية 38% من العبء العالمي للأمراض.

بينما يشكل المرض النفسي 1 من كل 4 أشخاص، فيما بلغ عدد الاضطرابات النفسانية طبقا لأخر مسح قامت به الأمانة العامة للصحة النفسية في مصر ان المرض يصيب ٢٤٪ من السكان بما يعادل ربعهم تقريبا.

كما أشارت الدراسات إلى إن عدد المنتحرين في العالم حوالي مليون نسمة، 70% منهم يعانون من الاكتئاب، وأن علاج الاكتئاب والمرض النفساني هو استثمار لاقتصاد الأمة، وفى دراسة حديثة في لندن من كلية الاقتصاد البريطانية، ثبت ان علاج الاكتئاب وعودة المرضى للعمل والمشاركة تزيد من الناتج القومي بنسبة 3%.

وأوضح الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي بكلية طب جامعة عين شمس، أنه عندما كان رئيسا للجمعية العالمية للطب النفسي، قامت الجمعية بحملة على مستوى العالم لإزالة الوصمة بسبب المرض النفسي، وعندما وجد الفرصة سانحة الآن للقيام بهذه الحملة في مصر فقد قرر اطلاقها برعاية المؤسسات السابق ذكرها.

وقال عكاشه ان الطب النفسي يعرف بأنه أحد فروع التخصصات الطبية ويشمل اضطرابات التفكير، والعاطفة، والادراك، والارادة مما يؤدى الى اضطراب في الشخصية والسلوك وقد يكون السبب خللا في عمل الدماغ او بسبب امراض عضوية في الكبد، أو الكلي... الخ .

وأشار إلى أن وصمة المرض النفسي بدأت عندما تم فصل الجسد عن النفس، فقدماء المصريين كان عندهم المرض النفساني مكانه في القلب أو الرحم (الهستيريا) وذكرت كل الامراض النفسانية في بردية "إبر" المخصصة لأمراض القلب أو بردية كاهون عن امراض الرحم(الهستيريا)، ومن ثم كانوا يعالجون على انهم مرضى بالقلب أو بالرحم، وبالطبع لا يوجد وصمة لأنه كان يعالج كمريض قلب!!!!!. وكلمه الطب النفسي بدأت في عام 1808 ومعناها الحرفي “العلاج الطبي للروح"!!!! الآن العلوم العصبية (سواء السلوكية أو العضوية)، وفي القرون الوسطى كان المرض النفسي يؤول على انه مس من الجن، أو الشياطين أو أرواح شريرة أو أسياد وكانوا يعذبون ويحرقون في أوروبا.

وأضاف د. عكاشة أن الغرض من المستشفى العقلي في هذا الوقت كان إيداع المريض لحماية المجتمع من خطورته حيث لا يوجد أي علاج، ولكن العلاج لمعظم الأمراض النفسية قد تم اكتشافه بالفعل، واصبحت كل المستشفيات العامة والمستشفيات الجامعية بها اقسام للطب النفساني، بالإضافة الى مستشفيات وزارة الصحة (18 مستشفى) والآن تتجه معظم بلاد العالم الى بناء مستشفيات أو أقسام للطب النفسي مثل باقي التخصصات داخل المدينة وليست على أطرافها، وأصبح المريض النفسي يعامل مثل مريض القلب، السكر والسرطان وله كل حقوق المريض.

فيما وجدت دراسات أخرى أن التكاليف المقدرة للتوسع في العلاج، الذي يتضمن في المقام الأول المشورة النفسية الاجتماعية والأدوية المضادة للاكتئاب تبلغ 147 مليار دولار أمريكي، تفوق التكاليف مع تحسين مشاركة القوى العاملة وإنتاجيتها بنسبة 3 ٪، وتقدر قيمتهما بنحو 399 مليار دولار أمريكي، فتحسين الصحة يضيف إلى ذلك 310 مليار دولار أمريكي من العوائد.

ومع ذلك، فإن الاستثمار الحالي في خدمات الصحة النفسية يقل بكثير عن اللازم.

 فوفقاً لمسح عام 2014 لأطلس الصحة النفسانية التابع للمنظمة العالمية للصحة، تنفق الحكومات 3% في المتوسط من ميزانيات الصحة الخاصة بها على الصحة النفسية، وتتراوح النسبة من 1% في البلدان المنخفضة الدخل إلى 5% في البلدان المرتفعة الدخل.

وأكد عكاشة أن الصحة النفسية يلزم أن تعد أولوية إنسانية وإنمائية عالمية، وأولوية في كل بلد من البلدان، كما يلزم توفير العلاج الآن لمن هم في أمس الحاجة إليه، وفي المجتمعات المحلية التي يعيشون فيها.

وإلى أن يتم ذلك، سيظل المرض النفساني يستنفذ إمكانيات الناس والاقتصاد.

وأشار إلى أن الاستثمار في مجال الصحة النفسية معقول من الناحية الاقتصادية، لأن استثمار كل دولار أمريكي واحد في تحسين علاج الاكتئاب والقلق يحقّق عائدات قدرها 4 دولارات أمريكية في ميدان تحسين صحة الفرد وزيادة قدرته على العمل.

يزيد الاكتئاب من خطورة الإصابة باضطرابات وأمراض ناجمة عن استعمال المواد النفسية التأثير (الإدمان)، وداء السكري وأمراض القلب والسرطان.

وأن وصمة المرض النفسي وتهميش المريض النفسي والابتعاد عنه ونبذه من الجيران، ونظرة الأطفال له على أنه مجنون ويجب الحذر والابتعاد عنه والخوف من التقرب اليه يؤثر في المريض بطريقة سلبية ويجعله يفقد ثقته بنفسه ويصاب بانخفاض في الروح المعنوية، وعدم قدرته على الاختلاط والعمل مما يشكل العجز في التكافل الأسرى، وزيادة حالات الطلاق والامتناع عن العمل بل ان اللجوء للمخدرات منتشرا بينهم للهروب من الوصمة (حوالى 30-40%) وكذلك قد ينتشر الانتحار بنسبة تتراوح من 12-15%.

ان المريض النفسي لا يحظ بالعناية إذا أصيب بأمراض في القلب، الضغط، السكر أو السرطان لأنه مريضا نفسيا، مما جعل المرض النفسي يقلل من عمر الإنسان حوالي 15 عاما.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز